28 قتيلاً.. ومعارضون يغادرون «الوطني السوري» احتجاجاً.. وأنان تسلّم ردّ دمشـق على مقترحاته

قوات الأسد تسيطر على إدلب وتهــاجم درعا

تظاهرة حاشدة في الحسكة تطالب بإسقاط الأسد. إي.بي.إيه

سيطر الجيش السوري سيطرة كاملة على مدينة إدلب (شمال غرب)، بعد انسحاب «الجيش السوري الحر» منها، عقب نفاد ذخيرته، بينما هاجمت قوات الرئيس السوري بشار الأسد مدينة درعا (جنوب) بالدبابات والمدرعات، واشتبكت مع عناصر منشقة، ما اسفر عن سقوط 20 قتيلاً من بين 28 قتلوا، امس، بنيران القوات السورية، عشية الذكرى الأولى لاندلاع الانتفاضة ضد الأسد، في وقت أعلن ثلاثة معارضين بارزين استقالتهم من المجلس الوطني السوري المعارض بسبب «خلافات». فيما تسلّم الموفد الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سورية، كوفي أنان، رداً من السلطات السورية على المقترحات التي قدمها للرئيس بشار الاسد، وانه ينتظر المزيد من الإجابات.

وتمكنت قوات الأسد من السيطرة على مدينة إدلب بعد انسحاب «الجيش السوري الحر».

وقال نور الدين العبدو من المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في إدلب لـ«فرانس برس»، أمس، «منذ مساء أمس (الثلاثاء) توقفت المعارك، الجيش السوري الحر انسحب، والجيش النظامي اقتحم كل المدينة وفتش كل البيوت بيتاً بيتاً، ولاتزال المداهمات مستمرة هذا الصباح (أمس)».

وأوضح العبدو ان الجيش السوري الحر «فضل الانسحاب، والجميع يعلم انه لا يستطيع مواجهة الجيش» وقوته النارية.

وعن الوضع في المدينة، قال العبدو ان «كثيرين تمكنوا من الهرب»، مشيرا إلى ان «من بقي من الناس يلزمون منازلهم، لانهم مصابون بالرعب».

وأشار إلى ان «الأشخاص الذين يهربون يفعلون ذلك ليلاً، خوفا من رصاص القناصة».

من جهتها، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام، أن «وحدات الجيش وحفظ النظام والأمن انهت عمليات تمشيط الأحياء الوسطى والشمالية من مدينة إدلب، حيث تتركز أغلب المجموعات المسلحة فيها».

ونقلت عن مصدر مسؤول قوله، انه «ألقي القبض على عشرات المسلحين والمطلوبين خلال محاولتهم الهرب من المدينة متنكرين باللباس النسائي».

وفي ريف ادلب، ذكرت الصحيفة أن «عمليات الجيش تتواصل بشكل واسع في مدن معرتمصرين وأريحا ومعرة النعمان وريفها الغربي، إضافة إلى عدد من قرى جبل الزاوية، حيث تقوم وحدات الجيش بملاحقة المجموعات المسلحة في المناطق الجبلية».

وفي مدينة درعا اشتبكت قوات الأسد مع قوات للمعارضة. وقال الناشط رامي عبدالحق لـ«رويترز» عبر الهاتف من درعا، التي انطلقت منها شرارة الانتفاضة الشعبية ضد الأسد قبل عام، إن نحو 20 دبابة ومدرعة طوقت حي البلد في المدينة قرب الحدود مع الأردن، وأطلقت نيران مدافع مضادة للطائرات على المباني.

وأضاف أن الهجوم بدأ في وقت مبكر من صباح أمس، مؤكدا أن مقاتلي المعارضة ردوا على الهجوم، لكنهم يعانون نقصاً في السلاح.

من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 28 شخصاً بينهم 20 في درعا. وقال في بيان إن 20 شخصاً على الأقل قتلوا، بينهم سبعة منشقين، على ايدي قوات النظام السوري، في حملة دهم واعتقالات تخللتها اشتباكات في مدينة درعا.

وأضاف أن 13 مدنياً موثقين بالأسماء لدى المرصد، قتلوا خلال حملة المداهمات التي نفذتها القوات العسكرية السورية في حي الأربعين بمدينة درعا، بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية. كما قتل مدني في مدينة القصير في محافظة حمص (وسط) برصاص قناص.

وفي محافظة ادلب، قتل خمسة مدنيين في قصف وإطلاق نار من قوات النظام في جبل الزاوية، كما قتل منشقان في اشتباكات في المنطقة نفسها.

يأتي ذلك فيما أعلن هيثم المالح وكمال اللبواني وكاترين التلي، وهم من مؤسسي «مجموعة العمل من اجل تحرير سورية»، التي انشئت في نهاية فبراير الماضي، استقالتهم من المجلس الوطني السوري المعارض، أمس، بحسب ما افادت بيانات نشرت على صفحاتهم الخاصة على موقع«فيس بوك».

وأكد مسؤول في المجلس الوطني السوري لـ«فرانس برس»، أن الاعضاء الثلاثة قدموا استقالاتهم بسبب «خلافات مع المجلس»، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.

وقال المالح في بيان استقالة موجه الى الناس، بحسب ما اورد على صفحته على «فيس بوك»، انه لمس في المكتب التنفيذي للمجلس «عدم انسجام، وانعدام العمل المؤسساتي، فضلا عن استفراد رئيسه الدكتور برهان غليون بالرأي».

وأضاف «حتى لا أكون شاهد زور على ما يجري، فقد آثرت الانسحاب من المجلس».

وجاء في بيان كاترين التلي، المنشور في صفحتها على «فيس بوك»، «لانني أرفض ان اكون شاهدة زور عن مجلس معطل بفعل شخصيات وتيارات سياسية على حساب الدم السوري الطاهر، أعلن انسحابي».

وتنصلت التلي من أي «مسؤولية أمام ثوارنا الأبطال عن تقصير المجلس وأخطائه السياسية، كوننا غير مشتركين في أي قرار سياسي يتخذه أعضاء المكتب التنفيذي».

وقال اللبواني من جهته في بيانه المنشور على صفحة «مجموعة العمل لتحرير سورية»، أمس، انه قرر الاستقالة بعد «استنفاد كل وسائل الاصلاح، وبعد ان سدت في وجهنا كل سبل التغيير، بسبب سلبيات هذا المجلس التي لم تعد خافية على أحد».

وأضاف أن المستقيلين لم يعودوا يستطيعون ان يكونوا «شهود زور على كذبة وجود مجلس، وكذبة تسميته بالوطني، أو شركاء في مذبحة الشعب السوري، عبر أي آلية كانت من قبيل التلكؤ والمراوغة والخداع والنفاق والمزايدة والشخصنة، أو آلية الارتباط بأجندات غريبة تسعى لإطالة أمد المعركة في انتظار سقوط الدولة والوطن، وتمزق البلاد وانجرارها نحو حرب أهلية».

وذكرت المجموعة انها ستصدر بيانا «تضع فيه النقاط على الحروف، وتعلن اتخاذها خطوة مهمة انتصاراً ودعماً لثورة شعبنا العظيم في سورية»، من دون تفاصيل اضافية. في سياق متصل أكد كوفي أنان، في بيان انه تلقى رداً من السلطات السورية على المقترحات التي قدمها للاسد، وانه ينتظر المزيد من الإجابات.

وقال إنه «نظراً الى الوضع الخطر والمأساوي على الارض، على الكل ان يدرك ان الوقت يضغط». وأوضح أنه «لا يمكننا ان نسمح بأن يطول امد هذه الأزمة».

وكان انان اعلن الاحد الماضي انه قدم للأسد «سلسلة مقترحات ملموسة» لتسوية الأزمة. وأوضح ان محادثاته في دمشق تمحورت حول ضرورة «الوقف الفوري للعنف وعمليات القتل ووصول المنظمات الانسانية وفتح حوار».

وفي دمشق، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، أمس، أن سورية ردت على مقترحات أنان «بطريقة توضيحية تبين رؤيتها»، لتطبيق هذه المقترحات. وقال إن بلاده «ردت بلا ورقة تبين بطريقة توضيحية رؤية سورية لتطبيق هكذا مقترحات». واعتبر مقدسي ان «الرد السوري موضوعي للغاية»، مضيفاً أنه «إذا كانت النيات مساعدة سورية، فسورية ملتزمة بالانخراط بإيجابية مع مهمة أنان».

ولفت المتحدث الرسمي الى ان «هذه المهمة تتطلب تضافر جهود الآخرين لإنجاحها».

من ناحية أخرى، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزير الإدارة المحلية السوري، عمر غلاونجي، قوله ان الخسائر التي ألحقتها «العناصر الإرهابية المسلحة» بالبنى التحتية لحي بابا عمرو في حمص، بلغت ملياري ليرة سورية (33.5 مليون دولار أميركي).

تويتر