قصف عنيف على الرستـن.. واللجنة الدولية توزع المساعدات على نازحي بابا عمرو

دبابات الأسد تقتحـم أريحا.. وانشقاقات جديدة في الجيش

تظاهرة نسائية احتجاجية ضد الأسد في إسطنبول. إي.بي.إيه

اقتحمت دبابات الجيش السوري، أمس، بلدة أريحا في محافظة إدلب، إثر قصف عنيف، في وقت انشقت فيه مجموعة من الجيش بعد مقتل 47 جندياً حاولوا الانشقاق. ويترافق ذلك مع تعزيز قوات النظام بدير الزور، وتزايد هجمات الجيش السوري الحر، في وقت وزعت اللجنة الدولية المساعدات على النازحين من حي بابا عمرو.

وتفصيلاً، أكد ناشطون أن دبابات الجيش النظامي السوري اقتحمت أريحا في محافظة إدلب بعد قصف عنيف للمدينة. وامتدت الاشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي لتصل إلى دير الزور وأحياء في محافظة حماة وريفها، وخربة غزالة في محافظة درعا، كما انسحبت قوات الجيش النظامي من مدينة الحراك في درعا.

يأتي ذلك بعد ان شهدت مناطق سورية عدة اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي، أسفرت عن مقتل 100 من الجيش النظامي في منطقة منين بريف دمشق، وسبعة في جبل الزاوية بإدلب، حسب الجيش الحر. وبلغ عدد القتلى، اول من أمس، 88 شخصا قتلوا برصاص قوات الأمن في مناطق مختلفة، مقابل 135 جنديا من الجيش النظامي أكد الجيش السوري الحر أنه قتلهم قرب دمشق.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن من بين القتلى 47 جندياً سقطوا برصاص قوات الأمن لدى محاولتهم الانشقاق عن الجيش النظامي في مطار أبوالظهور العسكري بإدلب، كما قتل ثلاثة أشخاص بانفجار لغم في المنطقة، وفي درعا لقي سبعة أشخاص مصرعهم بينهم واحد تحت التعذيب وعسكريون منشقون بينهم ضابط برتبة ملازم، وقتل 13 شخصا بينهم ثلاثة جنود منشقين في ريف دمشق، وسقط قتيلان بدير الزور وآخر في حلب.

وأشارت إلى أن حماة أحصت ستة قتلى، في حين قتل ستة آخرون من بينهم ثلاثة أشخاص قضوا ذبحاً بينهم فتاة في حمص التي تعرضت لقصف جديد.

وأكدت الهيئة أن القصف العشوائي تجدد على بلدة الأتارب في ريف حلب، التي شهدت إطلاق نار كثيف من قوات الأمن والجيش باستخدام الرشاشات الثقيلة عند مديرية المنطقة باتجاه المنازل، بينما تعرض حي كرم الزيتون في حمص لقصف عنيف وإطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن المدعومة بالشبيحة الذين حاولوا اقتحام الحي من جهة جامع الأنصار.

وفي ريف حماة استهدف قصف مدفعي بلدات عدة في الريف الغربي، من بينها بريدج واللطامنة وكرناز التي أدى سقوط قذيفة على الحي الشرقي فيها إلى إصابة عدد من المواطنين من بينهم 10 أطفال.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، ان القوات السورية شنت قصفاً عنيفاً، أمس، استهدف معاقل المعارضين في مدينة الرستن (وسط) الواقعة في ريف مدينة حمص، معقل الحركة الاحتجاجية، إذ بسط الجيش النظامي سيطرته الخميس الماضي.

وقال عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «تتعرض المواقع التي تتمركز فيها مجموعات المنشقين في الناحية الشمالية من مدينة الرستن لقصف عنيف». ويتوقع الكثير من الناشطين ان تكثف قوات الجيش النظامي هجومها على الرستن، وعلى بلدة القصير، التي يسيطر على جزء كبير منها معارضو الاسد، خصوصاً بعد ان سيطر الجيش على حي بابا عمرو في مدينة حمص.

وأوضح مدير المرصد ان هاتين المدينتين تمثلان تمركز المنشقين في وسط البلاد، إذ من المتوقع ان تكون مسرح المرحلة المقبلة من عملية استهداف النظام للمنشقين.

يأتي ذلك بعد مقتل 12 شخصاً بينهم خمسة اطفال في انفجار قذيفة سقطت على متظاهرين في مدينة الرستن، بحسب ما افاد المرصد.

وفي ريف درعا (جنوب)، انتشرت القوات العسكرية في بلدة المليحة الغربية وأطلقت الرصاص من الرشاشات الثقيلة خلال اشتباكات مع منشقين، حسبما ذكر عبدالرحمن، وأضاف الناشط الحقوقي انه تم اختطاف احد الضباط في اجهزة المخابرات. واشار عبدالرحمن الى انقطاع الاتصالات واعتقال عشرات الأشخاص في هذه البلدة التي تقع شمال درعا.

وفي ريف ادلب (شمال غرب)، ذكر المرصد «دارت اشتباكات، فجر امس، في بلدة كفرنبل بجبل الزاوية بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة هاجمت احد الحواجز في البلدة، تبعه اطلاق نار من رشاسات متوسطة وثقيلة». وأسفرت الاشتباكات عن مقتل جندي من الجيش النظامي وإصابة عناصر من المجموعات المنشقة بجراح، بحسب المرصد.

وقال ناشطون معارضون إن دبابات تابعة للجيش السوري نشرت في مدينة دير الزور لمواجهة قوات المعارضة هناك ودعم القوات والميليشيات الموالية للرئيس بشار الأسد التي تعرضت لهجوم من المعارضين بعد مقتل ثلاثة متظاهرين مطالبين بالديمقراطية.

واتهم ناشطون معارضون للحكومة القوات الحكومية بشن الهجوم الجديد على حمص لمعاقبة الناس في المدينة التي تعد رمزا للثورة. وقالت الشبكة السورية لحقوق الانسان المعارضة، إنه في عمل انتقامي أطلقت قوات الأسد قذائف المورتر، ونيران الأسلحة الآلية على جوبر، وذلك في اشارة الى حي مجاور لبابا عمرو الذي تعرض فيه المعارضون لحصار وقصف على مدى شهر تقريبا.

في هذه الأثناء أظهرت صور بثها ناشطون سوريون على الإنترنت انشقاق قائد سريّة الهاون في الفرقة الـ14 الرائد المظلي أنس عبدالرحمن علو مع مجموعة أخرى من صف الضباط.

وقال الرائد علو إنه انشق عن الجيش النظامي، بسبب ما وصفه بزج القوات الخاصة في مواجهة الشعب السوري الأعزل، معلنا انضمامه إلى الجيش السوري الحر.

وفي هذا السياق، قالت مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش، سارة واتسون، إن المنظمة وثقت عددا من حالات الإعدام في صفوف المنشقين عن الجيش النظامي والمدنيين. وأضافت واتسون أن هذه الأعمال تعتبر جرائم ضد الإنسانية، وسيحاسب عليها نظام الأسد، على حد تعبيرها.

من جهتها، حثت الصين كلاً من دمشق والمعارضين على انهاء العنف فوراً، والبدء في محادثات، لكنها قالت مرة اخرى انها تعارض اي شكل من اشكال التدخل العسكري الاجنبي في سورية.

وقالت تركيا الحليف السابق لسورية ان الأسد يرتكب جرائم حرب، وانتقدت سورية لمنعها وصول المساعدات إلى حي بابا عمرو.

في الأثناء بدأت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، امس، توزيع المساعدات الانسانية على قرية ابل التي نزح اليها بعض سكان حي بابا عمرو.

وافاد المتحدث باسم اللجنة صالح دباكة لوكالة فرانس برس، بأن اللجنة بدأت توزيع المساعدات في قرية ابل الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات عن حي بابا عمرو، والتي نزح اليها عدد كبير من سكان هذا الحي. وتضمنت هذه المساعدات المواد الغذائية وأدوات النظافة الشخصية والأغطية. وتوقع المتحدث ان تمتد عمليات توزيع المساعدات الى حي الانشاءات، المجاور لبابا عمرو، مشيراً الى ان المناقشات لاتزال جارية لدخول بابا عمرو. ولايزال فريقا اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمة الهلال الاحمر السورية ينتظران منذ الجمعة الحصول على اذن للدخول الى حي بابا عمرو في حمص الذي سيطر عليه الجيش السوري لتقديم المعونات الانسانية.

تويتر