«الوطني» المعارض يتوقع مجزرة ويشكل مجلساً عسكرياً.. ومجلس «حقوق الإنســــــــــــــــــــــان» يدين دمشق

قوات الأسد تُطبق على «بابا عمــــرو».. والجيش الحر ينسحب «تكتيكيـــــاً»

عنصران من «الجيش السوري الحر» في منطقة البياضة في حمص. رويترز

سيطر الجيش السوري بالكامل، أمس، على حي «بابا عمرو» في حمص، حيث سقط 17 قتيلاً، فيما اعلن «الجيش السوري الحر» ان قواته نفذت انسحاباً تكتيكياً من هذا الحي،

وطالب المجلس الوطني المعارض المجتمع الدولي بالتدخل لوقف مجزرة محتملة في بابا عمرو، قائلاً انه تم تشكيل مجلس عسكري للإشراف على الوحدات المسلحة. يأتي هذا التصعيد الميداني متزامناً مع تبني مجلس الأمم المتحدة لحقوق الاإسان قراراً يدعو الحكومة السورية الى وقف الانتهاكات، والسماح للأمم المتحدة وللوكالات الإنسانية بالدخول من دون عائق الى سورية.

وتفصيلاً، قال مصدر امني في دمشق، في اتصال مع وكالة «فرانس برس» «سيطر الجيش السوري على كامل حي بابا عـمرو بعـدما سقـط آخر جيـوب المقـاومـة فيــه».

وأضاف المصدر ان عناصر الجيش النظامي «يقومون بتوزيع الطعام على السكان ويجلون الجرحى، ويقومون بالبحث عن الصحافية الفرنسية، اديت بوفييه، التي اصيبت قبل اسبوع». وتابع المصدر «المسلحون مازالوا في احياء الحميدية والخالدية والعمليات متواصلة لإخراجهم» منها.

من جهته، أكد قائد «الجيش السوري الحر»، العقيد رياض الأسعد، في اتصال مع وكالة «فرانس برس» في بيروت، ان قواته نفذت انسحاباً تكتيكياً من حي بابا عمرو، حفاظاً على ما تبقى من الأهالي والمدنيين.

وناشد بيان باسم المقاتلين اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وغيرها من المنظمات الإنسانية «دخول (بابا عمرو) وتوفير الحاجات الإنسانية لأهلنا في الحي الذين رفضوا مغادرته، وأصروا على البقاء في منازلهم المدمرة بالكامل، ويبلغ عددهم نحو 4000 شخص».

ومن جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 17 مدنياً قتلوا في بساتين حي بابا عمرو، التي اقتحمتها القوات النظامية السورية، وبدأت حملة مداهمات واعتقالات فيها.

ودعا المجلس الوطني السوري المجتمع الدولي الى التدخل الفوري لوقف مجزرة محتملة بعد اقتحام حي بابا عمرو. وقال في بيان «نطالب المجتمع الدولي والدول الاسلامية والعربية بالتدخل الفوري لوقف مجزرة محتملة بحق عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ».

وطالب البيان ايضاً بالضغط على النظام من أجل السماح بدخول منظمة الصليب الأحمر الدولي لإجلاء الضحايا والجرحى، وتوفير ممرات انسانية وبشكل فوري لإدخال الاحتياجات الطبية والمساعدات الغذائية.

كذلك دعا البيان الشعب السوري، خصوصاً في دمشق وحلب الى التخفيف عن أهلنا في بابا عمرو واستعمال كل اساليب المقاومة المدنية السلمية من نزول الى الشوارع وقطع للطرق الدولية وتعطيل كل ما من شأنه شل حركة النظام.

وكان الناشط في بابا عمرو ابويزن الحمصي ابدى في اتصال مع فرانس برس عبر سكايب تخوف سكان الحي من إبادة جماعية بعد سيطرة القوات النظامية عليه. وناشد الناشط باسم من تبقى من سكان بابا عمرو، دول العالم، خصوصا الدول الاسلامية التحرك فورا لانقاذ الشعب السوري من الإبادة.

وأعلن المجلس الوطني السوري الذي يمثل معظم اطياف المعارضة، تنظيم تسليم الأسلحة للمعارضين من خلال مكتب استشاري عسكري تم إنشاؤه أخيراً، حسب ما قال رئيس المجلس، برهان غليون، في باريس.

وقال غليون في مؤتمر صحافي «قرر المجلس الوطني انشاء مكتب استشاري عسكري مؤلف من عسكريين ومدنيين، لمتابعة شؤون قوى المقاومة المسلحة المختلفة، وتنظيم صفوفها وتوحيد قواها ضمن قيادة مركزية واحدة».

واضاف غليون ان المجلس سيعمل على توفير كل ما تحتاج إليه المقاومة و«الجيش الحر» من اجل القيام بواجباته الدفاعية على أكمل وجه، وتأمين الحماية اللازمة للمدنيين ورعاية الثوار.

وتابع ان المجلس سيعمل على الحيلولة دون حالة التشتت والفوضى في انتشار واستعمال السلاح، ومنع أي اختراقات أو تجاوزات لا تصب في مصلحة الثورة السورية والمصلحة الوطنية العليا.

في الأثناء، تبنى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قراراً يدعو مرة اخرى الحكومة السورية الى وقف انتهاكات حقوق الإنسان، ويدعو نظام الرئيس بشار الأسد الى السماح للأمم المتحدة وللوكالات الإنسانية بالدخول من دون عائق الى البلاد.

ويدين القرار بشدة الانتهاكات المستمرة الواسعة والمنهجية لحقوق الإنسان، والحريات الأساسية من قبل السلطات السورية، ويدعو الحكومة السورية الى ان توقف فوراً كل اشكال انتهاكات حقوق الإنسان وكل اشكال العنف.

وقامت الدول الـ47 الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان، بطلب من روسيا، بالتصويت على مشروع القرار الذي تم تبنيه بتأييد 37 صوتاً ومعارضة ثلاثة (الصين وروسيا وكوبا) وامتناع ثلاث دول هي الإكوادور والهند والفلبين. وهي المرة الرابعة التي يدين فيها مجلس حقوق الإنسان انتهاكات حقوق الإنسان من قبل النظام السوري. وسبق ان نظم ثلاث جلسات خاصة اخرى حول سورية منذ بدء قمع الحركة الاحتجاجية في مارس ،2011 التي قالت الأمم المتحدة انها ادت الى مقتل اكثر من 7500 شخص.

وقال المندوب التركي، اوغوز ديميرالب، انه بتبني هذا القرار، فقد وقف المجلس مرة اخرى الى جانب الضحايا. اما المندوب الروسي، فلاديمير زيغلوف، فقال ان هذا القرار المطروح امامنا مثال اخر على النهج السياسي المنحاز الذي تضغط بعض الدول لإصداره ضد سورية.

واكتفى المندوب الصيني من جهته بالقول انه يشاطر موسكو وجهات نظرها.

من جهتها، قالت السفيرة الأميركية، ايلين تشامبرلاين دوناهوي، ان تبني القرار يبعث برسالة الى نظام الأسد بأنه اصبح مـعزولاً، وان المجتمــع الدولي موحد.

وقالت ان القرار ربما يرسل رسالة اكثر اهمية الى الدول الثلاث التي صوتت ضد القرار بأنها تصبح أكثر عزلة. واعلنت وزارة الخارجية السورية امس، استعدادها للتشاور حول موعد لزيارة مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري اموس، الى سورية. ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن وزارة الخارجية والمغتربين ان وكيلة الأمين للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، طلبت القدوم في موعد لم يكن مناسباً لنا، ومستعدون لمتابعة التشاور معها حول موعد مناسب للطرفين لبدء الزيارة.

تويتر