جوبا توقّـع اتفاق وقف إطلاق نار مع متمردين

مقتل 150 جندياً سودانياً على الحدود مع الجنوب

جنوبيون سودانيون يتظاهرون في إسرائيل رافضين العودة. إي.بي.إيه

أعلن متمردون سودانيون، أمس، مقتل 150 جندياً سودانياً في معارك على الحدود المتنازع عليها مع جنوب السودان، ما دفع الخرطوم الى التوعد بالرد.

ونفى الجيش السوداني هذه الحصيلة، مؤكداً انه قتل خلال هذه المعارك «عدداً كبيراً» من المتمردين من دون اعطاء حصيلة محددة.

واعلن المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان، قطاع الشمال، ارنو انتقلو لودي، لوكالة «فرانس برس» في اتصال هاتفي، ان «الضحايا سقطوا نتيجة للهجوم المفاجئ الذي قمنا به الأحد (الماضي) على منطقة جاو، ضد قوات الحكومة السودانية المتمركزة هناك».

وأضاف المتحدث «أحصينا الجثث، كما سيطرنا على ثلاث دبابات اضافة إلى مئات الأسلحة والسيارات في عملية مشتركة مع قوة صغيرة من حركة العدل والمساواة»، اكثر الحركات المتمردة في اقليم دارفور تسليحاً.

وكانت ثلاث حركات من دارفور اعلنت، في نوفمبر الماضي، تحالفاً مع الحركة الشعبية لشمال السودان التي تقاتل الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، عن تحالف باسم الجبهة الثورية التي قالوا إن هدفها إسقاط حكومة الخرطوم.

وجاو جزء من منطقة غنية بالنفط على الحدود بين السودان ودولة جنوب السودان، ويختلف الطرفان حول تبعيتها لأي منهما.

وبعد الهجوم على جاو توجّه متمردو الحركة الشعبية، شمال السودان، مساء الأحد الى منطقة طاروجة على بعد نحو 20 كلم (12 ميل) شمالاً.

وقد استعادوا، أول من أمس، منطقة سيطرت عليها القوات الحكومية في الأحمير، الواقعة على بعد 30 كلم جنوب شرق ولاية كادقلي، بحسب ما اعلن لودي لوكالة «فرانس برس». وقال لودي ان المتمردين سيطروا على الأحمير في اواسط يناير، الا ان الجيش النظامي استردها قبل ان يستعيدها المتمردون مجدداً. واضاف لودي «كان هناك قصف بالأمس من كادقلي».

ونفى الناطق باسم الجيش السوداني، الصوارمي خالد سعد، ان يكون المتمردون سيطروا على طروجي والاحمير. وقال ان المعارك كانت محصورة في جاو التي انسحب منها المتمردون. واضاف ان الجيش السوداني يقوم الآن «بتنظيف»المنطقة.

وليس هناك مصدر مستقل على الأرض لتأكيد الأمر او نفيه، بعد ان حدت الحكومة السودانية من تحركات وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية على الأرض في مناطق القتال. ويمنع الدخول الى الولاية ما يصعّب عملية التحقق من الوقائع من مصادر محايدة.

وهددت الخرطوم بالرد واتهمت الجنوب بدعم هجوم المتمردين على منطقة جاو، التي تبعد ستة كيلومترات داخل حدود الشمال، ما يشكّل انتهاكا لمعاهدة عدم الاعتداء الموقّعة قبل اسبوعين.

وقالت الخرطوم ان متمردين وضباطاً من جيش جنوب السودان شنوا «هجوماً مباشراً»، الأمر الذي نفته جوبا. لكن محللاً قال ان الهجوم لا يمكن ان يحدث من دون مشاركة مباشرة من جيش دولة جنوب السودان، في ظل حالة الخلافات بين الدولتين حول النفط وقضايا حدودية. وقال مجدي الجزولي زميل معهد الوادي المتصدع، مؤسسة بحثية مستقلة مقرها برلين، «اعتقد ان قوات التمرد اداة في عملية كبيرة».

ويعتبر تقرير أعده العام الماضي مركز ابحاث «مول ارمز سيرفيه»، ومقره سويسرا، ان العلاقات السياسية والعسكرية بين الجنوب والحركة الشعبية لتحرير السودان ـ قطاع الشمال، لم تقطع تماماً، وهما «يشكلان كيانين منفصلين بقيادتين متمايزتين». وقال النائب الجمهوري الأميركي، فرانك وولف، أول من أمس، انه قام، الأسبوع الماضي، بزيارة مخيم اللاجئين في ييدا في جنوب السودان، عند الحدود مع الشمال، وسمع معلومات عن شن غارات جوية واطلاق نار عشوائي، ونقص حاد في المواد الغذائية في جنوب كردفان.

في الإطار ذاته، نفى السودان، أمس، ادعاءات بأنه يصادر نفطاً من جنوب السودان، مشيراً إلى أن الدولة المستقلة حديثاً مسؤولة عن عدم إبرام اتفاق نفطي بين البلدين. ونفى وزير خارجية السودان علي أحمد كرتي «مصادرة» النفط، قائلاً إن الجنوب استخدم منشآت السودان ومعداته وموانئه من دون أن يدفع شيئاً.

وقال للصحافيين إن الاتحاد الإفريقي تدخل لحل النزاع النفطي، ودعا شركة «سي.إن.بي.سي» الصينية النفطية و«بتروناس» الماليزية، والهند، للمساعدة في الوساطة.

وقال وزير الإعلام لوكالة «فرانس برس» ان «جمهورية جنوب السودان وقعت اتفاقاً مع المتمردين السابقين التابعين لجورج آثور، الذين قبلوا بموجبه العفو الذي اقترحه الرئيس سلفا كير».

تويتر