56 قتيلاً.. وروسيا ترفض المشاركة في « مؤتمر أصدقاء سورية ».. والصين تدرس

الجيش يستعد لاقتحام حمص

تظاهرة ضد الأسد في بلدة جرجناز بريف إدلب. رويترز

قتل، أمس، 56 شخصاً بنيران الجيش السوري، بينهم 33 في ريف إدلب، و21 في محافظة حمص التي تعرضت للقصف الشديد لليوم الـ18 على التوالي، بينما أرسلت القوات السورية تعزيزات عسكرية جديدة إلى مدينة حمص التي قال ناشطون إن القوات تمهد لاقتحامها، فيما أعلنت الصين أنها تدرس مختلف جوانب مؤتمر «أصدقاء سورية» المقرر عقده الجمعة في تونس، دون ان تحسم قرارها بالمشاركة، خلافاً لروسيا التي أكدت عدم مشاركتها، داعية الأمم المتحدة إلى إرسال بعثة خاصة إلى سورية، لكي تقود عملية توصيل المساعدات الإنسانية. وقال ناشطون إن 23 شخصاً قتلوا بينهم 21 في محافظة حمص التي تتعرض للقصف، في وقت شوهدت تعزيزات عسكرية جديدة تتجه نحو مدينة حمص.

وقبل أيام من الاستفتاء على الدستور الجديد، دعت احزاب علمانية مرخص لها بالعمل في سورية الى التظاهر امام مجلس الشعب السوري، اعتراضاً على الفقرة الثالثة في الدستور التي تنص على ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع، وتشترط ان يكون رئيس البلاد مسلماً.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان «ارتفع الى 16 عدد الشهداء الذين قتلوا إثر القصف الذي تعرض له حي بابا عمرو، أمس، بينهم ثلاثة اطفال وسيدة».

وكان المرصد أفاد بأن «قصفاً عنيفاً» استهدف أحياء بابا عمرو والخالدية وكرم الزيتون منذ الساعة السادسة من صباح أمس، ولمدة ساعتين ونصف الساعة، ثم استمر القصف متقطعاً بعد ذلك. وجاء في بيان آخر للمرصد ان «قافلة عسكرية ضخمة تضم 56 آلية بين دبابة وناقلة جند مدرعة وشاحنة شوهدت على طريق دمشق حمص الدولي قرب بلدة قارة تسير باتجاه حمص».

وأكد خبر التعزيزات عضو الهيئة العامة للثورة السورية، هادي العبدالله، في اتصال مع «فرانس برس». وقال «إن تعزيزات كبيرة تتجه الى حمص بأعداد كبيرة وتضم دبابات وناقلات جند». وأضاف أن «التعزيزات الكبيرة تجعلنا نفكر في احتمال حصول اقتحام لحي بابا عمرو».

وأوضح أن «تسريبات من ضباط مازالوا في الجيش وهم موثوقون بالنسبة إلينا تشير إلى احد احتمالين: إما حصول اقتحام دموي لبابا عمرو، وإما تكرار ما جرى مع بابا عمرو من قصف عنيف مع غيره من الأحياء مثل كرم الزيتون والرفاعي وباب السباع والخالدية والبياضة وغيرها».

ووصف العبدالله القصف على حمص، أمس، بأنه الأعنف، مضيفاً «للأسف كل يوم نقول ان اليوم هو الأعنف، لأن القصف يتصاعد يومياً بشكل فظيع».

ووصف الناشط عمر شاكر مدينة حمص بأنها «مصراتة سورية»، متحدثاً عن «حصار خانق هدفه معاقبة السكان»، ووضع انساني وطبي مأساوي في العديد من احياء حمص، وليس فقط في بابا عمرو.

وفي ريف حمص، ذكر المرصد في بيان ان خمسة مدنيين قتلوا إثر اطلاق النار الذي تتعرض له مدينة القصير.

وفي محافظة حلب، افاد المرصد بمقتل مواطن في اطلاق نار من رشاشات ثقيلة تعرضت لها بلدة الأتارب والقرى المجاورة لها في ريف حلب. وفي ريف إدلب قتل سائق حافلة صغيرة كانت تقل مدرسات وأصيبت خمس منهن بجروح في اطلاق نار من رشاشات خفيفة ومتوسطة من القوات السورية التي اقتحمت قرية ترنبة غرب مدينة سراقب، وفقاً للمرصد.

كما قال المرصد إن القوات السورية نفذت عملية عسكرية في قرية ابديتا، أمس، أسفرت عن مقتل 33 مدنيا «موثقين بالاسماء وظروف الاستشهاد» لدى المرصد.

وتم اغتيال رجل اعمال، مساء أول من أمس، في حلب الجديدة. وقال المرصد إن محمود رمضان اغتيل على ايدي مجهولين، وإنه موال للنظام.

ومحمود رمضان هو شقيق عضو المجلس الوطني السوري احمد رمضان، الذي نفى في اتصال مع «فرانس برس» ان يكون شقيقه موالياً للنظام. وقال «هذا تشويه وشائعات»، مؤكداً ان أشقاءه وبينهم محمود، ووالدته «تلقوا خلال الأشهر الاخيرة تهديدات كثيرة بالقتل، كان آخرها عبر اتصال هاتفي تلقته والدتي، امس (الاثنين)، قبل عملية الاغتيال، وكان المتحدث واضحا بأنه سيتم قتل احد ابنائها». وحمل النظام «مسؤولية الاغتيال ومسؤولية أي أذى يلحق بأفراد العائلة». وفي دمشق، حيث تتصاعد وتيرة الاحتجاجات منذ ايام، ذكر المرصد ان قوات الامن السورية اطلقت الرصاص الليلة قبل الماضية لتفريق تظاهرة في حي الحجر الاسود. وكانت تظاهرة اخرى سارت مساء في ساحة التحرير «أمام فرع قيادة المنطقة الجنوبية للمخابرات الجوية، هتفت بإسقاط النظام ونصرة المزة والمدن المحاصرة»، بحسب ما افاد المتحدث باسم تنسيقية دمشق محمد الشامي.

من ناحية أخرى، رحب الجيش السوري الحر بدعوة اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى هدنة في سورية، مشككا في الوقت نفسه بالتزام النظام بها.

وقال قائد الجيش الحر العقيد رياض الاسعد في اتصال مع «فرانس برس»: «نحن نؤيد هذه الدعوة، لكن النظام مجرم ولا ينفذ، ويستغل ظروفا وقرارات كهذه للقتل اكثر».

ووجهت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في وقت سابق، أمس، على لسان رئيسها جاكوب كيلنبرغر دعوة ملحة الى السلطات السورية والاطراف الاخرين في اعمال العنف الجارية، من اجل «التقيد بهدنة يومية تستمر ساعتين على الاقل»، لإيصال المساعدات الانسانية الى السكان المحتاجين.

في المواقف الدولية، اعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو لن تشارك في «مؤتمر اصدقاء سورية» المقرر الجمعة في تونس. وقال المتحدث باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش، إن «الهدف الحقيقي لهذه المبادرة ليس واضحاً، ونظراً الى الظروف، لا نرى امكانية للمشاركة». وأضاف أن «الامر يتعلق على ما يبدو بتشكيل تحالف دولي، لدعم طرف في نزاع داخلي ضد آخر»، مشيراً الى دعوة «جماعات مختلفة من المعارضة، فيما لم يتلق ممثلو الحكومة السورية أي دعوة». من جهتها، اعلنت الصين أنها لاتزال تدرس مختلف جوانب المؤتمر، وانها لم تحسم قرارها حول المشاركة. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية هونغ لي في تصريح صحافي ان «الصين تنظر حالياً في دور وآلية عمل المؤتمر وجوانب اخرى منه».

تويتر