33 قتيلاً بينهم ضابطان كبيران.. و«المجلس الوطني» يتحدّث عن اعتراف عربي قـــــــــــريب به

مشـروع قرار سعودي خاص بســورية في الأمم المتحدة

تظاهرة ضد الأسد في ساحة الساعة وسط إدلب بحماية الجيش السوري الحر. إي.بي.أيه

وزعت السعودية مشروع قرار حول سورية على أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعم خطة جامعة الدول العربية، التي تدعو إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، للمساعدة على إنهاء أعمال العنف الدائرة في البلاد، منذ 11 شهرا، بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو)، في مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي، ضد قرار عربي أوروبي (معدل) حول سورية. فيما قتل 33 شخصا بينهم ضابطان برتبة عميد، وكثفت القوات السورية هجماتها بالدبابات والصواريخ على مدينة حمص، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات بين قوات سورية حكومية ومنشقين عن الجيش، بالقرب من العاصمة السورية.

في وقت تحدث فيه المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم أطياف المعارضة، بعد اجتماع في الدوحة، عن «تأكيدات بوجود اعتراف بالمجلس، سيتم في وقت قريب»، في حين أعلنت أنقرة أنها ستطلب من الأمم المتحدة مساعدة إنسانية لضحايا العنف في سورية.

وقال دبلوماسيون إن السعودية وزعت مشروع قرار، يدعم خطة سلام عربية لسورية بين أعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة، أول من أمس، غداة انتقاد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز المؤسسة الدولية، عقب «الفيتو» الروسي الصيني في مجلس الأمن، ضد قرار حول سورية.

ويؤيد مشروع قرار الجمعية العامة «بشكل كامل» خطة الجامعة العربية، التي طرحت الشهر الماضي، والتي تدعو، من بين أمور أخرى، إلى تنحي الأسد للمساعدة على إنهاء أعمال العنف في سورية.

واستخدمت روسيا والصين «الفيتو» في المجلس، يوم السبت الماضي، قائلتين إن مسودة القرار، الذي قدمته الجامعة العربية بدعم أوروبي، غير متوازنة ولم تنح باللائمة على المعارضة السورية إلى جانب الحكومة في أعمال العنف، التي أدت الى قتل أكثر من 5000 شخص، حسب إحصاءات الأمم المتحدة. ولا يوجد «فيتو» في الجمعية العامة، وليس لقرارات الجمعية العامة قوة قانونية على عكس قرارات مجلس الأمن، لكن إجازة مسودة القرار في الجمعية، ستزيد من الضغط على الأسد وحكومته.

ومن المقرر أن تناقش الجمعية الوضع في سورية غدا، عندما تلقي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي كلمة أمامها. وقال دبلوماسيون ان من غير المتوقع التصويت على مشروع القرار بحلول ذلك الوقت، لكن قد يتم التصويت عليه في وقت لاحق، الأسبوع المقبل.

ويحث مشروع القرار على محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، لكنه لا يذكر بشكل محدد المحكمة الجنائية الدولية.

وفي إضافة إلى نص مجلس الأمن، يدعو نص الجمعية العامة الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، إلى تعيين مبعوث خاص لسورية، وهو اقتراح طرحه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على كي مون، في وقت سابق من الأسبوع الجاري.

من جهتها، أعلنت أنقرة، انها ستطلب من الأمم المتحدة مساعدة إنسانية لضحايا العنف في سورية.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، قوله لصحافيين أتراك، خلال زيارة إلى واشنطن «أعطيت اليوم (أمس)، توجيهات لرفع طلب إلى المفوضية العليا لحقوق اإنسان التابعة للامم المتحدة في جنيف، بشأن مساعدة إنسانية»، مشيرا إلى «مأساة إنسانية»، خصوصا في حمص (وسط)، والزبداني (قرب دمشق)، اللتين تتعرضان لقصف ينفذه الجيش السوري.

من جهة أخرى، وبعد اجتماع في الدوحة لقيادة المجلس الوطني السوري المعارض، قال القيادي أحمد رمضان لـ«فرانس برس»، إن «لدينا تأكيدات بوجود اعتراف عربي، سيتم في وقت قريب».

ويعقد اجتماعان في القاهرة، اليوم، للنظر في تطورات الأزمة السورية، الأول لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والثاني لوزراء الخارجية العرب. وأضاف رمضان أن المجلس بحث فكرة إقامة مجموعة اتصال دولية تحمل اسم «أصدقاء سورية»، وفق فكرة طرحت غداة استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، ضد قرار يدين القمع في سورية. وأعلن داود أوغلو تأييد بلاده للفكرة التي اعتبرتها موسكو «غير شرعية».

على الصعيد الميداني، واصلت، أمس، القوات السورية هجماتها العنيفة بالدبابات والصواريخ، على الأحياء المعارضة في حمص، فيما قتل 33 شخصا بينهم 16 مدنيا.

وفي ريف دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «ثلاثة مواطنين استشهدوا، إثر استمرار القصف على مدينة الزبداني، التي تحاول القوات السورية اقتحامها». وأضاف أن اشتباكات عنيفة دارت في شارع الجلاء في مدينة دوما، بين الجيش ومجموعات منشقة عنه، أسفرت عن مقتل جنديين اثنين، وانشقاق ضابط وثمانية جنود مع دبابة.

وكان المرصد أفاد، بأن قوات عسكرية امنية مشتركة اقتحمت الجامع الكبير في مدينة دوما بعد صلاة الظهر، وبدأت حملة اعتقالات داخل الجامع، وأصيب بعض المصلين بجروح، بعد أن جرت اشتباكات بين القوات السورية ومجموعات منشقة عند مداخل دوما.

وفي جنوب البلاد، من حيث انطلقت الحركة الاحتجاجية «قتل ثلاثة عناصر أمن، وجرح اثنان، إثر تفجير عبوة ناسفة بسيارتهم، من قبل مجموعة منشقة على طريق السد في درعا».

وفي ريف درعا، أضاف المرصد أن خمسة مواطنين استشهدوا، خلال العمليات العسكرية التي تنفذها القوات السورية، في بلدة المسيفرة منذ صباح أمس.

وأوضح المرصد ان قوات عسكرية امنية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة، اقتحمت بلدة المسيفرة، وأكد ان الاقتحام تزامن مع اطلاق رصاص كثيف، وبدء تنفيذ حملة دهم واعتقالات، وإحراق للدراجات النارية، ومصادرة الحواسيب وتنكيل بالأهالي.

وفي حمص، قتل أربعة مدنيين بينهم سيدة، إثر إطلاق النار من رشاشات ثقيلة، والقصف الذي يتعرض له حي بابا عمرو.

وقال الناشط المعارض محمد حسن لـ«رويترز»، إن امرأة تبلغ من العمر 55 عاما، كانت ضمن من لقوا حتفهم، جراء قصف حي بابا عمرو.

ومشطت قوات الأمن المنازل في حمص، خلال اليومين الماضيين، وقال نشطاء إنه عثر، أمس، على جثث ثلاثة أشخاص، قتلوا برصاص القناصة في شوارع المدينة.

وفي دمشق، أكد المرصد أن ناشطا استشهد، إثر اطلاق رصاص من قبل قوات الأمن في حي القابون، الذي شهد اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة، كما اندلعت اشتباكات بين قوات سورية حكومية ومنشقين عن الجيش بالقرب من دمشق.

وفي العاصمة أيضا، أفادت وكالة الأنباء الرسمية من جهتها، بأن «مجموعة إرهابية مسلحة» اغتالت، أمس، مدير مشفى حاميش العسكري في دمشق العميد الطبيب عيسى الخولي. وقالت الوكالة ان «ثلاثة مسلحين ترصدوا خروج العميد الخولي من منزله، في حي ركن الدين، وأقدموا على إطلاق النار عليه، ما أدى إلى استشهاده».

وفي مدينة دير الزور، شرق سورية، اغتال مسلحون معاون رئيس فرع الأمن العسكري في المحافظة، العميد فيصل احمد ظاهر العرسان.

وقال مصدر محلي، إن العميد فيصل اغتيل في المواجهات التي جرت بين قوات الأمن ومسلحين، في دوار غسان عبود بالمدينة فجر، أمس، وإن عدداً من القتلى والجرحى سقط في المواجهات التي استمرت ساعات عدة.

وفي شمال غرب البلاد، أشار المرصد الى مقتل 10 عسكريين، بانفجار استهدفت به مجموعة منشقة آليات عسكرية، في ريف ادلب. وفي تطور لافت، كثفت قوات الأمن تعزيزاتها في الأحياء التي تشهد حركة احتجاجات في حلب، بعد ان هزها أول من أمس انفجاران عنيفان، استهدفا مركزين أمنيين، وأسفرا عن مقتل 28 شخصا، وجرح 235 آخرين، بحسب وزارة الصحة.

وأكد الناشط محمد من المدينة لـ«فرانس برس»، أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية، خصوصا في أحياء المرجة والفردوس والصاخور، في شمال المدينة، وحي صلاح الدين في جنوبها. وأضاف محمد، الذي فضل عدم ذكر اسم عائلته، أن «ثلاث مدرعات دخلت للمرة الأولى حي الصاخور، حيث انتشر عدد من القناصة في كل مكان». وأشار الى تدهور الحالة في هذه المناطق، التي تشهد تقنينا للكهرباء، ونقصا في المحروقات.

تويتر