25 قتيلاً في حمص والزبداني.. وأوروبا تعتزم تشديد العقوبات على نظام الأسد

« دول التعاون » تطرد سفراء سوريـة.. ولافروف يقبل بحل يستند إلى المبـادرة العربية

الأسد (يسار) وعد لافروف لدى استقباله أمس في دمشق بوقف أعمال العنف أياً كان مصدرها. رويترز

قررت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمس، طرد سفراء «النظام السوري» بشكل فوري وسحب جميع سفرائها من دمشق منددة بـ «المجرزة الجماعية ضد الشعب الاعزل» في هذا البلد، فيما استدعت كل من فرنسا واسبانيا وإيطاليا وهولندا سفراءها من دمشق «للتشاور». في وقت أكد فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام لقاء مع الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق استعداد بلاده لمواصلة البحث عن حل للأزمة في سورية استناداً الى مبادرة الجامعة العربية. بينما قتل 25 شخصاً بنيران الجيش السوري، 20 منهم في قصف عنيف على مدينة حمص (وسط).

وأعلنت السعودية رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون في بيان، أن دول المجلس قررت الطلب من سفراء «النظام السوري» مغادرة اراضيها بشكل فوري، وسحب جميع سفرائها من دمشق.

وأكد البيان أن هذه الخطوة تأتي «بعد ان انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وأجهضت الجهود العربية كافة المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري».

وأشار الى ان الدول الخليجية «تتابع ببالغ الاسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سورية الذي لم يرحم طفلاً او شيخاً أو امرأة، في اعمال شنيعة اقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب الاعزل دون اي رحمة».

وأضاف البيان أن «دول المجلس ترى ان على الدول العربية المقرر ان تجتمع في مجلس الجامعة الاسبوع المقبل ان تتخذ الاجراءات الحاسمة كافة، امام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الازمة السنة دون اي بارقة أمل للحل».

وأكد ان دول الخليج «تشعر بالاسى البالغ والحزن الشديد على هدر الارواح البريئة، وتكبد التضحيات الجسيمة، لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد اجنبي، ولكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دون اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته».

وفي دمشق أعلن لافروف في ختام لقاء مع الاسد أن روسيا مستعدة لمواصلة البحث عن حل للأزمة في سورية استناداً الى مبادرة الجامعة العربية.

وقال لافروف كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية «أكدنا حسن نيتنا للمساهمة في التوصل الى مخرج للازمة على اساس المبادرة التي اقترحتها الجامعة العربية».

وأكد أنه عقد لقاء «مفيدا جدا» مع الاسد الذي وعده بالعمل «على وقف اعمال العنف اياً كان مصدرها».

وأشار إلى ان سورية تريد استمرار مهمة الجامعة العربية في البلاد، وأن يتم توسيعها. وقال ان «سورية ابلغت الجامعة العربية بأنها مهتمة بأن تواصل الجامعة عملها وأن يتم توسيعه».

وأكد ان الرئيس السوري سيعلن قريباً موعد الاستفتاء حول دستور جديد تم الانتهاء من صياغته.

وقال «قال لي الرئيس الاسد انه سيلتقي في الايام المقبلة اللجنة التي تولت صياغة مشروع الدستور الجديد. انتهى العمل وسيتم الاعلان عن موعد الاستفتاء على هذه الوثيقة المهمة جداً لسورية».

وتأتي زيارة لافروف بعد أيام على استخدام موسكو والصين حق النقض في مجلس الامن الدولي ضد مشروع قرار بدعم عربي يدين القمع الذي يمارسه النظام السوري ضد الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ 11 شهراً.

وأعد للافروف استقبال شعبي حاشد على طرق العاصمة، حيث تجمع الآلاف من مناصري النظام في شارع المحلق الجنوبي الذي يصل مطار دمشق الدولي بحي المزة في دمشق للتعبير عن تقديرهم لموقف بلاده «الداعم لسورية ولشعبها وبرنامجها الاصلاحي»، حسب الشريط الاخباري للتلفزيون السوري الذي كان يبث الصور بشكل مباشر. ورافق لافروف في زيارته رئيس اجهزة الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف.

في سياق متصل، أعلنت كل من ايطاليا وفرنسا واسبانيا سحب سفرائها من دمشق للتشاور. وكانت بريطانيا استدعت سفيرها أول من أمس، فيما اعلنت واشنطن اغلاق سفارتها في سورية.

وأعلنت وزارة الخارجية الاسبانية أن مدريد استدعت سفيرها في سورية للتشاور بشأن حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد مناهضيه.

بدوره، أعلن وزير الخارجية الهولندي، يوري روزنتال، أن بلاده استدعت سفيرها في سورية للتشاور، مؤكداً أن السفير السوري في هولندا، المقيم في بروكسل، استدعي أيضاً. كما أعلنت وزارة الخارجية الايطالية في بيان، أن ايطاليا استدعت سفيرها في سورية «للتشاور» اثر «اعمال العنف غير المقبولة التي يرتكبها نظام دمشق». وذكر البيان ان امين عام الوزارة كان اعرب لسفير سورية في روما حسن خضور عن «إدانة الحكومة الايطالية الشديدة واستنكارها لأعمال العنف غير المقبولة التي يرتكبها نظام دمشق بحق السكان المدنيين».

وفي باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو، ان بلاده قررت سحب سفيرها من سورية «للتشاور» وسط حملة القمع الدموية التي يشنها النظام السوري ضد المناهضين له. كما قال دبلوماسيون أوروبيون، أمس، إن دول الاتحاد الأوروبي تعمل على فرض جولة جديدة من العقوبات على سورية وتأمل في الانتهاء من ذلك في موعد أقصاه 27 فبراير الجاري.

وقالوا إن العقوبات ستشمل تجميداً لأصول البنك المركزي السوري ومعظم التعاملات معه، كما ستشمل حظراً على استيراد وتصدير الفوسفات والألماس والذهب وغيره من المعادن النفيسة.

على الصعيد الميداني، قتل 25 شخصا من بينهم اربعة جنود.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان «استشهد ما لا يقل عن تسعة مواطنين مدنيين بينهم سيدة اثر اطلاق النار والقصف ومحاولة الاقتحام التي تعرض لها حي الخالدية في حمص». ونقل المرصد عن ناشط في حي الخالدية قوله ان «مجموعة منشقة قتلت اربعة من جنود الجيش الذي حاول اقتحام الحي». وفي مدينة حمص ايضا، قتل ستة مدنيين على الاقل «خلال القصف واطلاق النار الذي تعرض له حي بابا عمرو»، بحسب المرصد.

وكان المرصد اشار في بيان سابق الى «محاولة تجري لاقتحام حي بابا عمرو تترافق مع اطلاق نار من رشاشات ثقيلة».

وفي ريف حمص، أكد المرصد «مقتل طفل اثر اطلاق رصاص من قوات الامن التي اقتحمت مدينة الحولة»، مشيرا الى اصابة «ما لا يقل عن ثمانية اشخاص بجروح اثر اطلاق رصاص من القوات المقتحمة». من جهتها، أكدت الداخلية السورية أن عملية ملاحقة ما اسمتهم «الارهابيين» ستتواصل حتى استعادة الامن في حمص، مشيرة الى مقتل عشرات «الارهابيين»، حسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).

وفي ريف دمشق، قتل خمسة مواطنين «اثر القصف الذي تتعرض له مدينة الزبداني من قبل قوات الجيش النظامي التي تحاصر المدينة بعد ان فشلت في اقتحامها»، بحسب المرصد. وشهدت مدينة حمص قصفا بشكل متقطع مصدره رشاشات خفيفة وثقيلة. وسمع دوي القذائف في حي بابا عمرو.

وقال ابورامي المقيم في حمص في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» في بيروت إن «الحالة الانسانية سيئة جدا ولا احد يمكنه التنقل والقناصة منتشرون في كل مكان». وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، هادي العبدالله ان الناشطين افادوا من هدنة قصيرة بعد منتصف الليل لتفقد المنازل. وقال ان «الاهالي استطاعوا الوصول الى منازل مهدمة واخرجوا منها جثثا كثيرة دفنوها في احدى حدائق بابا عمرو». وأضاف أن «بعض الجثث مقطعة وهناك اشلاء».

وفي جنوب سورية، اشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى اصابة 16 مواطنا بجروح في اطلاق نار من قوات الامن بهدف تفريق تظاهرة طلابية في مدينة انخل في ريف درعا (جنوب).

وذكرت لجان التنسيق المحلية ان النظام قصف بلدة بصر الحرير في محافظة درعا بالرشاشات الثقيلة والدبابات، وذلك بعد اشتباكات عنيفة وقعت مع 70 عسكرياً انشقوا مع عتادهم فيها. كما افادت لجان التنسيق عن قصف بلدة كفر تخاريم في محافظة ادلب (شمال غرب)، وعن اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام بالأسلحة الثقيلة.

تويتر