مهلة «الرباعية» تنتهي دون تقدم بين الفلسطينيين والإسرائيليين

عباس يعلن الأسبوع المقبل «موت» المفاوضات.. ويشكّل حكومة «وحدة»

فلسطيني يصرخ من الألم بعد أن دهسه جندي إسرائيلي. إي.بي.إيه

انتهت الجولة السادسة والأخيرة من المفاوضات «الاستكشافية» بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عمان من دون تحقيق أي تقدم باتجاه استئناف المفاوضات المباشرة، بسبب رفض اسرائيل وقف الاستيطان، فيما قالت مصادر فلسطينية إن الرئيس عباس سيعلن في خطاب الأسبوع المقبل انتهاء المفاوضات بشكل كامل، وفك الارتباط مع الجانب الإسرائيلي، إضافة إلى إعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وتفصيلاً، قال مسؤول فلسطيني مطلع على الاجتماعات الفلسطينية الاسرائيلية لوكالة فرانس برس «اعلن نهاية الاجتماعات الاستكشافية التي استمرت اسابيع عدة عقدت خلالها ست جولات دون نتائج، وكان مقرراً ان تنتهي في السادس والعشرين من هذا الشهر، حسب طلب الرباعية والاردن».

واضاف هذا المسؤول، طالباً عدم الكشف عن اسمه، ان كل هذه الاجتماعات لم تفض الى نتائج ايجابية، بسبب رفض اسرائيل وقف الاستيطان.

واكد ان اجتماع، أول من امس، كان الاخير، وهذه الاجتماعات انتهت، ولن تكون هناك اية اجتماعات اخرى استشكافية مع الجانب الاسرائيلي. وتابع قائلاً: «دخلنا الآن مرحلة جديدة هي تقييم لما تم، وسيكون هناك تنسيق تام مع الاشقاء في الاردن في الخطوات اللاحقة». واضاف «ستكون هناك متابعة وتنسيق مع كل الاشقاء العرب ومع لجنة المتابعة العربية، وستكون هناك اجتماعات للقيادة الفلسطينية واتصالات مع اعضاء الرباعية والمجتمع الدولي، لوضعهم في صورة ما تم خلال هذه الاجتماعات الاستكشافية التي لم تفض الى أي تقدم».

وتابع قائلاً: «بل على العكس صعّدت اسرائيل مواقفها واجراءاتها الاستيطانية خلال هذه الاجتماعات من مواصلة الاستيطان والاعتقالات والاقتحامات، وقامت بكل ما بوسعها لتدمير فرص احياء مفاوضات جادة وحقيقية على اساس حل الدولتين على حدود عام 1967».

وكان وزير الخارجية الاردني ناصر جودة، أعلن الاربعاء انه لن تكون هناك اجتماعات بين مفاوضين فلسطينيين واسرائيليين في عمان الاسبوع المقبل.

وقال جودة في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الاردنية الرسمية «لا اجتماعات في عمان بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي خلال الاسبوع المقبل، وذلك ليتسنى لنا تقييم ما وصلنا إليه وكيفية الانتقال الى المرحلة المقبلة».

ومساء الاربعاء أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، انه سيتوجه الاسبوع المقبل الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن، بهدف تحريك مفاوضات السلام المتعثرة. وصرح بان للصحافيين بأن زيارته «تأتي في مرحلة مهمة»، مضيفاً «سأتوجه الى هناك لتشجيع الجانبين على الالتزام، وتوفير مناخ ايجابي للمضي قدماً».

ووصفت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، محادثات عمان قبيل لقائها رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في القدس، بأنها تشكل فرصة مهمة لتحريك عملية السلام المتعثرة بين الطرفين.

من جهته، قال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو: «نسعى لكي تتواصل محادثاتنا مع الفلسطينيين».

وكانت اشتون وصلت الثلاثاء الى اسرائيل في زيارة الى المنطقة تستغرق ثلاثة ايام، والتقت وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، والقيادية في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي. ومن المقرر ان تلتقي آشتون الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الاردن.

وحثت عشراوي في بيان «الاتحاد الاوروبي على اتخاذ اجراءات ملموسة لاجبار اسرائيل على دفع ثمن خطواتها الاحادية الجانب، وخروقاتها للقانون الدولي». وأضافت في بيانها أن «المفاوضات لم تكن مجدية حتى الآن بسبب الممارسات غير الشرعية لاسرائيل، واي عودة الى المفاوضات تستوجب الوقف الكامل لهذه الخروقات».

وسيلقي الرئيس الفلسطيني خطابا الأسبوع المقبل، يعلن خلاله للشعب الفلسطيني فشل المفاوضات، وفك الارتباط مع الجانب الإسرائيلي، إضافة إلى نيته التوجه إلى قطاع غزة لإعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وتوحيد شطري الوطن. وقالت مصادر فلسطينية مقربة من دائرة القرار في ديوان الرئاسة الفلسطينية، أمس، إن عباس سيعلن في خطابه «موت» المفاوضات بشكل كامل مع الجانب الإسرائيلي، بعد فشل اللقاءات في العاصمة الأردنية عمان، وصعوبة التوصل إلى أي حل في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة بقيادة نتنياهو وليبرمان.

وأوضحت المصادر أن اتصالات مكثفة تجريها أطراف عربية ودولية لإقناع عباس بالعدول عن قراره، الذي اعتبرته المصادر بالمصيري بالنسبة للسلطة الفلسطينية. لافتة إلى أن هناك إصراراً كبيراً من قبل عباس ومن خلفه القيادة الفلسطينية للمضي قدما في هذه القرارات، بعدما أدركت تماما أنه لا يمكن التوصل إلى أي حل سلمي لجميع القضايا الأساسية مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، إضافة إلى تخاذل واشنطن ومعها دول الاتحاد الأوروبي عن لجم سياسة إسرائيل في التوسع الاستيطاني والانتهاكات اليومية. وكشفت المصادر أن عباس سيعلن خلال خطابه فك الارتباط مع الجانب الإسرائيلي بالكامل، ما يعني إلغاء اتفاقيات موقعة بين الجانبين، مثل اتفاقية باريس الاقتصادية، إضافة إلى إعلانه نيته التوجه إلى قطاع غزة برفقة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» خالد مشعل، لإعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وتوحيد شطري الوطن.

تويتر