اختبأ تحت الأرض.. وصاح: لا تطلقوا النار

نهاية القذافي

أعلن الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي، عبدالحفيظ غوقة، أمس، نهاية الزعيم المخلوع العقيد معمر القذافي، ونهاية عهده بإعلان مقتله على يد الثوار، معتبراً أنها «لحظة تاريخية ونهاية الديكتاتورية والطغيان»، فيما قُتل وزير دفاع النظام السابق أبوبكر يونس، بينما تضاربت الأنباء حول مصير المعتصم نجل القذافي، ومحاصرة نجله الآخر سيف الإسلام، ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإعلان مقتل القذافي، معتبراً أن هذا الأمر «انتقال تاريخي بالنسبة إلى ليبيا».

وكانت مصادر في المجلس قالت في وقت سابق إنه تم اعتقال القذافي مصاباً في مدينة سرت، مسقط رأسه، في حين أكدت مصادر أخرى مقتل القذافي أثناء مواجهات بين الثوار وكتائبه في سرت. ونقل مراسل قناة «الجزيرة» في طرابلس عن المسؤول في المجلس، عبدالمجيد سيف النصر، أنه تم القبض على القذافي مصاباً في ساقيه، مشيراً إلى أن موكب القذافي، الذي كان يحاول الخروج من سرت باتجاه مدينة مصراتة، تعرض لقصف نفذته طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي.

وقال أحد الثوار لـ«رويترز» إن القذافي كان مختبئاً في موقع تحت الأرض في سرت، وكان يصيح «لا تطلقوا النار.. لا تطلقوا النار»، وأكد مسؤول عسكري ليبي أن الصورة، التي بثتها قنوات تلفزيونية، هي لجثة القذافي. وعرض التلفزيون الليبي، وقنوات تلفزيونية أخرى، صوراً لجنود يطوّقون فتحتين كبيرتين لصرف المياه أسفل طريق سريع، وقالت إنه تم العثور على القذافي هناك. وظهرت جثة لأحد الموالين للقذافي، في ما يبدو، على الأرض بجوار الفتحتين.

بدوره، قال وزير الإعلام الليبي محمود شمام، إن القذافي قتل خلال هجوم لقوات «المجلس»، وإن هناك دليلاً مصوراً على ذلك، وهو ما أكده القائد الميداني للمنطقة الجنوبية في مدينة سرت، محمد ليث، حيث قال إن القذافي كان مسلحاً وقُتل أثناء محاولته الفرار. وأضاف أنه «كان داخل سيارة (جيب كرايزلر) أطلق عليها الثوار النار، فخرج منها وحاول الفرار، ثم دخل في حفرة محاولاً الاختباء، فأطلق عليه الثوار النار، فخرج وهو يحمل في يده (كلاشينكوف) وفي اليد الأخرى مسدساً، وتلفت يميناً ويساراً وهو يقول: شنه فيه (ماذا يحصل)، وأطلقوا عليه النار فأصيب في الكتف وفي الرجل وقُتل على الأثر»، وأضاف أن القذافي «كان يرتدي بدلة كاكية اللون وعلى رأسه عمامة».

ونفى ليث أن يكون القذافي قُتل في قصف لقوات حلف «الأطلسي» على سرت، مؤكداً أن «ثوار مصراتة قتلوه».

وقال «كان جسمه هزيلاً جداً، وواضح أنه كان مريضاً، فلم يتحمل الإصابة».

وبشأن سيف الإسلام القذافي، قال «نحن نحاصر المنطقة التي لدينا معلومات أن سيف الإسلام موجود فيها»، من دون مزيد من التفاصيل.

وتضاربت الأنباء بشأن مصير المعتصم القذافي، حيث قال ليث لوكالة «فرانس برس» إنه عُثر على المعتصم ميتاً في سرت، وأضاف «لقد عثرنا عليه مقتولاً، ووضعنا جثته، وكذلك جثة أبوبكر يونس جابر، في سيارة إسعاف لنقلهما إلى مصراتة»، وأشار إلى أن كتيبته لاتزال تلاحق نجل القذافي الآخر سيف الإسلام في أحد أحياء مدينة سرت، وتسعى حالياً للقبض عليه حياً، وقال «نحن نحاصر هذا الحي، ولا نريد اقتحامه حتى نتمكن من القبض على سيف الإسلام القذافي حياً». وقال عضو المجلس الانتقالي، عبدالمجيد سيف النصر، إنه يعتقد أن سيف الإسلام القذافي لايزال طليقاً في صحراء ليبيا.

وأضاف أن آخر ما عُرف عن سيف الإسلام أنه كان موجوداً في منطقة بني وليد، ويُعتقد أنه في الصحراء في المنطقة المحيطة بالبلدة.

من ناحية أخرى، قالت قناتا «الجزيرة» و«العربية» الإخباريتان، إن قوات المجلس الانتقالي اعتقلت المعتصم حياً، وقال شاهد من «رويترز» إنه رأى لقطات فيديو للمعتصم القذافي أسيراً وهو يرقد على فراش مضرجاً بالدماء، لكنه حي.

تأتي هذه التطورات عقب إعلان مصادر ميدانية رسمية تابعة لقوات المجلس الوطني الانتقالي، أن الأخيرة باتت تسيطر على كامل مدينة سرت، حيث تمكن الثوار، أمس، من دخول الحي الثاني، آخر معاقل كتائب القذافي في المدينة، بعد معارك ضارية.

تويتر