اشتباكات مع موالين للقذافي في طرابلس

صعوبات تواجه الثوار في السيطرة على سرت

منطقة باب العزيزية مقر القذافي تحولت إلى سوق لبيع الحيوانات. أ.ب

واجه مقاتلو المجلس الانتقالي الليبي، أمس، مقاومة عنيفة من آخر الجنود الموالين لمعمر القذافي من دون ان يتمكنوا من طردهم من معاقلهم الأخيرة، وذلك بعد أن أعاد الثوار تجميع صفوفهم عقب تراجعهم في المدينة، ما يكشف أن السيطرة على سرت اصعب مما كان يتوقعه الثوار.

وأكد مسؤولون في المجلس ان اشتباكات جرت مع مسلحين موالين للقذافي في حي بوسليم في طرابلس، ورجح الناطق باسم المجلس عبدالرحمن بوسين سقوط ضحايا، لكنه لم يتمكن من تحديد اي حصيلة، فيما قال نائب المسؤول العسكري عن طرابلس خالد شريف ان اشتباكات محدودة دارت في حيي بوسليم والهضبة الخضراء المواليين للقذافي، واصفاً المجموعة المسلحة بأنها «طابور خامس»، مؤكداً انه «تمت السيطرة على الوضع وإلقاء القبض على عدد منهم ونقوم بمطاردة الباقين»، وطلبت الحكومة البريطانية من المجلس التحرك بسرعة لتشكيل حكومة مؤقتة بمجرد الاعلان عن تحرير البلاد، بعد هزيمة القوات الموالية للقذافي في المدينة.

وتفصيلاً، تجمع مقاتلو المجلس الانتقالي، صباح أمس، في المقر العام لشرطة سرت حيث تراجعوا، أول من أمس، بعد انسحابهم كيلومترين الى الوراء في وجه رد قوات القذافي العنيف. وتبدي قوات العقيد القذافي المتحصنة في «حي الدولار» و«الحي رقم 2» الراقيين شمال غرب المدينة، مقاومة شرسة غير متوقعة تعطل تقدم مقاتلي المجلس الذين كانوا يأملون السيطرة على كامل مدينة سرت خلال بضعة أيام.

وصرح القائد ناصر المغصبي من كتيبة «شهداء ليبيا الحرة» قائلاً «استعملنا المدافع لقصف الحيين (أول من أمس)»، والوضع (أمس) هو ذاته، اننا نحاصر الحيين».

من جانبه، اوضح الطبيب يوسف البدري «حاولنا الاقتراب من الحي الذي مازالت المعارك مستمرة فيه، لكن فريق مستكشفينا اضطر الى التراجع بسبب القناصة المتربصين حول الحي». وأفاد مراسل «فرانس برس» بأن اغلبية قوات المجلس الوطني الانتقالي في شرق الحيين تجمعوا في مقر الشرطة.

وقال القائد في قوات المجلس الانتقالي فيصل برنقو ان 500 مقاتل موالين للقذافي مازالوا يقاتلون في سرت في الحيين 1 و2 على ساحل المتوسط.

وكلما ضاق الخناق على المدينة تعرض مقاتلو المجلس الانتقالي لقصف قوات القذافي وكذلك لنيران صديقة. وقالت مصادر طبية ان اربعة من تلك القوات قتلوا وجرح ،40 أول من أمس، معظمهم بنيران صديقة ورصاص قناصة القذافي المتربصين.

وإضافة إلى سرت تطوق قوات المجلس الانتقالي بني وليد وهي ايضاً من معاقل قوات القذافي، حيث أصاب قصف الحلف الاطلسي، أول من أمس، أربع آليات عسكرية ومنصة اطلاق قذائف.

ونفى قائد اللجنة المحلية للمجلس الانتقالي في بني وليد الحاج مبارك الفتنني ان تكون أكبر كتائبه تقهقرت 30 كلم، موضحا ان المعارك متوقفة لإعداد هجوم جديد على مقاتلي القذافي الـ1500 الذين مازالوا في بني وليد.

وفي طرابلس، أكد المجلس أن اعتقال الزعيم السابق «مسألة وقت فقط»، لكنه تساءل ما اذا كان الاعلان الاربعاء الماضي عن أسر المعتصم، الذي تم نفيه بعد ذلك، مجرد تضليل إعلامي. وقال الناطق العسكري باسم المجلس عبدالرحمن بوسين «قد تكون استراتيجية تتمثل في بث الشائعات ليعم الغموض وتمكينه من الفرار من سرت»، حيث يتوقع المقاتلون ان يكون مختبئاً.

بدوره، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا إيان مارتن لمجلس الأمن الدولي، أمس، إن الأوضاع الأمنية في ليبيا مازالت مثيرة للقلق. وأوضح مارتن أنه لاتزال هناك مخاوف بشأن بعض المناطق في ليبيا، حتى بعد طرد نظام القذافي من طرابلس.

وأعلن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون العسكرية والسياسية آندرو شابيرو في بروكسل، ان بلاده أرسلت فريقاً من 14 خبيرا الى ليبيا وتستعد لإرسال 50 آخرين، للمشاركة في البحث عن اسلحة فقدت خلال الاحداث الاخيرة في ليبيا، ولتجنب وقوعها في ايد غير أمينة. وقال إن التهديد المتمثل بالصواريخ من نوع أرض جو والقذائف المحمولة «يقلقنا كثيراً، ونحن نبذل كل الجهود» لتجنب تفرق هذه الاسلحة.

تويتر