تواصل الشكوك بشأن مصير موسى إبراهيم

« الانتقالي الليبي » يرعى مفاوضات بـين العـرب والطـوارق فــي غدامس

ليبيون أثناء تشييع شهيد للثورة في بني وليد. إي.بي.إيه

رعى المجلس الانتقالي الليبي أمس، مفاوضات بين العرب والطوارق في بلدة غدامس المشكوك في اختباء الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي وأنصاره فيها، وتواصلت الشكوك بشأن مصير القيادي الليبي السابق موسى ابراهيم، فيما واصل آلاف المدنيين نزوحهم من مدينة سرت.

فقد حضر القائد العسكري في الحكومة الليبية المؤقتة الجديدة اجتماعا أمس، بين رجال من قبيلة الطوارق ومقيمين عرب في بلدة غدامس الواقعة في جنوب غرب ليبيا بهدف تسوية خلافات تحولت في الآونة الاخيرة الى أعمال عنف. وجذبت البلدة الصحراوية التجارية والقريبة من الحدود مع الجزائر اهتمام العالم الاسبوع الماضي عندما قال مسؤول في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، ان الزعيم المخلوع معمر القذافي ربما يكون مختبئاً في المنطقة.

وقبل دخوله الاجتماع الذي عقد في البلدة الواقعة على بعد نحو 600 كيلومتر جنوب غربي العاصمة طرابلس لم يعلق القائد العسكري في المجلس سليمان محمود العبيدي على التقرير ولا على البحث عن القذافي. وقال لـ«رويترز» انه موجود في البلدة ليشهد الاتفاق بين غدامس والطوارق وإن هناك مشكلة منذ يوم 17 يوليو الماضي.

وذكر العبيدي الذي شارك في انقلاب عام 1969 الذي أدى الى وصول القذافي للسلطة أنه انضم الى الثورة في 20 رمضان الماضي. وأضاف أن القذافي أرسل اليه يوم 17 رمضان ألف قطعة سلاح لمهاجمة بلدة درنة، لكنه رفض وأرسل الزعيم المخلوع اليه مرتزقة يوم 18 رمضان للغرض نفسه، لكنه رفض ثم انضم الى الثورة يوم 20 رمضان.

ووقعت مناوشات بين الطوارق في منطقة غدامس هذا الشهر ومجموعات مسلحة تناصر الحكومة الانتقالية الليبية في صراع ألقى الضوء على التحديات التي تواجه الحكام الجدد في ليبيا حتى يكسبوا ولاء القبائل المتحاربة.

وأيد الطوارق الذين يعيشون في صحراء ليبيا وجيرانها القذافي وينظرون الى المجلس الوطني الانتقالي الليبي بعين الريبة. وصرح مسؤولون في المجلس في طرابلس مطلع الاسبوع الماضي بأن البلدة التي تسيطر عليها قواتهم تعرضت لهجوم من قوات تابعة للقذافي ربما تتبع خميس ابن الزعيم المخلوع.

لكن مصادر أخرى قالت ان الاشتباك كان بين الطوارق وأهل البلدة وهي رواية تثير قلقا أكبر في نفس المجلس الوطني، لأنها تشير الى الانقسامات العميقة في المجتمع الليبي والتي ستبقى حتى اذا انهزم ما تبقى من قوات القذافي. ويؤيد الكثير من الطوارق القذافي لأنه ساند تمردهم على حكومتي مالي والنيجر في السبعينات من القرن الماضي كما سمح للكثير منهم في ما بعد بالاستقرار في جنوب ليبيا. من جهة أخرى، نفى موقع قناة الليبية الموالية للعقيد معمر القذافي أمس اعتقال الناطق باسم النظام المخلوع على يد قوات المجلس الانتقالي.

وقال الموقع الذي يستمر في نشر اخبار متعلقة بالقذافي ونظامه على الرغم من توقف القناة نفسها عن البث منذ سقوط طرابلس الشهر الماضي «لم يتم القبض على الدكتور موسى ابراهيم وهذه الشائعة الكاذبة ما هي الا خطة لجذب الانظار عن تحركات ثوار الناتو وهزيمتهم امام قوة ابطال سرت». وكان قادة ميدانيون للنظام الليبي الجديد اعلنوا اول من أمس، ان موسى ابراهيم اعتقل خارج سرت مسقط رأس الزعيم الليبي المطارد.

وفي مصراتة اعرب الناطق باسم القيادة العسكرية للمجلس الانتقالي عادل ابراهيم عن شكوكه، مصرحاً لفرانس برس بأن «مقاتلي مصراتة لم يقبضوا عليه، ولو حصل ذلك لكانوا قالوا لنا ذلك».

على صعيد ميداني، قال مصدر مسؤول في الهلال الاحمر الليبي ببنغازي الجمعة إن آلاف الاشخاص نزحوا من سرت وبني وليد، خصوصاً باتجاه مصراتة والجفرة، وأيضا المناطق الشرقية من ليبيا، وذلك بسبب المعارك الطاحنة الدائرة بهاتين المدينتين وفي اطرافهما.

وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس ان 1212 اسرة نزحت من سرت الى مصراتة (غرب) اي 6172 شخصاً.

وأضاف ان عدد الفارين من المعارك في سرت جنوباً باتجاه الهيشة ووادي زمزم والقداحية بلغ حتى الاربعاء الماضي 11650 اسرة. كما نزح من مدينة بني وليد باتجاه مصراتة 15 الف شخص، بحسب آخر ارقام الهلال الاحمر الليبي.

وأشار المصدر ايضا الى نزوح اعداد اخرى من سرت الى اجدابيا (شرق) وحتى بنغازي.

مضيفاً انه يجري العمل على توفير كل حاجات النازحين وأيضاً الاستعداد لتوفير المأوى لمن يحتاج إليه.

تويتر