السفير الأميركي: الأسد يجازف بادخال سورية في صراع طائفي

أكّد السفير الأميركي في دمشق، روبرت فورد ،أمس، إن الرئيس السوري، بشار الأسد، يفقد الدعم في دوائر مهمة في المجتمع السوري، ويجازف بادخال البلاد في صراع طائفي، بتكثيفه حملة قمع دموية للمتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.

وقال فورد لرويترز في مقابلة عبر الهاتف من دمشق، إن الوقت ليس في صالح الأسد، مشيراً إلى استمرار التظاهرات، التي قال إنه يغلب عليها الطابع السلمي إلى حد كبير جداً، والتي بدأت قبل أكثر من ستة أشهر للمطالبة بالمزيد من الحريات السياسية.

وأضاف "العنف الذي تمارسه الحكومة يؤدي في الواقع إلى روح انتقامية، ويؤدي إلى المزيد من العنف، وفقاً لتحليلنا، كما أنه يزيد خطر العنف الطائفي."

ورغم ان فورد لم يسم طائفة بعينها، فقد تصاعد التوتر في سورية بين أغلبيتها السنية والطائفة العلوية، التي ينتمي لها الأسد، والتي تسيطر على الجيش والأجهزة الأمنية.

وكشف فورد عن أن أغلب العنف "يأتي من جانب الحكومة وقواتها الأمنية"، مضيفاً "من الممكن أن يكون ذلك اطلاق نار على محتجين سلميين، أو مواكب جنازات، أو عندما تدخل قوات الحكومة إلى المنازل. لدينا مؤخراً عدد من الوفيات أثناء الاحتجاز أو القتل خارج إطار القانون."

وقدّم فورد إلى جانب مجموعة من السفراء، أغلبهم من الدول الغربية، التعازي إلى أسرة غياث مطر (25 عاماً)، قائد الاحتجاجات الذي اعتاد توزيع الزهور لتقديمها إلى الجنود، لكنه اعتقل وتوفي أثناء اعتقاله، فيما يبدو بسبب التعذيب.

وتعليقاً على تلك الزيارة لأسرة مطر، قال السفير الأميركي "أردنا أن نظهر للسوريين ما يظنه المجتمع الدولي من اليابان إلى أوروبا إلى أميركا الشمالية، في المثال الذي قدمه غياث مطر للاحتجاجات السلمية.".

وقال مشيراً إلى استمرار التظاهرات السلمية الهائلة، إن الناشطين في الشوارع يحتاجون إلى الدعم من معارضة سياسة أكثر فاعلية.

وأوضح "الجزء الآخر من حركة الاحتجاج، يجب أن يكون إطاراً أصيلاً للتحول الديمقراطي. اعتقد أن ذلك شيء تحاول عناصر مختلفة من المعارضة السورية تنظيمه.. الأمر مكون من عنصرين على الأرجح. احدهما هو وجود بعض المبادئ المتفق عليها بشأن شكل الدولة السورية بعد الاصلاح وكيفية عملها، والعنصر الثاني هو كيفية ترتيب عملية التحول السوري".

وأضاف فورد أن هناك ضائقة اقتصادية في سورية، وبوادر انشقاقات داخل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد، والمزيد من الانشقاقات في صفوف الجيش منذ منتصف سبتمبر الجاري، لكنه قال إن الجيش مازال "قوياً ومتماسكاً للغاية".

وأردف "لا اعتقد أن الحكومة السورية على وشك الانهيار اليوم (الخميس). اعتقد أن الوقت ليس في صالح النظام، لأن الاقتصاد يتجه إلى وضع أكثر صعوبة.. وحركة الاحتجاج مستمرة والجماعات التي كانت تؤيد الحكومة بدأت تغير موقفها شيئاً فشيئاً".

واشار فورد الى بيان أصدره الشهر الماضي ثلاث شخصيات بارزة من الطائفة العلوية في مدينة حمص، قالوا فيه إن مستقبل العلويين لا يرتبط ببقاء الأسد في السلطة.

وأكّد "لم نشهد تطورات كهذه في أبريل أو مايو. اعتقد أنه كلما استمر هذا كلما أصبح وضع الطوائف المختلفة أكثر صعوبة، وكلما أصبح من الصعب على العناصر المختلفة من المجتمع السوري التي كانت تؤيد الأسد الاستمرار في تأييده".

وأضاف أنه لا يزال في وسع الأسد الاعتماد على الجيش في محاولته سحق حركة الاحتجاج، ولكن قتل المحتجين السلميين يفقده التأييد داخل صفوفه.

وأوضح فورد أن "الجيش السوري لا يزال يتمتع بنفوذ قوي ولا يزال قوياً للغاية"، بيد انه استطرد قائلاً "تماسكه لا يواجه خطراً اليوم، لكن لا تزال التقارير منذ منتصف سبتمبر عن الهروب من الجيش أكثر مما سمعناه في أبريل ومايو أو يونيو. ولهذا أقول ان الوقت ليس في صالح الحكومة".

تويتر