الثوّار يتراجعون عند جبهة بني وليد.. والقذافي يصف ما يجـــــري بـ «المهزلة»

أوباما يدعو إلى انتخابــات حرة نهاية المرحلة الانتقالية في ليبيا

أوباما يلتقي للمرة الأولى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل في مقر الأمم المتحدة. أ.ب

دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، امام اجتماع خاص بليبيا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، الى إجراء انتخابات حرة ونزيهة في ختام المرحلة الانتقالية الحالية في ليبيا، قائلا ان مهمة الحلف الاطلسي ستتواصل «مادام الليبيون مهددين»، وحث القوات الموالية لنظام القذافي على إلقاء السلاح، قائلا ان الليبيين يكتبون اليوم فصلاً جديداً من حياة امتهم. وفيما وصف الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي الأحداث الجارية في ليبيا بأنها مهزلة، تراجع الثوار امس في المعركة التي يخوضونها للسيطرة على مدينة بني وليد، بعد يوم من معارك ضارية مع قوات موالية للعقيد الهارب.

وقال اوباما، حسب نص الخطاب الذي وزعه البيت الابيض قبل إلقائه امام اجتماع «اصدقاء ليبيا»، على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، «نعرف جميعاً ما تحتاج إليه ليبيا: مرحلة انتقالية منظمة، قوانين جديدة ودستور يحترمان دولة القانون، احزاب سياسة ومجتمع مدني متين. وللمرة الاولى في تاريخ ليبيا انتخابات حرة ونزيهة».

وأضاف الرئيس الاميركي ان الليبيين «يكتبون اليوم فصلاً جديداً من حياة امتهم. وبعد أربعة عقود من الظلمات بات بإمكانهم ان يجولوا في الطرقات، بعد ان تحرروا من الطاغية». وجاء في الكلمة «مادام الليبيون مهددين فإن المهمة التي يقودها الحلف الاطلسي لحمايتهم ستتواصل. وعلى الذين يواصلون المقاومة ان يفهموا ان النظام السابق انتهى وحان الوقت لإلقاء السلاح والانضمام الى ليبيا الجديدة».

وقال اوباما انه سيعيد السفير الاميركي الى طرابلس، ليعيد فتح السفارة، وتعهد بدعم حكومة المجلس الوطني الانتقالي. وجاء في الخطاب «سنقف معكم في نضالكم من اجل السلام والرخاء الذي يمكن للحرية أن تحققه».

وقد التقى الرئيس الأميركي، أمس، للمرة الاولى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل، حسب ما نقل مصور فرانس برس.

وحصل اللقاء بين اوباما وعبدالجليل في مقر الامم المتحدة في نيويورك، قبل ان يشاركا معا في اجتماع «اصدقاء ليبيا» الذي يهدف الى دعم المرحلة الانتقالية بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي.

وقال عبدالجليل إن 25 ألف شخص على الأقل قتلوا في الانتفاضة الشعبية ضد القذافي، كما جرح 50 الفا آخرون، وشكر المجتمع الدولي على مساعدته ليبيا. وقال ان اعضاء نظام القذافي سيحاكمون، إلا انه تعهد بأن تكون محاكمتهم عادلة.

من جانبه، وجه الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي كلامه إلى الليبيين، قائلا: تحلوا بالشجاعة من اجل الصفح.

وفي نيويورك، أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، ان من بين رهانات الاجتماع حول الملف الليبي، اعلان المجلس الوطني الانتقالي عن حاجاته على صعيد اعادة الإعمار وإعادة تأكيد دعم المجموعة الدولية لليبيا الجديدة.

وستتناول المحادثات أيضا الجانب السياسي، اذ أرجأ المجلس الوطني الانتقالي الاحد الاعلان عن تشكيل حكومة انتقالية بسبب عدم الاتفاق على تشكيلتها.

من جانبه دعا الزعيم الليبي المخلوع في تسجيل صوتي بث أمس، الى عدم تصديق الإطاحة بالنظام، ووصف الاحداث الجارية في ليبيا بأنها مهزلة.

وقال القذافي في تسجيل بثته قناة «الرأي» التي تتخذ من سورية مقراً لها، ان «ما يحصل في ليبيا مهزلة شرعيتها معلقة مع قنابل الجو التي لن تدوم».

وأضاف «لا تفرحوا ولا تصدقوا ان هناك نظاما أطيح به، او ان هناك نظاماً فرض على الشعب الليبي بالقصف الجوي والبري».

ميدانياً تراجع الثوار الليبيون أمس، في المعركة التي يخوضونها للسيطرة على مدينة بني وليد.

وانسحبت معظم سيارات مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي التي كانت تجوب الخطوط الامامية للجبهة على بعد نحو ستة كليومترات من وسط المدينة (170 كلم جنوب شرق طرابلس)، الى منطقة تبعد نحو 20 كلم عن بني وليد.

إلا أن مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي الذي يناوشون الجنود الموالين في سرت منذ ستة ايام وفي بني وليد ، فتحوا ثغرة جديدة في الجنوب الصحراوي.

ففي تصريح لوكالة فرانس برس، قال محمد وردكو المهدي مندوب «كتيبة درع الصحراء» في بنغازي، انهم دخلوا سبها معقل القذاذفة قبيلة الزعيم المخلوع، على بعد 750 كلم جنوب طرابلس. وأضاف «لقد سيطروا على المطار والقلعة وثكنة فارس»، موضحا ان المعارك استمرت في بعض الاحياء بعد فرار 300 من مرتزقة القذافي.

وأعلن الثوار سيطرتهم الكاملة على مقر وزارة الدفاع في مدينة هون جنوب ليبيا، والتي كان يترأسها الفريق أبوبكر يونس جابر أحد اعضاء قيادة الثورة الليبية التي قادها العقيد معمر القذافي في العام .1969

وذكرت مصادر اللجنة الإعلامية لثوار هون، أن كتائب القذافي وكبار أركان النظام السابق الذين كانوا موجودين في مقر الوزارة، فروا إلى مدينة سوكنة المجاورة التي تمثل إحدى المدن الثلاث في واحة الجفرة 600 كيلومتر جنوب ليبيا.

وفي الوقت نفسه، ألقي القبض الاثنين، على رئيس جهاز مخابرات القذافي العميد بلقاسم الابعج في الكفرة المطلوب من الثوار.

واعلن وردكو اسر 150 من أنصار القذافي في سبها وضواحيها. وأضاف ان السيطرة على كامل منطقة سبها باتت وشيكة. والمشكلة الآن هي جنوب غرب ليبيا، خصوصا الاوباري والغاط (على الحدود الجزائرية)، اللتين لاتزالان تحت سيطرة قوات القذافي.

وعلى الساحل المتوسطي، سيطر مقاتلو الجبهة الشرقية التي باتت تبعد 30 كيلومتراً عن سرت، مساء الاثنين على مدينة سلطانة في منطقة سرت.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال مصطفى بن دراف قائد احدى الكتائب، «في غضون يومين أو ثلاثة سندخل سرت».

من جانبهم، يعمد مقاتلو الجبهة الغربية الى تعزيز مواقعهم، وفتح ابرز شوارع سرت لتمكين المدنيين من مغادرتها.

وفي بني وليد، استؤنفت المعارك أمس، كما قال مراسل لوكالة فرانس برس، لكن مقاتلي السلطات الجديدة يواجهون صعوبة في التقدم، بسبب الطبيعة الجغرافية والوجود القوي للقناصة، كما قال المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي في طرابلس احمد عمر باني.

وقد شوهد سيف الإسلام، الابن الأكثر نفوذا للعقيد القذافي، في هذه المدينة، التي يمكن ان يكون العقيد القذافي مختبئا فيها ايضاً، كما يقول قادة ميدانيون.

لكن مصير معمر القذافي وأبنائه الذين ذهب ثلاثة منهم الى الجزائر او النيجر، وقتل اثنان منهم، تسبب حتى الآن في تفشي كثير من الشائعات.

وأعلن حلف شمال الاطلسي في تقريره اليومي انه أصاب الاثنين سبعة اهداف عسكرية في سبها، وأعقبها بعمليات قصف على سرت وبني وليد، وكثف القصف على ودان بواحة جفرا (200 كلم جنوب سرت) التي تخفي كما يقول مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي كثيرا من مخابئ الاسلحة.

وفي موقف إفريقي ضد القذافي، اعترف الاتحاد الافريقي، أخيرا، أمس بالمجلس الوطني الانتقالي، بصفته الممثل الشرعي للشعب الليبي، كما أعلن الاتحاد في بيان أصدرته اجهزة الرئيس الجنوب افريقي.

تويتر