اقتحام عسكري لقرية إبلين.. وتظاهرات اليوم في جمعة «ا لحماية الدولية »

النظام السوري يكثف حملة القمع وسـط انشــــــقاقات في الجيش

مسيرة مناهضة لنظام الأسد أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــام السفارة السورية في موسكو. أ.ب

أكد ناشط حقوقي سوري أن ثمانية أشخاص توفوا فجر أمس في حمص متأثرين بجراح اصيبوا بها عندما اطلق عليهم رجال الامن النار، ما يرفع حصيلة قتلى العمليات الامنية ليوم الاربعاء في سورية الى 34 قتيلا. وفي وقت كثف النظام حملاته القمعية التي تستهدف المتظاهرين، إذ عزز وجود القوات الامنية في قرية إبلين التابعة لجبل الزاوية شمال غرب سورية، تحدثت تقارير عن انشقاقات في الجيش السوري، حيث قتل ثلاثة جنود منشقين، فيما دعا ناشطون الى التظاهر اليوم في جمعة «الحماية الدولية».

وتفصيلاً، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «توفي فجر أمس ثمانية اشخاص متأثرين بجراح اصيبوا بها عندما اطلق رجال الامن النار عليهم اثناء عمليات امنية في احياء عدة من مدينة حمص». وأضاف مدير المرصد «يرتفع بذلك عدد قتلى يوم الاربعاء الذين قضوا اثناء عمليات المداهمة التي قامت بها قوات الامن الى 34 قتيلاً، بينهم 32 في حمص وشخصان في سرمين الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب).

ويأتي ذلك فيما تواصل القوات الامنية معززة بقوات عسكرية العمليات الامنية، إذ اشار المرصد الى ان قوات عسكرية وامنية تضم سبع آليات عسكرية مدرعة و10 سيارات امن رباعية الدفع اقتحمت قرية عبلين الواقعة في جبل الزاوية صباح أمس بحثا عن مطلوبين للسلطات الامنية. واشار المرصد الى سماع صوت اطلاق رصاص كثيف، ترافق مع عملية الاقتحام، إضافة الى صوت قصف الرشاشات الثقيلة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة عسكريين منشقين قتلوا واعتقل اثنان آخران اثناء وجودهم في منزل شقيق الضابط المقدم المنشق حسين هرموش اثناء العملية الامنية التي قامت بها القوات الامنية، مدعمة بقوات عسكرية في جبل الزاوية صباح امس.

وكان المقدم حسين هرموش اعلن بداية يونيو انشقاقه هو وعناصره عن الجيش السوري عبر شريط فيديو بثته مواقع الكترونية وقنوات فضائية، بسبب رفضه قتل المدنيين العزل، معلنا تشكيل ما اسماه الضباط الاحرار السوريين.

يأتي ذلك فيما دعا ناشطون الى التظاهر اليوم الجمعة الذي اطلقوا عليه اسم «جمعة الحماية الدولية». وطالب الناشطون على صفحة الثورة السورية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بحماية دولية، ونشروا على صورة الدعوة «اين المجتمع الدولي مما يحصل؟». واضافوا «نطالب بدخول مراقبين دوليين، نطالب بدخول وسائل الاعلام، نطالب بحماية المدنيين».

من جانبها، اعلنت وكالة الانباء السورية (سانا) مساء الاربعاء ان ثمانية من رجال الشرطة وقوات الامن قتلوا، واصيب العشرات برصاص «مجموعات ارهابية مسلحة» في مدينة حمص.

كما اكدت الوكالة مقتل خمسة من عناصر «المجموعات الارهابية» الذين وصفتهم بانهم من المسلحين المطلوبين بارتكاب جرائم قتل وسلب واختطاف، إضافة الى اعتقال عدد منهم.

ويؤكد الناشطون ان حملة امنية مكثفة تستهدف حمص التي دخلتها 20 شاحنة محملة بالجنود ودبابات. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان سماع دوي انفجار قذائف في احياء باب السباع وباب هود وباب تدمر واطلاق النار من رشاشات ثقيلة في شارع الحمرا وبابا عمرو وحي السباع. واضاف ان سيارات اسعاف كثيرة تشاهد وهي تسير في شوارع المدينة.

وقال ناشط طلب عدم ذكر اسمه إن قوات الأمن تقتل المصابين على أبواب المستشفيات في حمص.

ونشر نشطاء مقاطع مصورة على موقع «يوتيوب» تظهر قوات الأمن وهي تطلق الرصاص على متظاهرين، ما تسبب في مقتل وإصابة بعضهم، وتظهر تلك المقاطع قناصة وهم يطلقون النار على شاب.

في الوقت، نفسه قال ناشط مقيم في لبنان، لوكالة الانباء الألمانية، إن نحو 40 جنديا اعلنوا انشقاقهم عن الجيش السوري وانضمامهم إلى صفوف المعارضة.

وأوضح المتحدث أن أعمال العنف تصاعدت في مدينة حمص في وقت متأخر ليل الاربعاء بسبب تلك الانشقاقات، التي حدثت بين صفوف وحدة عسكرية متمركزة في المدينة. وأضاف الناشط أن الجنود رفضوا تنفيذ الأوامر الصادرة إليهم، خصوصاً تلك المتعلقة بإطلاق النار على المصابين.

وقال وسام طريف وهو ناشط سوري يعمل مع مجموعة أفاز الحقوقية الدولية، إن أطلاق رصاص كثيف أعقب إعلان الانشقاق في حمص.

واضاف أن الانشقاقات ادت إلى اندلاع اشتباكات بين الجنود الذين كانوا يحاولون الفرار وقوات الأمن الموالية للنظام. ويأتي ذلك فيما رأى ناشطون معارضون في المبادرة العربية التي يفترض ان يقدمها الامين العام للجامعة نبيل العربي للرئيس السوري بشار الاسد، اساسا طيبا لمعالجة الازمة في سورية.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه، رداً على نظيره الروسي سيرغي لافروف، الذي ترفض بلاده حتى الآن ادانة سورية «اننا نلاحظ ان النظام السوري ضالع في ارتكاب جرائم ضد الانسانية»، من خلال قمعه للحركات الاحتجاجية في البلاد. وتابع جوبيه ان القمع الذي يمارسه النظام مفرط، ويؤدي الى اراقة الدماء، وهو غير مقبول على الاطلاق، لذلك على مجلس الامن الدولي ان يوجه رسالة قوية الى دمشق حتى يتوقف هذا القمع الوحشي.

تويتر