تحركات دبلوماسية سرية لتمكين « العقيد » من الهرب.. والترقب سيد الموقف في بني وليد

الثوار: القذافي محاصر واعتقاله مـسألة وقت

الثوار يتوافدون على محيط بني وليد أمس. رويترز

صرح متحدث باسم ثوار ليبيا، أمس، بأن الثوار يحاصرون العقيد معمر القذافي حالياً، وأن القبض عليه أو تصفيته ليس إلا مسألة وقت، فيما أكد مالك قناة «الرأي» التي تبث من دمشق مشعان الجبوري، أن القذافي «لايزال في ليبيا»، بالتزامن مع أنباء حول تحركات دبلوماسية سرية لتمكين القذافي من الهرب، وذلك في وقت بقي الترقب سيد الموقف في المحادثات الجارية حول تسليم بني وليد، أحد آخر معاقل القذافي، ويحاولون الثوار التقدم في اتجاه الوادي الاحمر، ابرز خط دفاعي للموالين للقذافي على بعد 60 كيلومتراً شرق سرت مسقط رأس القذافي، ووصل الرجل الثاني في المجلس الانتقالي محمود جبريل الى طرابلس، أمس، وبدأ يعقد اجتماعات.

وتفصيلاً، ذكر الموقع الإنجليزي لقناة «ليبيا-الأحرار» أن المتحدث باسم المجلس العسكري في طرابلس أنيس الشريف، رفض تحديد مكان القذافي، إلا أنه أكد أنه لايزال في ليبيا. وأوضح أن تقنيات عالية ومعلومات استخباراتية بشرية ساعدت على الوصول إلى مكانه. وقال «القذافي محاصر في منطقة نصف قطرها 60 كيلومتراً تطوقها قوات تابعة للمجلس الانتقالي». وأكد الشريف أن القذافي لن يستطيع الهروب، وأن الثوار يستعدون لاعتقاله أو قتله.

يأتي هذا في وقت قال الجبوري لوكالة «فرانس برس»: «استطيع ان اقول انني تحدثت مع القذافي أخيراً، وهو لايزال في ليبيا ومعنوياته عالية جداً، ويشعر بالقوة، وليس خائفاً». واضاف النائب العراقي السابق وصاحب المؤسسة الاعلامية الوحيدة التي لاتزال على تواصل مع القذافي عبر الهاتف من سورية «سيكون (القذافي) سعيداً إذا ما مات أثناء قتاله ضد المحتلين». وتابع ان «نجله سيف الاسلام، بالروح المعنوية نفسها». وحول طريقة التواصل مع القذافي قال الجبوري «عندما احتاج للتحدث معه ابعث له برسالة، أو يتصل بي عندما يريد هو ايصال رسالة».

وأعلن المسؤول عن الشؤون السياسية في المجلس الانتقالي فتحي باجا، ان وفداً من المجلس توجه، أمس، الى النيجر ليطلب من هذا البلد تشديد التدابير الامنية على حدوده، ومنع اي محاولة للقذافي او عائلته لدخول اراضيه. واضاف ان رئيس المكتب التنفيذي في المجلس محمود جبريل، قد اتخذ قرار ارسال وفد الى النيجر، وان «الوفد سينطلق في الساعات المقبلة من تونس الى النيجر». واوضح انه إذا ما تبين ان مقربين من القذافي قد غادروا ليبيا ناقلين معهم ذهباً ومالاً «نريد ان يعيدوا إلينا هذه الاموال».

واستبعدت بوركينا فاسو، الليلة قبل الماضية، تماماً منح اللجوء للقذافي «لانها لا تريد خلق مشكلات».

كما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند، انه وفق المعلومات التي حصلت عليها واشنطن، «فان مسؤولين كباراً في النظام» الليبي السابق كانوا في الموكب (الذي عبر الى النيجر)، لكنها تداركت «لا نعتقد أن القذافي نفسه كان من ضمنهم».

وكشفت صحيفة «ديلي تليغراف»، أمس، عن أن تحركات دبلوماسية سرية تجري لتمكين العقيد معمر القذافي من مغادرة ليبيا وطلب اللجوء المؤقت في بلد متعاطف. وقالت الصحيفة البريطانية إن المحادثات الجارية تهدف إلى التوصل الى اتفاق يضمن نفاذ العقيد المخلوع من المحاسبة النهائية من المعارضة، وتجنيب ليبيا المزيد من إراقة الدماء، لكن المفاوضات لم تتوصل إلى حل بشأن الوجهة النهائية للقذافي.

وأضافت أن مسؤولاً مطلعاً على المفاوضات أكد أن الاتفاق لم يُنجز بعد، ونفى أن تكون هذه المساعي تجري بوساطة من جنوب إفريقيا. ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي قوله إن القذافي «مستمر في رفض العرض المقدم للهرب من المعارضة، وأنه لم يغادر ليبيا في القافلة التي عبرت الحدود إلى النيجر، وكان الذين فروا فيها قادة قواته ومسؤولي نظامه».وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي إن بلاده ستنظر في مسألة تسليم أبناء القذافي الموجودين على أرضها «في حينها». وأضاف «المسألة مرتبطة بالاتفاقية التي تربط البلدين بخصوص تسليم المطلوبين، ووفق هذه الاتفاقيات سيتم النظر في الموضوع».

في هذا الوقت، بقي الترقب سيد الموقف في بني وليد، احد آخر معاقل القذافي، في ظل محادثات متقطعة بين الثوار ووجهاء المدينة لدخولها بشكل سلمي. وقال رئيس المفاوضين من جانب الثوار عبدالله كنشيل، إن «المفاوضات كانت ناجحة بالامس، ونحن بانتظار الضوء الاخضر للدخول». ويؤكد مسؤولو المجلس الانتقالي انهم ملتزمون بتجنب اراقة الدماء في بني وليد، حتى بعد ان جرى اطلاق النار على وفد من المدينة كان يفاوض الثوار. وقال كنشيل إن «الكبار انضموا الى الثورة»، مضيفاً أن بعضهم كانوا في طرابلس، وآخرون عادوا الى بني وليد، بعدما منعوا في الاساس من الدخول اليها.

وتضاربت المعلومات حول مدى نجاح المفاوضات، إذ إن بعض المقربين من المجلس الانتقالي شددوا على ان المحادثات تقترب من مرحلة الاختراق، فيما أصر آخرون على ان وقت التفاوض انتهى.

وعلى بعد نحو 40 كيلومتراً من الجبهة في بني وليد، قال المسؤول العسكري عبدالله ابواسرة ان قواته مستعدة لاي طارئ. وقال لـ«فرنس برس»: «نحن جاهزون للهجوم، ننتظر اوامر المجلس الانتقالي».

وعلى جبهة سرت، تقدم الثوار ثمانية كيلومترات اضافية، أول من أمس، بعد ان وقعت اشتباكات عنيفة مع قوات موالية للقذافي ترافقت مع ضربات لحلف شمال الاطلسي، بحسب ما أكد مسؤولون عسكريون لدى الثوار.

سياسياً، ستشارك ليبيا، بعد غد، في مرسيليا في اجتماع الشراكة التي اعلنتها الدول الكبرى والمؤسسات المالية الدولية لتقديم مساعدة اقتصادية لـ«الربيع العربي»، وفق ما أعلنت الاربعاء فرنسا التي تترأس حالياً مجموعة الثماني.

تويتر