7 قتلى في عمليات أمنية.. والجيش يطوق الرستـن بعد عمليات انشقاق

المعارضة السورية تشكّل مجلساً وطنــياً انتقالياً

الأسد يؤكد لبوغدانوف تقديره لموقف روسيا «المتوازن». أ.ب

أعلن عدد من رموز المعارضة السورية، أمس من أنقرة تشكيل مجلس وطني انتقالي لقيادة النشطاء المطالبين بإسقاط الرئيس بشار الأسد، فيما قتل سبعة اشخاص خلال عملية شنتها قوات الامن السورية في بلدتي سرمين (شمال غرب)، وقارة في (ريف دمشق)، في وقت اقتحمت فيه القوات السورية بلدة هيت بالقرب من الحدود اللبنانية، وطوقت مدينة الرستن شمالي حمص بعد انشقاق عشرات من أفراد الجيش في المنطقة.

وأعلن عدد من رموز المعارضة السورية من أنقرة تشكيل مجلس وطني انتقالي.

ويتألف المجلس من 94 عضوا، بينهم 42 داخل سورية. وتم اختيار مدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون برهان غليون رئيسا للمجلس.

وأوضح متحدث باسم المجموعة أنه تم اختيار أعضاء المجلس بعد مشاورات مع النشطاء والمحتجين في سورية.

وكان المئات من المعارضين السوريين التقوا في اسطنبول الشهر الماضي، واتفقوا على تشكيل مجلس انتقالي لتوحيد المعارضة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن إن عشرات الاليات العسكرية والامنية اقتحمت مدينة سرمين في ريف ادلب (شمال غرب)، وبدأت حملة دهم للمنازل جرى خلالها اطلاق للرصاص.

وأوضح ان ذلك «أسفر عن مقتل خمسة اشخاص بينهم طفل واصابة 60 شخصا بجروح واعتقال العشرات».

وأشار إلى أن القوات أطلقت نيران الرشاشات الثقيلة على المنازل ما تسبب بهدم جزئي لستة منازل، مؤكدا أن «بين القتلى شخص قتل عندما تهدم المنزل الذي يقطنه». كما قتل ناشط في مدينة كفرنبل (ريف ادلب).

وافاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في بيان ان «شخصا قتل في مدينة قارة (ريف دمشق) اثناء اقتحام منزله».

واضاف الاتحاد ان «اشخاص اخرين عديدين اصيبوا بإطلاق نار من قبل الامن التي اقتحمت المدينة من الجهة الجنوبية بحوالي 10 حافلات مدعومة بمدرعات الجيش مع اطلاق نار عشوائي».

وأوضح أن «حظر تجول فرض مع بدء حملة دهم وتخريب للممتلكات وبحث عن مطلوبين على قوائم معدة سابقا في الشارع حيث اعتقل العشرات».

وأشار الى ان «حملة الاعتقال (في قارة) شملت نحو 40 شخصا»، لافتا الى ان القوات الامنية «نصبت رشاشات على اسطح المباني الحكومية».

كما افاد مدير المرصد بأن آليات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند وسيارات عسكرية اقتحمت، أمس بلدة هيت التي تقع على بعد كيلومترين عن الحدود مع شمال لبنان».

واكد أنه «تم خلال العملية احراق منازل لناشطين مطلوبين في هذه البلدة التي اعتقل فيها 13 شخصا فيما أصيب خمسة أشخاص».

وذكر مدير المرصد ان «حملات اعتقال ودهم واسعة جرت في قدسيا (ريف دمشق) وداعل (ريف درعا)، حيث اعتقلت الاجهزة الامنية ستة اشخاص من عائلة واحدة». إلى ذلك قال سكان ونشطاء إن قوة سورية مدرعة طوقت بلدة الرستن شمالي حمص بعد انشقاق عشرات من افراد الجيش في المنطقة في احدث عملية لمواجهة السخط داخل القوات المسلحة.

ومنذ سقوط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي تحدث سكان ونشطون عن تزايد عمليات الانشقاق داخل الجيش السوري وتزايد الاحتجاجات الشعبية في الشوارع ضد الرئيس السوري بشار الاسد. وذكروا انه حدثت انشقاقات في محافظة دير الزور الشرقية ومحافظة إدلب الشمالية الغربية ومناطق ريفية من حمص ومشارف العاصمة دمشق حيث خاضت قوات الاسد معارك مع منشقين أول من أمس.

وقال اثنان من السكان ان القوات السورية نشرت 40 دبابة خفيفة وعربة مدرعة و20 حافلة مملوءة بالجنود والمخابرات العسكرية صباح أمس، على مدخل الطريق الرئيس للرستن على بعد 20 كيلومترا شمالي مدينة حمص وبدأت في اطلاق نيران الاسلحة الالية الثقيلة على البلدة.

وقال أحدهما وعرف نفسه باسم رائد لـ«رويترز» في اتصال هاتفي «نشرت الدبابات على جبهتي الطريق السريع الذي مازال مفتوحا وأطلقت زخات من نيران المدافع الالية على الرستن». وذكر ان عمليات الانشقاق بدأت في البلدة حين اقتحمتها الدبابات قبل ثلاثة اشهر لقمع احتجاجات شعبية ضخمة ضد الاسد في هجوم سقط فيه عشرات المدنيين القتلى.

في سياق متصل، قال عبدالرحمن نقلا عن شهود ان نحو 15 ألفا تظاهروا خلال الليل في بلدة سراقب بمحافظة إدلب قرب حدود تركيا.

وأضاف «هذه أضخم تظاهرة في سراقب منذ بدء الانتفاضة، كما شهدنا تظاهرات ضخمة خلال الليل في محافظة درعا وأحياء دمشق».

وفي بلدة الحراك بسهل حوران الجنوبي ردد حشد هتافات تندد بالطغيان وتتوعد بسقوط النظام وبالقصاص.

من ناحية أخرى أكد الرئيس السوري تقديره لموقف روسيا «المتوازن» اثناء استقباله نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف.

وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) ان المبعوث الروسي سلم رسالة خطية الى الرئيس السوري من نظيره الروسي «تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ورؤية روسيا لتطورات الاوضاع في المنطقة، خصوصاً الاحداث التي تشهدها سورية».

ونقلت الوكالة عن المبعوث الروسي تأكيده ان «الموقف الروسي مازال ثابتا تجاه سورية».

وعبر بوغدانوف «عن دعم بلاده لنهج الاصلاحات التي تقوم بها سورية في المجالين السياسي والاقتصادي، واملها في دوام الامن والاستقرار واهمية استمرار التنسيق بين البلدين على جميع المستويات»، بحسب الوكالة. وبالتزامن مع ذلك، توصل الاتحاد الاوروبي الى اتفاق مبدئي، أمس، بشان حظر استيراد النفط من سورية بسبب حملة القمع التي يشنها النظام ضد المتظاهرين.

وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته لـ«فرانس برس»: «هناك توافق سياسي على فرض حظر اوروبي على استيراد منتجات النفط السوري». وذكر دبلوماسي آخر ان جميع المندوبين الذين شاركوا في اجتماع الخبراء لدول الاتحاد الـ27 في بروكسل ايدوا فرض العقوبات الجديدة.

تويتر