الغرب يضغط في مجلس الأمن.. وتوقعات بطلب واشنطن من الأسد التنحي رسمياً

مقتل 14 برصاص الأمن السـوري في القصير ودير الزور

دبابات الجيش السوري تقتحم مدينتي سراقب والقصير. إي.بي.إيه

قتل 11 مدنياً في مدينة القصير قرب حمص في وسط سورية، فيما سقط ثلاثة قتلى في مدينة دير الزور، في عمليات جديدة على الرغم من الاحتجاجات الدولية وغداة تقرير في الامم المتحدة تحدث عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، فيما توقع مسؤولون اميركيون أن تدعو واشنطن الرئيس السوري بشار الأسد رسمياً الى التنحي.

وتفصيلاً، قال ناشط لـ«فرانس برس» من مدينة حمص ان القوات السورية التي اقتحمت مدينة القصير صباح أمس قامت بإطلاق النار على مواطنين كانوا يحاولون الهروب الى منطقة البساتين، فقتلوا 11منهم وجرحوا 20 شخصاً آخرين ، على الاقل.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة مدنيين قتلوا في حي المطار في دير الزور واحرقت منازل. ويأتي ذلك غداة مقتل 19 مدنياً على الاقل في سورية أول من أمس بينهم 18 في مدينة حمص، وسط البلاد، بعد انسحاب الجيش السوري من حماة وادلب. وكان ناشط حقوقي أعلن ان عشرات الدبابات اقتحمت مدينة القصير التي تبعد 30 كلم الى جنوب غرب حمص (وسط). وأكد هذا الناشط قيام القوات الامنية بحملة اعتقالات وكذلك قطع جميع الاتصالات عن المدينة التي هرب العديد من سكانها الى البساتين المجاورة.

ولم تفلح العقوبات الأميركية الجديدة وزيارتا مبعوث تركي ووفد يضم ثلاث دول تشغل مقاعد غير دائمة في مجلس الأمن الدولي، في تراجع نظام بشار الأسد عن تصميمه وان كان أقر بوقوع أخطاء. وأصر الناشطون المطالبون بالحرية على مواصلة تحركاتهم، حيث دعوا على صفحتهم على «فيس بوك» الى تظاهرات حاشدة اليوم تحت شعار «لن نركع» للقمع.

وغداة خروج الجيش من حماة، أفاد ناشطون حقوقيون بأن القوات السورية اقتحمت بالدبابات صباح أمس مدينتي سراقب بمحافظة ادلب والقصير بمنطقة حمص، وقال ناشط حقوقي ان القوات الامنية قامت بحملة اعتقالات وبقطع جميع الاتصالات عن المدينة التي هرب العديد من سكانها الى البساتين المجاورة.

وفي حمص أيضاً، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان إطلاق رصاص كثيف سمع في حي بابا عمرو ترافق مع صوت رشاشات ثقيلة. وتحدث عن حملة اعتقالات أمنية كبيرة، موضحاً أن تعزيزات أمنية شوهدت تتوجه الى الحي.

من جهة أخرى، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» ان دبابات وناقلات جند مدرعة ترافقها حافلات كبيرة محملة بعناصر أمنية وعسكرية اقتحمت مدينة سراقب . وأكد عبدالرحمن ان الدبابات انتشرت في وسط المدينة، حيث بدأت الأجهزة الامنية حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت أكثر من 100 شخص حتى الآن بينهم 35 طفلا. وتابع ان قوات الجيش تقوم بتحطيم أبواب المحال التجارية العائدة للنشطاء المتوارين بحثاً عنهم وقطعت الكهرباء عن المدينة التي تشهد تظاهرات يومية بعد صلاة التراويح للمطالبة برحيل النظام، حسب ما ذكر الناشط نفسه.

وقال مسؤولون إن إدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما قد تطالب الرئيس السوري بشار الاسد بالتخلي عن السلطة مع تصعيدها الضغوط على النظام لإنهاء حملة القمع الدموي ضد المتظاهرين. وصرح مسؤول اميركي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة «فرانس برس» ان الولايات المتحدة تدرس دعوة الاسد صراحة الى التنحي لكن توقيت هذه الدعوة لايزال غير معروف.

وأرسلت البرازيل والهند وجنوب افريقيا وفداً الى دمشق قابل الأسد وطالبه بالوقف الفوري لكل أشكال العنف، واعترف الرئيس السوري للوفد بأن قواته ارتكبت بعض الاخطاء في المراحل الاولى من قمع المتظاهرين، لكنه أكد ان الجهود تبذل للحيلولة دون تكرارها.

وكثفت الدول الغربية ضغوطها أول من أمس لمطالبة مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات اضافية ضد نظام الاسد بعد رفضه النداءات المتكررة والملحة لوقف قمعه الدموي للمتظاهرين المطالبين برحيله.

ولكن الدعوة الغربية لم تلق آذاناً مصغية لدى المندوب الروسي الذي أكد ان العقوبات لم تؤد الى وقف حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد المحتجين.

وخلال عرضه أمام مجلس الامن في جلسة مغلقة تقريراً عن تطورات الأحداث في سورية قال مساعد الأمين العام للامم المتحدة اوسكار فرنانديز تارانكو أن عمليات القتل في سورية لم تتوقف بعد أسبوع من اصدار المجلس بياناً يدين حملة القمع ويدعو الى وقفها فوراً. وقال دبلوماسي إن الخلاصة الاساسية لتقرير تارانكو هي أن سورية لم تستجب لدعوات المجلس لها بوقف العنف.

وفي مسعى منها لإبقاء الملف السوري في اعلى سلم أولويات مجلس الامن، طالبت الدول الغربية بتقرير ثانٍ يقدم الى مجلس الامن الاسبوع المقبل ويتم خلاله الاستماع الى كبار مسؤولي الامم المتحدة في مجالي حقوق الانسان والاغاثة الانسانية.

وبعد الاجتماع قال مندوبو كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال، إنه اذا لم تتحسن الاحوال في سورية بحلول الجلسة المقبلة عندها يتعين على مجلس الامن ان يتخذ إجراءات إضافية.

وقال مساعد السفير البريطاني في الأمم المتحدة فيليب بارهام للصحافيين إن التقرير الذي قدمه تارانكو رسم صورة للوضع في سورية محبطة وتقشعر لها الأبدان.

تويتر