معارضون يعلنون تشكيل «مجلس وطني» ضد نظام الأسد

الجيش السوري يلاحق الهاربـين من القمع.. وإضراب عام الخميس

لاجئون سوريون في مخيم مؤقت على الحدود السورية - التركية رويترز

فرضت السلطات السورية، أمس، إجراءات أمنية مشددة في البلدات والقرى القريبة من الحدود مع تركيا، وسط دعوات من قبل المحتجين لتنظيم إضراب عام في جميع أنحاء البلاد الخميس المقبل، وفيما شكل معارضون سوريون «مجلسا وطنيا» لمواجهة نظام دمشق، بدأت تركيا تقديم مساعدة الى السوريين الذين نزحوا هرباً من القمع واحتشدوا على الحدود في الجانب السوري.

وتفصيلاً، قال نشطاء سوريون على الإنترنت إن قوات الأمن واصلت الاعتقالات في بلدات المنطقة الشمالية الغربية وأقامت عدداً من النقاط الأمنية.

واجتاحت قوات سورية بلدة بداما على الحدود التركية واعتقلت العشرات، وقال نشطاء على الإنترنت إن 20 شخصا أصيبوا في إطلاق النار الكثيف.

ودعا النشطاء إلى إضراب عام يوم الخميس المقبل في جميع أنحاء البلاد، كما دعوا إلى مقاطعة التجار والصناع الداعمين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال سكان من قرية بداما قرب الحدود التركية السورية إن قريتهم باتت شبه مقفرة، وان قوات الامن السورية اقامت حواحز على الطرق المؤدية اليها، علما بأنها تقع على بعد بضعة كليومترات من الحدود. وقال السوري رجا العبدو (23 عاما) لفرانس برس «لقد اغلقوا المخبز الوحيد في القرية. لم يعد في امكاننا العثور على خبز، شاهدت جنودا يطلقون النار على صاحب المخبز. لقد اصيب في صدره وساقه».

واوضح انه فر من قرية بداما مع 14 شخصا هم افراد عائلته، لكنه عاد اليها مستخدماً طرقاً جانبية فوجد القرية شبه مقفرة. واضاف «الجيش يسيطر على كل مداخل القرية، ويتحقق من الهويات لاعتقال المعارضين». وكان ناشط سوري افاد السبت ان الجنود الذين وصلوا على متن ست دبابات و15 ناقلة جند، دخلوا بداما ووسعوا بذلك نطاق عمليات التمشيط في محافظة ادلب في شمال غرب سورية.

من جهته، قال حميد (26 عاما) انه فر من بداما مع عائلته بعدما بدأ الجنود يطلقون النار عشوائياً في القرية. واضاف «كنت خارج منزلي، اطلقوا النار من بعيد. هربنا الى الجبال. شاهدت دراجتي النارية تحترق». وتابع «قاموا بصب الوقود واضرموا النار في الجبال لمنع الناس من الهرب». واورد صديقه سمير ان اهالي بداما بدأوا بمغادرة القرية قبل ايام عدة، حين دخلتها ميليشيات وعناصر في الاستخبارات السورية مطلقين النار في الهواء. وقال «بقي نحو 1000 شخص فقط عمدوا الى الفرار»، لافتا الى ان «من لايزالون هناك يعملون لحساب النظام». واعلنت مجموعة من المعارضين، أمس، تحدث باسمهم امام الصحافيين جميل صعيب، وقال المعارضون في بيان اصدروه «باسم شباب الثورة السورية الاحرار ونظراً للمجازر التي ارتكبها النظام بحق شعبنا الاعزل والاساليب القمعية في مواجهة التظاهرات السلمية، وعلى خلفية الصمت العربي والدولي المريب، نعلن تشكيل مجلس وطني لقيادة الثورة السورية بجميع الاطياف والشخصيات والقوى والاحزاب الوطنية في الداخل والخارج». واضافوا «يعتبر هذا البيان بمثابة باب مفتوح لكل الاحرار في الداخل والخارج».

وأوضح المتحدث جميل صعيب ان هذا المجلس الوطني يضم معارضين معروفين خصوصاً عبدالله طراد ومأمون الحمصي والشيخ خالد الخلف وهيثم المالح وسهير الاتاسي وعارف دليله، علما بأن المالح والاتاسي ودليله موجودون في سورية.

وعقد المعارضون السوريون مؤتمرهم الصحافي في موقع غير بعيد من الحدود التركية السورية، وتحديداً في قرية خربة الجوز شمال سورية.

وقال صعيب ان الهدف من هذا المجلس هو جمع القوى المعارضة لدعم الثورة واسماع صوتها لدى المنظمات الدولية.

وبدأت تركيا تقديم مساعدة الى السوريين الذين نزحوا هربا من القمع واحتشدوا على الحدود في الجانب السوري، كما اعلنت امس الوكالة الحكومية المكلفة الاوضاع الطارئة. وذكرت الوكالة في بيان نشر على موقعها الالكتروني أن توزيع المساعدة الانسانية بدأ لتلبية الحاجات الغذائية العاجلة للمواطنين السوريين الذين ينتظرون في الجانب السوري للحدود.

وهي المرة الاولى التي تقوم بها السلطات التركية بعملية مساعدة عبر الحدود، حيث يعاني مواطنون سوريون ظروفاً معيشية صعبة، ويقيمون في خيم اعدت على عجل.

وفي جنيف قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان مديرها جاكوب كيلنبيرجر، سيصل الى دمشق لاجراء محادثات مع المسؤولين السوريين حول توسيع نطاق جهود الاغاثة في البلاد. وتأتي المحادثات التي تستغرق يومين بعد مناشدة الصليب الاحمر الاسبوع الماضي السلطات السماح لها بالوصول بصورة أفضل الى المدنيين، ومنهم الجرحى أو الذين احتجزوا أثناء حملة قمعية للجيش استهدفت الاحتجاجات الشعبية.

تويتر