«بي2» و«الشبح» تشارك في الضربات.. و«الجامعة» تنتقد قصف التحالف للمدنيـين وتبحث عقد «وزاري» طارئ

الغرب يكثف وجوده في أجواء ليبيـا.. والقذافي يتوعّد بحرب طويلة

تصاعد النيران والدخان من موقع تابع لقوات القذافي قصفته قوات التحالف في الطريق بين بنغازي وأجدابيا. رويترز

عزز التحالف العسكري ضد نظام العقيد معمر القذافي وجوده بأجواء ليبيا وشواطئها، إذ انضمت مقاتلات بريطانية وحاملة طائرات فرنسية وطائرات «بي2» و«الشبح» الأميركية إلى الجهد الدولي، إذ أغارت على مواقع في طرابلس، في وقت انتقدت الجامعة العربية قصف الائتلاف أهدافا في ليبيا، وذلك بعدما استهدفت غارات بحرية وجوية لليوم الثاني مواقع بليبيا، بينها إقامات للقذافي الذي توعد بخوض حرب طويلة، ووعد بالانتصار على التحالف، الذي كال له سيلاً من الشتائم، معلنا منطقة المتوسط «ميدان حرب».

ساركوزي يخوض الحرب لاستعادة مكانته الدولية

لقي التحرك العسكري، الذي قام به الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي وقف وحده أمام كاميرات العالم، ليعلن العملية العسكرية في ليبيا، التي جرت بإيحاء من فرنسا، توافقا لدى الطبقة السياسية الفرنسية، التي انتقدت بشدة، مطلع العام، الهفوات السياسية التي ارتكبتها باريس خلال ثورتي مصر وتونس.

وهو الأمر الذي استغله ساركوزي، لاستعادة صورته على الساحة الدولية، قبل عام من الانتخابات الرئاسية.

وقال النائب الاشتراكي جاك لانغ، إن «سرعة وتصميم الحكومة الفرنسية التي تساندها الأسرة الدولية تثير ارتياحي»، ولم يتردد في الإشادة بما وصفه بأنه لحظة تاريخية. وحدها زعيمة اليمين المتطرف مارتين لوبن لم توافق على العملية العسكرية الدولية، وقالت متسائلة «هل يرغب الفرنسيون في دخول جنودنا في حرب ضد ليبيا، بينما نحن متورطون في افغانستان؟».

وقالت الصحف الفرنسية، والمراقبون، إن ساركوزي يبحث عن الحراك الذي سمح له بالتقدم في النصف الثاني من ،2008 عندما كان يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وكان حينذاك لعب دورا مهما في جهود تسوية الأزمة الروسية الجورجية، ونجح مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في وضع الحلول، لتجنب إفلاس النظام المصرفي العالمي.باريس ــ أ.ف.ب


أوباما يتعامل بحذر آخذاً العبرة من العراق

شارك الرئيس الأميركي باراك أوباما، بحذر شديد، في العملية العسكرية ضد ليبيا، رغم دفاعه عنها شكلا ومضمونا، لكنه حاول أن يبدو مختلفا عن سلفه جورج بوش، الذي انتقد قراره اجتياح العراق ربيع عام .2003

وقال أوباما أمام مجموعة صغيرة من الصحافيين في برازيليا، حيث بدأ زيارة «قررت السماح للقوات الأميركية بالبدء في تحرك عسكري محدود في ليبيا».

وخلافا للتبريرات التي قدمها بوش، حول امتلاك العراق أسلحة دمار شامل لم يتم العثور عليها، أكد أوباما ضرورة حماية المدنيين الليبيين.

وأكد للمرة الثانية، خلال يومين، أن لا اجتياح برياً لليبيا، في حين لاتزال الخسائر البرية ماثلة في أفغانستان والعراق. وقال في هذا الصدد «لن نقوم بنشر، أكررها، لن نقوم بنشر الجنود الأميركيين في ليبيا». كما أكد للأميركيين أنه أيد قرار الامم المتحدة، من أجل منع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي من مهاجمة شعبه.

وتابع «أريد ان يعلم الأميركيون أن استخدام القوة لم يكن الخيار الذي كنا نفضله، وأنا بالتأكيد لم أتخذ هذا القرار بخفة».برازيليا ــ أ.ف.ب

وتفصيلا قالت بريطانيا، أمس، إن مقاتلاتها انضمت إلى التحالف العسكري الدولي ضد القذافي، وأشار المتحدث باسم الجيش البريطاني الجنرال جون لوريمر إلى أن سلاح الجو الملكي أطلق صواريخ كروز، من عدد من مقاتلات تورنادو جي آر 4 السريعة. وسُمعت في طرابلس، فجر أمس، أصواتُ المدافع المضادة للطائرات، تبعتها انفجارات وأصوات مدافع رشاشة، حسب ما نقلته «رويترز». وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن قنابل سقطت قرب مقر القذافي في باب العزيزية، وطال القصف أيضا قاعدة المعيتيقة شرق طرابلس، في وقت تحدثت أنباء عن غارة على الكلية العسكرية قرب مصراتة (نحو 200 كلم شرق طرابلس). وقال التلفزيون الرسمي إن مئات الليبيين قصدوا مواقع قد تقصَف ليكونوا دروعا بشرية، ومنها مقر إقامة القذافي في باب العزيزية، حيث أطلقت المضادات الأرضية التابعة لقوات القذافي النار مخلفة سحبا حمراء في الجو، وحلقت طائرة حربية في أجواء منطقة إقامة القذافي. وقال مصدر في النظام الليبي إن الغارات الغربية على ليبيا أسفرت عن مقتل 64 شخصا على الأقل، بينهم 26 في طرابلس. وقالت القوات المسلحة الليبية إن معظم القتلى هم أطفال أو نساء أو أشخاص مسنون، فيما أكدت مصادر طبية وصحافيو «فرانس برس»، أن اكثر من 90 شخصا قتلوا في المعارك التي دارت، إثر مهاجمة القوات الموالية للنظام الليبي قوات المعارضة في بنغازي معقل الثوار.

وأغارت 18 طائرة حربية أميركية على الأقل، بينها ثلاث طائرات شبح بي،2 على أهداف في ليبيا فجر أمس. وقال المتحدث باسم القيادة الأميركية في إفريقيا ومقرها شتوتغارت في المانيا كينيث فيدلر، لوكالة «فرانس برس»، إان الغارات نفذتها ثلاث طائرات بي،2 تابعة لسلاح الجو الأميركي، إضافة إلى طائرات اف-،15 واف-،16 وطائرة ايه في8-بي تابعة للمارينز. وأفادت محطة «سي بي إس نيوز» الأميركية بأن ثلاث مقاتلات بي-2 شبح أميركية ألقت 40 قنبلة على مطار ليبي رئيس. وقالت المحطة إن هدف العملية كان تدمير قسم كبير من سلاح الطيران الليبي. وأضاف المصدر ان الطائرات الحربية الأميركية قامت في الوقت نفسه بملاحقة قوات برية بهدف تدميرها. وأضافت أن جميع الطائرات عادت إلى قاعدتها سالمة.

وقال مدير هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال بيل غورتني إن الضربات الصاروخية تركزت في الغرب، واستهدفت دفاعاتِ أرض- جو، ومورِس خلالها تشويش على هذه الأنظمة التي تعتبر «قديمة، لكنها متكاملة وناجعة». وقال إنه في هذه المرحلة لم تشارك قوات أميركية على الأرض، ولم تسهم الطائرات في الجهد العسكري، لكن الضربات الصاروخية تهيئ الوضع، ليشارك سلاح الجو في تطبيق حظر الطيران. ورفض غورتني مناقشة الخطط المستقبلية، واكتفى بالقول إن بلاده لن تستخدم قوة تتجاوز حماية المدنيين في هذه العمليات. وأعلن مصدر عسكري فرنسي ان حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول، أبحرت من مرفأ تولون، جنوب فرنسا، إلى ليبيا، للمشاركة في العمليات الجوية. وكانت المقاتلات الفرنسية قد شنت الضربات الأولى في إطار عملية سميت «فجر الأوديسا»، تستهدف وقف الحملة التي يشنها القذافي على مواطنيه المدنيين. وبعد قليل من ذلك أطلقت بوارج وغواصات أميركية وبريطانية 110 من صواريخ توماهوك، استهدفت دفاعات جوية حول طرابلس ومصراتة وشلتها بشكل كبير. وأفاد مراسلون لوكالة «فرانس برس»، والثوار، بأن عشرات الآليات التابعة لنظام القذافي، منها دبابات دمرت أمس في غارات جوية على غرب بنغازي. من جهته، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، إن بلاده ستشارك في العمل العسكري الدولي، بصورة لم يحددها. وفي وقت لاحق أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن قطر قررت نشر أربع طائرات حربية في الأجواء الليبية.

وتوعد العقيد القذافي بخوض حرب طويلة، ووعد بالانتصار على التحالف، الذي كال له سيلا من الشتائم، ووصفه بأنه مجموعة من «الوحوش والبرابرة والمجرمين». وقال القذافي في ثاني خطاب، في أقل من 24 ساعة، عبر كلمة مسجلة بثها التلفزيون الليبي، مخاطبا التحالف «سنقاتل فوق أرضنا شبرا شبرا، ونحررها شبرا شبرا، لن تستطيعوا قهرنا»، وتوعد بالقضاء على الذين يتعاونون مع قوات التحالف، مشيرا إلى أن «هذا وقت الشعوب، وليس وقت الجيوش»، وشدد على أنه سيقاتل في جبهة عريضة من 2000 كلم. وتابع «لن نتراجع أبدا وسنبقى نحن أحياء وأنتم ستموتون».

وبحسب القذافي، فإن «كل المخازن فتحت للشعب الليبي وإن السلاح، من رشاشات وقنابل وغيرها، يوزع الآن على كل المواطنين لتحويل ليبيا إلى جحيم». وتابع «حتى لو انتهى الرجال ستخرج النساء لمواجهة الحلف المسيحي». وأضاف «لن نفرط في ثورة الفاتح، ولن نترك أميركا وبريطانيا وفرنسا تتمتع بنفطنا»، مؤكداً أن التحالف «سيسقط كما سقط هتلر ونابليون وموسوليني». وأضاف «أعطيتموني فرصة تاريخية لمواجهتكم (..)، ارجعوا الى صوابكم وفكروا، مهزومون لا محالة، ستقاتلكم النساء أيها الجبناء». وأكد القذافي متوجها إلى الغربيين «أنتم نفسكم قصير ونحن نفسنا طويل، سنقاتلكم ولن نمكنكم من ارضنا، نحن مظلومون وبرهنتم انكم ارهابيون برابرة وحوش». وقال متسائلا «نحن لم نخرج من أرضنا لنغزوكم، فما مبرر هذا العدوان؟»، متهما قوات التحالف بأنها «تريد محو الاسلام». وكان القذافي قال في خطاب له، الليلة قبل الماضية، إنه سيسلح المدنيين للدفاع عن ليبيا، إزاء «العدوان الاستعماري الصليبي».

وهدد القذافي بأن منطقة البحر المتوسط وشمال إفريقيا أصبحت الآن ساحة معركة، وقال إن مصالح الدول في المنطقة ستكون في خطر من الآن فصاعدا.

من جهته، أكد سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي، في مقابلة بثتها شبكة «ايه بي سي» الأميركية، إن ليبيا لن تهاجم طائرات مدنية في المتوسط، ردا على العملية العسكرية الغربية ضدها.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الليبية، في بيان، أنها تعتبر قرار مجلس الأمن ،1973 الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار، وإقامة منطقة حظر جوي فوق أراضيها «انتهى مفعوله»، ودعت مجلس الأمن إلى عقد اجتماع طارئ. وقالت إن الهجمات على ليبيا أمر يهدد الأمن والسلم الدوليين.

وفي القاهرة، انتقد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، قصف التحالف للمدنيين في ليبيا، مؤكدا أن «ما حدث يختلف عن الهدف من الحظر الجوي، الذي كنا نريد منه حماية المدنيين، وليس قصف مدنيين إضافيين». وأوضح أنه تجري حاليا مشاورات لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة خصوصا في ليبيا. وأضاف موسى في تصريحات للصحافيين، أن وقاية المدنيين قد لا تحتاج إلى عمليات عسكرية. وقال انه طلب تقارير رسمية، حول ما حدث في ليبيا من قصف جوي وبحري، أدى إلى سقوط وإصابة العديد من المدنيين الليبيين. ولم يوضح موسى الجهة التي طلب منها هذه البيانات. من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الصينية، أمس، عن أسفها للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، مؤكدة معارضتها استخدام القوة في العلاقات الدولية.

ودعت لجنة الاتحاد الإفريقي، حول ليبيا أمس، في نواكشوط إلى الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية.

من جهته، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في جدة، أمس، إلى وقف إطلاق النار على الفور في ليبيا، من دون أن يحدد إذا ما كان يعني في ذلك الحملة العسكرية الدولية.

وأعربت إيران عن دعمها المطالب المشروعة لليبيين، في مواجهة نظام معمر القذافي، لكنها شككت في النيات الحقيقية للغربيين، الذين شنوا هجمات على ليبيا.


«توماهوك» استخدم للمرة الأولى في «عاصفة الصحراء»

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/370817.jpg

صواريخ توماهوك فعّالة ضد البنى التحتية. إي.بي.إيه

صواريخ توماهوك العابرة للقارات التي أطلق الأميركيون والبريطانيون 110 منها، أول من أمس، على أهداف في ليبيا، سلاح وضع في الخدمة قبل نحو 30 عاما، واستخدمت لضرب أهداف محددة بعيدة. وتوماهوك من طراز «بي جي إم-109»، الذي يتم اطلاقه من غواصات وسفن كبيرة يسير نحو هدفه بسرعة 880 كلم في الساعة، ويمكن أن يبلغ مداه 2500 كلم حسب الأنواع، بدقة محددة ببضعة أمتار.

وبفضل نظام توجيهه بالرادار، يمكن أن يحلق على علو يراوح بين 15 و100 متر عن الأرض، ويتكيف مع تضاريسها ليبقى خفيا قدر الامكان.

وصواريخ توماهوك فعالة أيضا ضد بنى تحتية مهمة، مثل أبنية وثكنات ومطارات وأهداف محصنة أخرى.

والصاروخ الذي يزن 1.5 طن مزود بشحنة ناسفة تبلغ 450 كلغ. ويمكن تزويده برأس نووي، لكن الولايات المتحدة أعلنت، ربيع العام الماضي، أنها تنوي ان تسحب صواريخ توماهوك النووية من الخدمة، خلال عام أو عامين، ويراوح سعر الصاروخ الواحد بين 600 ألف و1.2 مليون دولار.

والصاروخ الذي وضع في الخدمة في ،1983 استخدم للمرة الأولى في 17 يناير ،1991 في عملية عاصفة الصحراء على العراق، وأصابت كل الصواريخ تقريبا (282 من أصل 297) أهدافها.واشنطن ــ أ.ف.ب


 نهاية غير مؤكدة للعملية العسكرية الغربية

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/370823.jpg

قال مسؤول فرنسي إن العملية العسكرية، التي بدأها الغرب في ليبيا، هدفها المعلن إسقاط نظام العقيد معمر القذافي، لكنها مهمة نهايتها مشكوك فيها. وأضاف المسؤول، طالبا عدم كشف هويته، «قد يستغرق الأمر وقتا طويلا نسبيا، لكن لا يمكننا ان نستبعد ايضا مخرجا سريعا». وفي الواقع كل شىء مرتبط بالزعيم الليبي، الذي لا يمكن التكهن بتصرفاته، التي يعتبرها الغرب غير عقلانية.

وقال مصدر في الخارجية الفرنسية، إن الزعيم الليبي اختار الهروب الى الأمام. وصرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، بأن الاسرة الدولية تريد منه ان يطبق بالحرف قرارات مجلس الامن الدولي، التي تنص على وقف أعمال العنف. وأضاف «للاسف، إذا أردتم انطباعي الشخصي، الامل ضئيل». ولا شك في أن هدف الغربيين هو ضمان رحيل القذافي من السلطة، بعد حكم دام نحو 40 سنة. واعترف جوبيه «سنساعد الشعب الليبي على تحرير نفسه».

وأوضح المسؤول الفرنسي أن حلف شمال الأطلسي استبعد من المشاركة في المرحلة الاولى من العمليات، لكنه سيتدخل في وقت لاحق، إذا احتاج الامر. والغريب انه لم يتم تحديد قيادة للعمليات حتى الآن. وقال المصدر نفسه ان قيادة عامة أميركية في ألمانيا تؤمن تنسيقا بين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. باريس ــ أ.ف.ب

تويتر