السودان يرفض الخطة «الأممية» لإقامة منطقة حدودية عازلة

 

انتقد الجيش السوداني الأمم المتحدة بشأن خطط لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود بين الشمال والجنوب، قبيل استفتاء يناير المقبل، قائلاً إن ذلك التحرك علامة على الجهل أو التحرش، وذلك بعد ان قال مسؤولو الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تعيد نشر قوات حفظ السلام في بؤر التوتر على طول الحدود،

بسبب مخاوف من اندلاع الصراع قبيل الاستفتاء، بشأن اعلان الجنوب الانفصال أو ان يظل تابعاً للسودان.

وقال المتحدث باسم الجيش السوداني المقدم الصوارمي خالد سعد، لوكالة السودان للأنباء في وقت متأخر من مساء أول من أمس، «حديث مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة آلان لوروا حول نشر قوات أممية عازلة على الحدود بين الشمال والجنوب لا يعبر إلا عن جهل بمجريات الأحداث الحقيقية في السودان أو تحرش يستهدف استقراره وسلامته».

وأبلغ الصوارمي وكالة السودان للأنباء أنه لا يوجد تهديد لأمن الجنوبيين، وأن القوات المسلحة السودانية يمكنها التصدي لأي حوادث امنية. وأضاف ان قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في البلاد لديها بالفعل مهمة يتعين النهوض بها، ألا وهي مراقبة تطبيق اتفاق السلام.

وللأمم المتحدة بالفعل 10 آلاف فرد من قوات حفظ السلام في السودان، بخلاف أفراد بعثتها المشتركة مع الاتحاد الإفريقي في دارفور يتمركز أغلبهم في الجنوب ومناطق القتال السابقة في الحرب الأهلية.

وأبلغ مسؤول بالأمم المتحدة «رويترز» ان البعثة نشرت بالفعل عددا أكبر من قوات حفظ السلام في أبيي، وهي منطقة تنتج النفط في وسط السودان، ويطالب كل من الشمال والجنوب بأحقيته فيها.

وقال أعضاء من وفد مجلس الأمن الذي زار السودان الأسبوع الماضي، إن رئيس حكومة جنوب السودان شبه المستقل سلفاكير ميارديت أبلغ مبعوثي المجلس

التابع للأمم المتحدة انه يخشى أن يحرك الشمال قوات باتجاه الجنوب، وان يتأهب لحرب.

وأكدت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أن كير طلب اقامة منطقة عازلة بعمق 16 كيلومتراً، تديرها الأمم المتحدة على طول الحدود سيئة الترسيم. وقال الرئيس الأميركي باراك اوباما الأسبوع الماضي، ان السودان من بين أولوياته الرئيسة، مضيفا أنه يريد ان يمنع حرباً، وان يتفادى خطر ان يفتح صراع مرتعاً جديداً للنشاط الإرهابي في المنطقة.

من جهته، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس في مراكش جنوب المغرب، أن خيار الشعب سيحترم في الاستفتاء المقرر في يناير في جنوب السودان. وقال بان كي مون لمجموعة من الصحافيين على هامش مؤتمر السياسة العالمية الذي ينظمه المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية في باريس، والمخصص لموضوع الحوكمة العالمية، «في ما يتعلق بي، فإن خيار الشعب سيحترم». وأضاف ان «الوضع يبقى بالغ الهشاشة» في المنطقة، لكنه أكد ان الأمم المتحدة ستستمر في دعم تنفيذ الاتفاقات المعقودة بين الأطراف المعنيين للتوصل الى استفتاء يتسم بالصدقية.

وفي كلمة أمام المشاركين في اجتماع مراكش، اعتبر الأمين العام ان الاستفتاءين حول تقرير المصير في جنوب السودان ووضع ابيي اللذين سيجريان بعد اقل من ثلاثة اشهر، يحملان رهانات كبيرة. وقال ان الرهانات مهمة بالنسبة الى السودان وافريقيا والمجموعة الدولية. وخلص الى القول «يجب ان نساعد السودانيين على إيجاد وسيلة سلمية للتفاوض حول واحدة من اهم محطات تاريخهم».

ولا يتبقى امام سكان جنوب السودان المنتج للنفط الآن سوى اقل من ثلاثة اشهر على بداية التصويت المقرر الذي نص عليه اتفاق السلام الذي أبرم عام ،2005 وانهى حرباً أهلية استمرت عقودا من الزمن بين الشمال والجنوب، وخلفت ما يقدر بمليوني قتيل وأربعة ملايين مشرد.

ويعتقد على نطاق واسع ان يصوّت الجنوبيون، الذين يتبع أغلبهم معتقدات محلية والمسيحية، لمصلحة الانفصال، في حين يريد الشمال، الذي يغلب المسلمون على سكانه، الإبقاء على وحدة اكبر دولة في إفريقيا من حيث المساحة.

 

تويتر