القبيلة هدّدت بالقتال والحرب في حال منعها من التصويت

السودان: «المسيرية» تطالب بمشاركة أبيي في استفتاء الجنوب

رسامان أمام لوحة دعائية تحث على التسجيل لاستفتاء الجنوب في جوبا. أ.ف.ب

حذرت قبيلة المسيرية السودانية من أنها ستقاتل من يمنع أعضاءها من التصويت في استفتاء بشأن ما إذا كانت منطقة أبيي الوسطى الغنية بالنفط ستنضم الى الجنوب في انفصال مرجح.

ويعتزم سكان أبيي التصويت في استفتاء شعبي في التاسع من يناير يجرى بالتزامن مع استفتاء بشأن انفصال الجنوب الذي يعتقد محللون انه سيسفر عن انفصال. ويقول الشمال إن قبيلة المسيرية وهي من البدو العرب التي تمضي شهوراً كل عام في رعي الماشية في أبيي يجب أن تصوت في الاستفتاء الشعبي إلا أن الجنوب يرفض. وأوقف الطريق المسدود الإعداد للاستفتاء ولم يتفق الجانبان بعد بخصوص لجنة تنظم التصويت المقرر خلال نحو ثلاثة شهور.

وقال شيخ قبيلة المسيرية مختار بابو نمر لـ«رويترز» أول من أمس، إنه اذا لم يتم قبول أصوات أفراد القبيلة في الاستفتاء فلن يكون هناك استفتاء، محذراً من أن القبيلة ستستخدم القوة للحصول على حقوقها وستستخدم السلاح ضد أي من يحاول منعها من التصويت في الاستفتاء. وهدد بابو نمر بأنه اذا لم يجر الوفاء بمطالبهم فإنهم سيشعلون كل شيء، مضيفاً أنه اذا أدى ذلك الى حرب فليكن.

وذكر شهود عيان أن نحو 2000 من أفراد القبيلة تظاهروا في بلدة المجلد وسلموا قائمة بمطالبهم لمكتب الامم المتحدة هناك تتضمن مراجعة حدود أبيي وحقهم في التصويت في الاستفتاء الشعبي.

وكانت محكمة التحكيم الدائمة ومقرها لاهاي أصدرت حكماً بخصوص حدود أبيي بعد فشل الشمال والجنوب في الاتفاق، إلا أن الحدود لم يجر ترسيمها على الارض بسبب تهديدات من قبيلة المسيرية التي ترفض الترسيم. ويعتقد محللون أن النزاعات التي لم يجر حلها بين القبائل المحلية مثل المسيرية قد تشتعل وتعيد الشمال والجنوب الى الحرب الأهلية المدمرة التي أسفرت عن سقوط مليوني قتيل وأدت الى زعزعة استقرار شرق إفريقيا. وتخشى قبيلة المسيرية اذا انفصل جنوب السودان وأصبحت الحدود بين الشمال والجنوب حدوداً دولية أن تخسر حقوق الرعي. والقبيلة مسلحة بشكل جيد وبعض أفراد القبيلة جندتهم الحكومة في الشمال لقتال الجنوب أثناء الصراع بين الشمال والجنوب. وتقع أبيي في حوض المجلد الذي ينتج معظم إنتاج السودان من خام مزيج النيل ولكن زعزعة الاستقرار في المنطقة عطلت المزيد من عمليات التنقيب.

ووفقاً للمتحدث باسم الخارجية الأميركية بي جيه كراولي، فإن مفاوضين من شمال السودان وجنوبه اجتمعا قبل أيام في نيويورك في محادثات جرت بوساطة الولايات المتحدة وحققا بعض التقدم بشأن الاستفتاء في أبيي. وقال كراولي في إفادة صحافية «نعتقد أنها كانت اجتماعات مفيدة، لقد وضعت أساساً لحل مشكلة أبيي»، وأضاف أنه من المقرر أن يلتقي الجانبان مرة أخرى الشهر الجاري في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وتوقع أن يأتي الجانبان إلى الاجتماع «وهما جاهزان للتوصل إلى اتفاق بشأن أبيي». وجاءت محادثات نيويورك التي توسط فيها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان سكوت غريشن، ومسؤول كبير آخر بوزارة الخارجية بعد انعقاد قمة مصغرة بشأن السودان في الأمم المتحدة حضرها الرئيس الأميركي باراك أوباما وعدد آخر من زعماء العالم.

وأنهى السودان أطول حرب أهلية في افريقيا باتفاق سلام جرى التوصل اليه عام 2005 إلا أن شمال السودان وجنوبه عجزا عن الاتفاق بشأن مستقبل أبيي، الامر الذي يخشى كثيرون أن يصبح «كشمير» السودانية، وهي مشكلة قد تشعل صراعاً اذا تركت من دون حل.

تويتر