عباس يحدد أسس الذهاب إلى واشنطن بوقف هدم المنازل والاستيطان

تشكيك فلسطيني - إسرائيلي في جدوى المـفاوضات المباشرة

عباس خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. غيتي

شكّك مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون امس، غداة اعلان استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين، في جدوى هذه المحادثات، وشددا خصوصاً على الخلاف بشأن تجميد الاستيطان، الذي اعتبره الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقدمة الأسس الفلسطينية، إلى الذهاب الى مفاوضات واشنطن، بالإضافة الى وقف هدم المنازل في القدس.

وفي التفاصيل، قال النائب عن حزب ميريتس اليساري العلماني المعارض حاييم اورون «من دون تجميد كامل للاستيطان (الإسرائيلي) واستعداد حقيقي للانسحاب الى الحدود الدولية، واذا لم تكف اسرائيل عن عرض دولة ممسوخة على الفلسطينيين فسيكون ذلك مضيعة للوقت للجميع». وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان المفاوضين الاسرائيليين سيصرون على ان تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح ولديها شرطة مسلحة تسليحاً خفيفاً على ان تبقى اسرائيل منتشرة على الحدود بين الضفة الغربية والأردن. كما يطالب الإسرائيليون الفلسطينيين بأن يتعهدوا بعدم ابرام اتفاقات دفاعية مع بلدان معادية لإسرائيل، وفق الإذاعة.

من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، امس، انه «لن تكون مفاوضات مع الاستيطان». وقال عريقات ان الرئيس الفلسطيني بعث برسائل الى اطراف اللجنة الرباعية الدولية يحدد فيها الأسس الفلسطينية للذهاب الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، بعد دعوة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الى استئنافها في الثاني من سبتمبر. وقال عقب اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ان عباس بعث برسائل مهمة الى اطراف الرباعية الدولية يحدد فيها الأسس الفلسطينية للذهاب الى المفاوضات المباشرة. واوضح ان هذه الأسس اولها وقف الاستيطان بشكل كامل بما في ذلك في القدس، ووقف هدم المنازل في القدس. ومن هذه الأسس ايضاً بحسب عريقات «الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 بما فيها القدس الشرقية، واقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على هذه الحدود كمرجعية للمفاوضات.

واشار الى ان الحل يجب ان يستند الى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بهدف انجاز حل وسلام شامل في المنطقة. وهدد عريقات انه «اذا ما استأنفت اسرائيل الاستيطان بعد تاريخ 26 سبتمبر (تاريخ انتهاء صلاحية القرار الاسرائيلي بتجميد الاستيطان)، فإن الجانب الفلسطيني سيوقف المفاوضات».

وقال ان على اسرائيل ان تختار بين السلام والاستيطان، موضحاً ان عباس ابلغ الأميركيين وكل الأطراف العربية والدولية بهذا الموقف «لأنه لن تكون مفاوضات مع الاستيطان».

بدوره، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، ان القرار الفلسطيني واضح، نحن ذاهبون الى المفاوضات على اساس بيان الرباعية وخصوصاً الفقرات التي تنص على انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.

واعلن امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه، انه «على اساس بيان اللجنة الرباعية الدولية الذي صدر، فإن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تعلن موافقتها على استئناف المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع النهائي»، وتابع بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير «اننا من منطلق تأكيد اللجنة الرباعية في بيانها الأخير على التزامها الكامل ببياناتها السابقة، وكذلك تأكيد اللجنة الرباعية على وقف إسرائيل الشامل لجميع الأنشطة الاستيطانية، وذلك بالإضافة لتأكيد اللجنة الرباعية على عدم اعتراف المجتمع الدولي بضم إسرائيل للقدس الشرقية، نعرب عن قبولنا بالدعوة لإطلاق مفاوضات مباشرة بشأن كل قضايا الوضع الدائم فورا، وبما يكفل انجازها في غضون عام واحد». واضافت اللجنة التنفيذية في بيانها ان إسرائيل «اذا امتنعت عن الوقف التام لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بأكملها، فإنها تهدد بالتالي استمرار المفاوضات المباشرة».

فياض: مساعدات الإمارات فاقت «مؤتمر باريس»

اكد رئيس الوزراء الفلسطيني وزير المالية سلام فياض، ان مساعدات دولة الإمارات لفلسطين فاقت الالتزامات التي أعلنت عنها في مؤتمر باريس. وكان فياض يعقب في بيان له، امس، على تقرير اخباري نقلته وكالة «رويترز» بشأن المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة للسلطة الوطنية الفلسطينية. وقال فياض انه «خلافاً للانطباع الخاطئ تماماً الذي يحمله التقرير المذكور، فإن ما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة للسلطة الوطنية الفلسطينية لدعم موازنة السلطة منذ مؤتمر باريس للمانحين، الذي عقد في يناير عام ،2007 البالغة قيمته نحو 310 ملايين دولار، قد فاق الالتزام السخي الذي أعلنت عنه دولة الإمارات في المؤتمر المذكور، البالغة قيمته 300 مليون دولار، وأكد فياض أن هذا الدعم السخي والمتميز من قبل أشقائنا في دولة الإمارات، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ليس مستغرباً على الإطلاق، خصوصاً في ضوء ما هو معروف تماماً عن دولة الإمارات من دعم غير محدود. القدس المحتلة ــ وام

من جهتها اعلنت حركة حماس رفضها الدعوة الأميركية لاستئناف المفاوضات المباشرة، وقال المتحدث باسم الحركة سامي ابوزهري لـ«فرانس برس» «نحن في (حماس) نرفض الدعوة الاميركية لاسئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية»، واعتبر ان هذه الدعوة «وما يمكن ان يترتب عليها من نتائج لا تلزم شعبنا الفلسطيني بشيء»، واضاف «ان هذه الدعوة محاولة خداع جديدة للشعب الفلسطيني خصوصاً بعد تجربة انابوليس (اواخر 2007) التي وعدنا خلالها بدولة فلسطينية خلال عام، ولكن مضت اعوام والآن نعود الى نقطة الصفر، وهذا ما يجعلنا نؤكد على رفض العودة للمفاوضات»، واضاف «كما ان الدعوة الأميركية تجاهلت حتى شرط وقف الاستيطان، وهذا ما يجعل المفاوضات في ظل هذا الوضع شرعنة للاستيطان وقبول باستمراريته».

وفي نيويورك حثت الأمم المتحدة اسرائيل على رفع قيودها العسكرية التي تفرضها على الحركة المدنية البحرية والبرية في قطاع غزة. على صلة اصابت زوارق بحرية إسرائيلية، امس، صياداً فلسطينياً بجراح اثر إطلاق مكثف للنيران في البحر شمال قطاع غزة. وقالت مصادر فلسطينية إن الصياد أصيب خلال عمله في البحر في منطقة السودانية غرب غزة، اثر استهدافه بنيران زوارق إسرائيلية كانت تجوب المنطقة.

 

تويتر