‏‏

‏محمد سيد طنطاوي..رجل مثير للجدل‏

‏توفي شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي امس، خلال اشتراكه في حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية في المملكة العربية السعودية، ويعد هذا الرجل الذي ترأس اكبر مؤسسة دينية سنية في العالم الإسلامي، شخصية مثيرة للجدل لمواقفه العديدة التي ينتقدها البعض ويثني عليها البعض الآخر. وخلاف ذلك فإن الشيخ طنطاوي يعد من أغزر علماء الأزهر علماً، وله العديد من الكتب، يُدرّس بعضها في المعاهد الأزهرية الآن، ويعرف ايضا بطبعه الهادئ.

ومن مواقفه المثيرة للجدل انه اقال في فبراير 2003 رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشيخ علي ابوالحسن، من منصبه، بسبب تصريحاته التي يؤكد فيها وجوب قتال القوات الأميركية اذا دخلت العراق، وأن دماء الجنود الأميركيين والبريطانيين تعد في هذه الحالة حلالاً، كما أن قتلى المسلمين يعدون شهداء». كما أوقف في نهاية اغسطس من العام نفسه رئيس لجنة الفتوى عن الإفتاء وأحاله إلى التحقيق لأنه أفتى بعدم شرعية مجلس الحكم الانتقالي العراقي، وحرم التعامل معه، واكد شيخ الأزهر ان الفتوى التي صدرت لا تعبر عن الأزهر الذي لا يتدخل في السياسة وسياسات الدول.

وفي 30 ديسمبر عام ،2003 وخلال استقباله في الأزهر وزير الداخلية الفرنسي انذاك، نيكولاي ساركوزي، صرح بأنه من حق المسؤولين الفرنسيين إصدار قانون يحظر ارتداء الحجاب في مدارسهم ومؤسساتهم الحكومية باعتباره شأناً فرنسياً داخلياً. ولقي هذا التصريح انتقاداً شديداً من قبل بعض الجماعات الإسلامية وعلماء الدين ومن المجلس الأوروبي للإفتاء ومن جماعة الإخوان المسلمين، في الوقت الذي ايده الرئيس المصري حسني مبارك بصورة غير مباشرة، معتبراً أن اختلاف بعض علماء الدين الآخرين معه رحمة، مضيفاً أن القرار «شأن فرنسي لا يمكن التدخل فيه» وأنه «ينطبق على المسلمين وغير المسلمين».

وأثار طنطاوي الجدل مرة أخرى العام الماضي، وهذه المرة حول النقاب الذي منع ارتداءه داخل الفصول الدراسية في معاهد الفتيات، وهو الجدل الذي بدأ بعدما أمر تلميذة في المرحلة الإعدادية خلال جولة تفقدية قام بها في أحد المعاهد الأزهرية بخلع النقاب، وقال لها إن النقاب مجرد عادة ولا علاقة له بالدين الإسلامي من قريب أو بعيد.

وفي الثامن من أكتوبر 2007 اصدر طنطاوي فتوى تدعو الى «جلد صحافيين» نشروا أخباراً تقول ان الرئيس مبارك مريض، وقد اثارت هذه الفتوى غضباً شديداً لدى الصحافيين والرأي العام، وطالب النائب مصطفى بكري بعزله (اي طنطاوي) وتساءل الكاتب الإسلامي فهمي هويدي عن أسباب صمت شيخ الأزهر إزاء عدد من القضايا المهمة في البلاد مثل «إدانة التعذيب وتزوير الانتخابات واحتكار السلطة والأغذية الفاسدة والمبيدات المسرطنة»، مشيراً كذلك إلى حالة انعدام ثقة المصريين في شهادة شيخ الأزهر.

وتعرض طنطاوي لانتقادات حادة بسبب مصافحته الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، في مؤتمر حوار الأديان عام ،2008 حيث ان تلك المصافحة كما تقول بعض المصادر اتت في وقت كانت فيه اسرائيل تفرض حصاراً على غزة. وبرر طنطاوي تلك المصافحة بأنه كان لا يعرف شكل بيريز، فيما قالت صحف إسرائيلية إن طنطاوي هو من بادر بمصافحة بيريز.

وفي الخامس من يوليو 2009 ظهرت مطالب برلمانية جديدة تدعو لعزله على خلفية جلوسه مرة أخرى مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز على منصة واحدة في «مؤتمر حوار الأديان» الذي عقد في الأول والثاني من يوليو 2009 في كازاخستان.

 

تويتر