الجيش اليمني مسنوداً بـ «التحالف» يتقدم في جبهات صعدة وصنعاء ومأرب والبيضاء

بدعم كبير من القوات الإماراتية.. بدء «عملية الفيصل» لتطهير وادي المسيني بحضرموت مــــــن «القاعدة»

قوات من الشرعية بالقرب من معسكر خالد جنوب تعز. إي.ي.إيه

بدعم كبير من القوات الإماراتية، بدأت قوات التحالف العربي، أمس «عملية الفيصل» لتطهير وادي المسيني بحضرموت من جيوب وأوكار تنظيم «القاعدة» الإرهابي، في حين واصلت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف تقدمها في جبهات عدة على حساب ميليشيات الحوثي الإيرانية، وتمكنت من التقدم في جبهات صعدة وصنعاء ومأرب والبيضاء، وواصلت عملياتها في جبهات تعز والساحل الغربي.

وتفصيلاً، بدأت «عملية الفيصل» بقيادة قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودعم كبير من القوات الإماراتية لتطهير جيوب وأوكار عناصر تنظيم «القاعدة» في وادي المسيني، من خلال ثلاثة محاور أساسية وبإسناد جوي مكثف.

وكانت قوات التحالف قد نجحت في دخول وادي المسيني والسيطرة على مداخله المؤدية للساحل، الذي يعتبر أهم معاقل تنظيم «القاعدة» الإرهابي في حضرموت.

يذكر أن دولة الإمارات قد قامت بعمليات رئيسة في حضرموت ضد تنظيم «القاعدة» والتنظيمات الإرهابية الأخرى خلال أبريل 2016، وكان من أبرز نتائجها الحد من الأعمال الإرهابية في محافظات يمنية عدة.

وأسهمت هذه العملية في استعادة المرافق الحيوية في محافظة حضرموت، أبرزها إعادة ميناء المكلا لخدمة أبناء اليمن وتحويل عائداته بما يخدم التنمية والاستقرار.

وقد أرسلت الإمارات بعد تحرير الميناء وعودته إلى الحكومة اليمنية مساعدات إنسانية عاجلة إلى السكان المحليين في المكلا، فيما خصصت 20 مليون دولار لإعادة بناء ميناء المكلا ومشروعات تنموية أخرى.

ولم يتوقف دور دولة الإمارات على العمليات العسكرية، بل شمل قوافل مساعدات إغاثية وطبية لمدينة المكلا ضمن الجسر الإغاثي الذي أعلنت عنه الدولة، للتخفيف من معاناة أهالي حضرموت بعد تحريرها من تنظيم «القاعدة» الإرهابي.

• قوات التحالف نجحت في دخول وادي المسيني والسيطرة على مداخله المؤدية للساحل الذي يعتبر أهم معاقل «القاعدة».

• مقاتلات التحالف شنت غارات على مواقع وتجمعات وآليات للميليشيات في مناطق عدة بصعدة.

وعلى الرغم من أن القوات المسلحة لدولة الإمارات تسهم بأدوار رئيسة في العمليات التي تدور في مختلف جبهات القتال، إلا أن مكافحة الاٍرهاب تبقى محوراً أساسياً لإعادة الاستقرار في اليمن.

من جهة أخرى، واصلت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي تقدمها نحو مدينة صعدة مركز المحافظة من ثلاثة محاور رئيسة الأول من جبهتي البقع في كتاف صعدة واليتمة بالجوف، والثاني من جهة باقم والثالث من جهة رازح شمال غرب المحافظة، فيما تساند مقاتلات التحالف بقوة العمليات الميدانية للشرعية اليمنية في معقل ميليشيات الحوثي الرئيس، إلى جانب مساندتها في جبهات متفرقة.

ووفقاً لمصادر عسكرية في المنطقة العسكرية السادسة التي تقع صعدة في إطارها، فإن اللواء 103 مشاة ولواء الوحدة، إلى جانب من وحدات قوات النخبة وألوية حرس الحدود، تتقدم نحو معاقل الميليشيات في صعدة وفقاً للخطط العسكرية المرسومة من قبل قيادة الجيش والتحالف، وهي تحقق تقدماً ملموساً بشكل يومي على مختلف المحاور والجبهات، مشيرة إلى أن هناك قوات ضخمة يتم إعدادها من قبل التحالف العربي للقيام بعملية عسكرية واسعة بصعدة والجوف وحجة لتأمين جميع المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، التي تستغلها ميليشيات الحوثي لقصف الأراضي السعودية ومواقع الجيش اليمني في المناطق المحررة في تلك المحافظات.

وأكدت المصادر أن قوات الجيش تمكنت من تحرير جبل محجوبة بالكامل وتتقدم نحو مركز مديرية كتاف من محاور متعددة، وسط حالة من الانهيار والتراجع في صفوف ميليشيات الحوثي التي تكبدت خسائر كبيرة في المواجهات الأخيرة مع الجيش وغارات التحالف.

وشنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع وتجمعات وآليات للميليشيات في مناطق عدة بصعدة، منها تعزيزات لهم على الطريق العام في منطقة آل علي بمديرية رازح الحدودية واستهدفت آليات لهم في منطقة الأزهور برازح أيضاً، وتجمعات لهم في مديرية منبه الحدودية، ومنطقة الغور بمديرية غمر، كما قصفت آليات لهم في منطقتي الصوح والفرع بمديرية كتاف، ومنطقة آل مجدع بمديرية باقم، خلفت قتلى وجرحى وتدمير آليات وإعطاب أخرى تابعة للميليشيات.

كما شنت مقاتلات التحالف غارات على تعزيزات للميليشيات في مديرية المصلوب بمحافظة الجوف المجاورة لصعدة، أدت إلى تدمير ثلاث آليات ومصرع وإصابة من كانوا على متنها من عناصر الحوثي، وقصفت تجمعاً لهم في مديرية خب والشعف، ما أدى إلى مصرع عناصر حوثية بينهم اثنان من القيادات الميدانية، وفقاً لمصادر محلية بمنطقة صبرين.

وفي صرواح مأرب قصفت مقاتلات التحالف آليات عسكرية تابعة للميليشيات في جبال هيلان، ما أدى إلى تدمير عربة وإعطاب دبابة وتدمير متارس عسكرية فيها مدافع رشاشة وقناصة حوثيون، كما استهدفت مواقع للميليشيات في مديرية نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، ما أدى إلى تدمير ثلاثة أطقم عليها جنود سقطوا قتلى وجرحى خلال توجههم إلى جبهات مسورة التي تتقدم فيها قوات الجيش من الجهة الغربية، وتمكنت من الوصول إلى منطقة المنعطف على طريق نقيل ابن غيلان الاستراتيجي المطل على مديرية ارحب، وقاعدة الصمع العسكرية على مشارف مطار صنعاء الدولي.

كما استهدفت غارات التحالف مناطق متفرقة من نهم منها تعزيزات للميليشيات في منطقة العقران، ما أدى إلى مصرع أربعة من عناصرهم وإصابة ثلاثة آخرين، وتدمير آليتين عسكريتين، في حين خلفت المعارك الأخيرة في منطقة المعطف بمحيط مسورة ثمانية قتلى، وعدداً من الجرحى في صفوف الميليشيات التي فرت عناصرها إلى اسفل نقيل ابن غيلان.

من جهة ثانية، تمكنت قوات الجيش من إسقاط طائرة استطلاع إيرانية من دون طيار تابعة للميليشيات في منطقة المنارة بمديرية نهم، هي الثانية التي يتم إسقاطها في جبهات القتال بعد إسقاط طائرة مماثلة في جبهات تعز أواخر يناير الماضي، يشرف على تسييرها خبراء إيرانيون وفقاً لمصادر مطلعة.

وكانت صنعاء قد شهدت الجمعة الماضية انتفاضة شعبية في منطقة هائل وسط المدينة، عقب فرض الميليشيات خطيباً وإماماً لجامع هائل سعيد بالقوة يدعى وضاح الجبزي، ما رفضه المصلون وأهالي المنطقة وقاموا بطرده وإنزاله من على المنبر، ما دفع الميليشيات إلى اعتقال إمام المسجد الشيخ محمود القدسي، ونقله إلى جهة مجهولة، ما أثار حفيظة السكان وقاموا بالتجمهر والمطالبة بطرد الميليشيات من أحياء هائل التي تعد من الأحياء التجارية الكبرى في صنعاء.

وفي المحويت القريبة من صنعاء من الجهة الغربية، أقدمت الميليشيات على اختطاف إمام جامع الخير في مديرية الطويلة الشيخ عبدالرحمن الجيني مع عدد من المصلين رفضوا ترديد شعار الصرخة الخاص بالحوثيين، وأطلقوا تهديدات وشتائم بحق المصلين الرافضين لترديد شعارهم وتوعدوهم بالسجن.

وفي عمران، تمكنت مقاتلات التحالف من قطع طريق الإمداد الرئيس للحوثيين بين عمران وحجة الحدودية مع السعودية من جهة وادي مور، ودمرت الجسر الرابط بالمنطقة في مؤشر إلى قرب استكمال تحرير مناطق ميدي وحرض وفتح جبهات جديدة باتجاه الزهرة بالحديدة وحيران عبس بحجة.

وكانت مقاتلات التحالف تمكنت من تدمير مخزن أسلحة للميليشيات وغرفة عمليات واتصالات عسكرية في مديرية حيران، ما خلف 40 قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوف عناصرهم، وفقاً لمصادر محلية مؤكدة أن القيادي الحوثي البارز عبدالقادر هادي هبة لقي مصرعه في غارة على تجمع لهم في محيط ميدي.

وفي الحديدة على الساحل الغربي لليمن، تمكنت قوات الجيش بمساندة ميدانية وجوية من قوات التحالف من صد أكبر هجوم شنته ميليشيات الحوثي من محاور متعددة من جهة إب ومفرق سقم والجراحي والتحيتا باتجاه الأطراف الشمالية لمديرية حيس المحررة، وتمكنت قوات الشرعية والتحالف من دحر الميليشيات وإفشال الهجوم وتكبيدها عشرات القتلى والجرحى.

ووفقاً لمصادر ميدانية فإن طيران الأباتشي ومقاتلات التحالف وبوارجه اشتركت في المعركة، ما خلف عدد قتلى كبيراً في صفوف الحوثيين، أثناء محاولتهم الزحف والتسلل نحو مواقع الجيش من أربع جهات باتجاه حيس، مستخدمين أطقماً عسكرية ودرّاجات نارية في عملية عسكرية وصفت بالهزلية والانتحار والدفع بأنصارهم إلى محرقة حقيقية على يد قوات الجيش والتحالف التي قتلت أعداداً كبيرة منهم.

وكانت ميليشيات الحوثي عقب تحرير حيس مطلع الشهر الجاري، حشدت العشرات من عناصرها إلى جبهات الساحل وتم استقدامهم من إب وذمار والمحويت وعمران وحجة وصعدة وصنعاء، إلى جبهات الساحل وأرسلت رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي للإشراف على المعارك وقيادة المعركة لاستعادة حيس، لكنها فشلت وتم قتل عناصرهم ومعظمهم تم التغرير بهم من المدارس والمناطق القبلية، مقابل وعود بالمال والمناصب وتحت شعارات واهية. في الأثناء، تمكنت مقاومة حيس بقيادة الشيخ حسن دوبلة من أسر أربعة من عناصر ميليشيات الحوثي الإيرانية، بينهم اثنان يحملان الجنسية الأثيوبية أثناء عملية التمشيط التي قامت بها في وادي نخلة في إطار عملياتها التمشيطية لجيوب وأوكار العناصر الانقلابية على تخوم حيس المختلفة، والتي تم فيها قتل تسعة من عناصر الميليشيات وإصابة آخرين، إلى جانب أسر أربعة، لتكتشف أن اثنين منهم يحملون الجنسية الأثيوبية يقاتلان إلى جانب الحوثي، مقابل المال في مؤشر إلى مدى رفض قبائل اليمن إرسال أبنائها إلى جبهات الحوثي.

وفي تعز، أكد ناطق محور تعز العقيد عبدالباسط البحر، استمرار قوات الجيش في عملياتها العسكرية للأسبوع الرابع على التوالي في مختلف جبهات المحافظة، وأنها حققت تقدماً ميدانياً، مشيراً في تصريح صحافي إلى أنهم في قوات الجيش بانتظار الإسناد العسكري، ودعم التحالف بالعتاد الذي وعدوا به لاستكمال عملية تحرير المدينة.

وأشار البحر إلى أن قوات الجيش تمكنت من صد هجوم للميليشيات باتجاه منطقتي حيفان والأحكوم جنوب المحافظة، تركز باتجاه الخضراء والحمراء والوسطى في الأحكوم وكبدتهم خسائر كبيرة وأجبرتهم على التراجع والفرار، موضحاً أن قوات الجيش تمكنت من قصف منطقة الكعاوش وتبة الدبعي، التي تتمركز فيها عناصر الميليشيات بالمنطقة، وخلفت فيهم خسائر في العتاد والأرواح.

من جانبه، دعا محافظ تعز الجديد أمين محمود وسائل الإعلام إلى مساندة تحرير المحافظة، وشدد على عدم المساس بحرية الصحافة ورفضه تقييد عملها.

وفي البيضاء، تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير تعزيزات للميليشيات في جبل الظهر غرب قمة جبل باعرف المطل على منطقة فضحة على تخوم مديرية الملاجم، كانت في طريقها نحو مديرية ناطع، ما أدى إلى تدمير ثلاثة أطقم ومصرع وإصابة من كانوا عليها من عناصر الميليشيات. كما استهدفت مقاتلات التحالف تجمعاً لميليشيات الحوثي في أعلى عقبة القنذع بمديرية نعمان الواصلة بين محافظتي البيضاء وشبوة، ما أسفر عن تدمير أسلحة ومعدات عسكرية تابعه للميليشيات.

تويتر