فوضى بين عناصر الميليشيات.. وحالة من الاستنفار والطوارئ غير المعلنة في صنعاء

مصرع 7 خبراء صواريخ إيرانيين فــي تعز.. وتقدم للجيش اليمني في البيضاء ومـأرب

جنود يمنيون في منطقة نهم القريبة من صنعاء. رويترز

أكدت مصادر عسكرية يمنية في محافظة تعز مصرع سبعة من خبراء الصواريخ الإيرانيين، وآخرين من «حزب الله»، بغارة جوية لمقاتلات التحالف، استهدفت تجمعاً لميليشيات الحوثي الإيرانية في شرق المدينة التي تشهد مناطقها حالة من الفوضى، فيما تمكنت قوات الجيش اليمني من التقدم نحو أولى مناطق مديرية الملاجم في البيضاء، في حين تعيش العاصمة صنعاء حالة من الاستنفار والطوارئ غير المعلنة في أوساط الحوثيين.

وتفصيلاً، أكدت مصادر عسكرية وأخرى ميدانية في تعز لـ«الإمارات اليوم»، مصرع عدد من الخبراء الأجانب في صفوف الميليشيات، بينهم سبعة من خبراء الصواريخ والألغام الإيرانيين، وآخرون من «حزب الله»، إلى جانب ضباط في صفوف الميليشيات الانقلابية بغارات جوية لمقاتلات التحالف، استهدفت تجمعات لهم في شرق المدينة، مشيرة إلى أن الغارات استهدفت اجتماعاً لضباط من الميليشيات، وخبراء إيرانيين ومن «حزب الله»، يعملون في مجال إعادة تركيب الصواريخ والألغام والمتفجرات والاتصال والتجسس، في محيط مقر المخبز الآلي الواقع في جولة القصر شرق مدينة تعز، ما أدى إلى مصرع عدد منهم، وإصابة آخرين.

كما استهدفت مقاتلات التحالف تجمعاً آخر لهم في جبل أومان بمنطقة الحوبان شرق المدينة، وآخر في معسكر الأمن المركزي بمديرية صالة، وخلّفت قتلى وجرحى في صفوفهم، إلى جانب تدمير مدفع هاوزر. وأشارت المصادر إلى أن المناطق الشرقية لتعز في الحوبان والجند، الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي، وفيها مقارهم وسجونهم ومعسكراتهم، تشهد حالة من الفوضى والانهيار الأمني، وباتت خارج سيطرتهم بالكامل، وأنها تعيش حالة من الارتباك والتخبط والتقطع والقتل والاعتقال في أوساط ميليشيات الحوثي، التي تلقت هزيمة كبيرة في منطقة جبل الكريفات القريب من جولة القصر، والتي دفعت عناصرها إلى الفرار من أرض المعارك على وقع ضربات الجيش والتحالف.

كما أقامت الميليشيات نقاط تفتيش عند حديقة التعاون، لمنع عناصرها من الفرار، واعتقالهم في حال رفضوا العودة إلى جبهات القتال، فيما تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير عربة عسكرية للميليشيات في مديرية مقبنة غرب المدينة، خلّفت قتلى وجرحى في صفوفهم.

في الأثناء، أكد اجتماع للجنة الأمنية بتعز، برئاسة المحافظ أمين محمود، بحضور قائد المحور، اللواء خالد فاضل، والقيادات العسكرية والأمنية، أهمية تفعيل الخطط التي أعدها مدير الأمن بالمحافظة خدمة للأمن والاستقرار، والقضاء على كل الاختلالات، وتطبيع الأوضاع الأمنية والإشكالات والتحديات الأمنية التي تعيق واجبات ومهام العمل الأمني والدعم الواجب توافره لنجاح الحملات الأمنية، وتعزيز الأمن والاستقرار بالمدينة، إلى جانب التأكيد على أهمية نقل مقار الوحدات العسكرية والأمنية إلى مقارها السابقة، ومعالجة الأضرار التي لحقت بها جراء الاستهداف الممنهج من قبل الميليشيات، وضرورة تحديد خطة زمنية لتنفيذ ذلك، وأهمية تعاون القادة العسكريين، لدعم الخطط الهادفة لتحقيق الأمن، حتى استكمال تشكيل وتجهيز الأجهزة الأمنية بشكل متكامل. وأشاد الاجتماع بالدعم الكبير المقدم من قبل قوات التحالف والطيران التابع لها، في دعم جبهات القتال في تعز وغيرها، إلى جانب الدعم في المجالات الإنسانية.

وفي الحديدة، واصلت قوات الجيش، مسنودة بالتحالف العربي، عملياتها العسكرية في محاور عدة، باتجاه مديريتي التحيتا والجراحي، وقامت بتمشيط عدد من المزارع بالقرب من الجراحي، وغنمت كمية كبيرة من الأسلحة التي أخفتها عناصر الميليشيات، فيما واصلت مقاتلات التحالف غاراتها على المواقع والتعزيزات العسكرية للحوثيين في الحديدة والشريط الساحلي لها، وتمكنت من إحباط إطلاق صواريخ بالستية باتجاه المناطق المحرّرة والحدود السعودية.

في الأثناء، أقرّت ميليشيات الحوثي بمصرع القيادي البارز في صفوف مقاتليها عبدالكريم صالح حسن الجندبي الشريف، وعدد من مرافقيه، على يد قوات الجيش والتحالف في جبهة الساحل الغربي، وهو من القيادات الميدانية التي تلقت تدريبات خاصة في إيران وجنوب لبنان، وشارك في العديد من الدورات القتالية النوعية، قبل أن يتوجه إلى ساحل اليمن ليلقى مصرعه هناك، حسب وصف مواقع إخبارية تابعة للحوثيين.

وكانت مديرية الجراحي في الحديدة شهدت حالة من النزوح الجماعي لأبناء المديرية باتجاه مناطق آمنة، مع اقتراب الجيش اليمني بإسناد من قوات التحالف من ضواحي الجراحي، وفرار الميليشيات إلى أحياء المدينة والتحصن بالمدنيين واتخاذهم دروعاً بشرية.

وفي حجة، واصلت مقاتلات التحالف غاراتها على مواقع الميليشيات، تمكنت خلالها من تدمير تحصينات لهم في محيط حرض الجنوبي، إلى جانب استهداف مواقع لهم في صحراء ميدي، خلفت قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين بينهم القيادي الحوثي عبدالقادر هادي هبة، الذي لقي مصرعه مع عدد من عناصره في محيط ميدي، فيما وصلت عشرات الجثث لقتلى الحوثيين إلى مستشفيات حجة قادمة من ميدي خلال اليومين الماضيين.

كما شنّت مقاتلات التحالف، أول من أمس، 12 غارة على مواقع الميليشيات في حرض وميدي وحيران، أدت إلى مصرع عدد من عناصرهم، بينهم قيادات ميدانية في نقطة عسكرية في مديرية حيران.

من جهة أخرى، أطاحت ميليشيات الحوثي جميع عناصر حزب المؤتمر الشعبي العام، التابع للرئيس اليمني المغدور علي عبدالله صالح، في محافظة حجة، في إطار عمليات الإقصاء التي تمارسها في مؤسسات الدولة، و«حوثنتها» في صورة تعكس مستوى العنصرية التي تسعى الميليشيات لتكريسها في المجتمع، وقامت بإقصاء العشرات من مديري العموم والإدارات الحكومية المدنية والأمنية من الموالين للرئيس السابق صالح، من وظائفهم في مؤسسات الدولة، بعد حملة من الاختطافات طالتهم إثر أحداث ديسمبر الماضي.

وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين أصدروا قرارات جماعية بالفصل التعسفي للموظفين، واستبدالهم بعناصر موالية لهم، جاعلين الوظيفة العامة حكراً عليه.

وفي البيضاء، واصلت قوات الجيش بمساندة المقاومة الشعبية ومقاتلات التحالف باتجاه منطقة فضحة أولى مناطق مديرية الملاجم، وتمكنت من السيطرة على مواقع جديدة في الملاجم شمال البيضاء، بينما أفادت مصادر بوجود استعدادات جديدة لشن حملة عسكرية لتطهير جبال فضحة وما جاورها من الانقلابيين، بعد سيطرتها على منطقة شعب ساحة الاستراتيجية.

وكردّ على الخسائر المتواصلة، استهدفت الميليشيات بصواريخ الكاتيوشا عدداً من القرى في مديرية ذي ناعم بالمحافظة ذاتها، فيما تمكنت قوات الجيش من تنفيذ كمين محكم في محافظة الضالع، استهدف عربة عسكرية للميليشيات على متنها عدد من عناصرهم بينهم القيادي المكنى «أبوعبدالملك»، الذي لقي مصرعه وخمسة من عناصره، وأصيب آخرون وتم أسر أربعة.

وفي صنعاء، أكدت مصادر مقربة من الميليشيات أن حالة من التخبط والانهيار والخلافات تشهدها صفوف قيادات الجماعة، بعد الهزائم التي تلقتها أخيراً، في أكثر من جبهة، إلى جانب انتشار الفوضى المسلحة في مناطقهم، التي كانت آخرها المواجهات والاشتباكات التي وصفها بالدامية بالعاصمة صنعاء مساء الأربعاء الماضي، ما دفعهم إلى وضع عناصر مسلحة وعربات عسكرية في شوارع المدينة ومداخلها، ونشر عدد من النقاط العسكرية في شوارع وأحياء المدينة في حالة استنفار وطوارئ غير معلنة.

وأوضح شهود العيان أن أطقماً عسكرية عليها رشاشات وسيارات نجدة منتشرة في تلك النقاط التي تنوعت فيها إزاء العناصر المتمركزة فيها، بين اللباس المدني التابعين لميليشيات الحوثي ورجال أمن تابعين لأجهزة الأمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وكانت مقاتلات التحالف استهدفت تجمّعاً للميليشيات يضم قيادات، في مقر الأدلة الجنائية في شمال العاصمة، خلّف قتلى وجرحى في صفوفهم، حيث هرعت سيارات الإسعاف والعربات الأطقم العسكرية إلى المنطقة، وتم إغلاقها بالكامل عقب الغارات.

وفي مأرب لقي ستة من عناصر الميليشيات مصرعهم وأصيب آخرون، في هجوم لقوات الجيش على مواقعهم في منطقة أتياس بمديرية صرواح غرب المحافظة، وفقاً لمصادر ميدانية، مؤكدة أن الجيش تمكن من تطهير موقعين بالمنطقة، وآخر باتجاه مفرق حريب القراميش.

وفي الجوف، قصفت مقاتلات التحالف تجمعاً للميليشيات وآلياتهم العسكرية في منطقتي صبرين والمهاشمة بجبهة خب والشعف، خلّفت قتلى وجرحى في صفوفهم، وتدمير ثلاث آليات عسكرية لهم. كما قصفت مواقع متفرقة للميليشيات في صعدة، مستهدفة منطقة آل صبحان بمديرية باقم، والحجلة برازح، وخمس غارات على منطقة البقع بمديرية كتاف، أدت إلى تدمير آليات، ومصرع إصابة عدد من عناصر الحوثي.

تويتر