خلافات في صفوف الانقلابيين.. وإقرار بانهيار عناصرهم

قبائل يمنية تعلن الانتفاضة الـــــمسلحة ضد الميليشيات الحوثية الإيرانية

مقاتلون من قوات الشرعية في تعز. أرشيفية

اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة، أمس، بين القبائل اليمنية وميليشيات الحوثي الإيرانية الانقلابية، في مناطق عدة خاضعة لسيطرة الميليشيات، حيث أعلن عدد من القبائل الانتفاضة المسلحة ضد الانقلابيين، فيما أقرت ميليشيات الحوثي الإيرانية بانهيار عناصرها في جبهات عدة، مع استمرار الخلافات في صفوف جماعة الحوثي.

وفي التفاصيل، أفاد مصدر قبلي أن اشتباكات مستمرة، بين قبائل توعر بخولان الطيال (إحدى قبائل طوق صنعاء)، والحوثيين، على خلفية قيام القيادي الحوثي المدعو (أبوعقيل)، باقتحام قرية توعر واختطاف عبدالإله عطا أحد وجهاء قرية توعر.

وأكد أن رجال القبائل احتجزوا عربة عسكرية حوثية بمن فيها من أفراد، وتصدوا لحملات تعزيز حوثية بإسناد من قبائل مجاورة، لافتاً إلى أن الميليشيات أرسلت وساطة قبلية لمحاولة التهدئة، لكنها لم تنجح مع إصرار أهالي توعر على إطلاق المختطفين من دون أي شروط قبل أي وساطة.

وبحسب المصدر القبلي، فإن قبائل ساندت أهالي توعر، ونشرت مسلحيها في مداخل المنطقة ومخارجها لصد أي حملة تعزيزات للحوثيين.

• 130 من المقاتلين من أبناء حيس انضموا إلى صفوف الشرعية لقتال الميليشيات.

وفتحت القبائل اليمنية - منذ اغتيال ميليشيات الحوثي الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، عقب دعوته للانتفاضة الشعبية ضدها - أكثر من جبهة مواجهة للميليشيات في صنعاء وإب وذمار وحجة وغيرها، في مؤشر كما يراه مراقبون دليلاً على أن الحوثيين يشارفون على نهايتهم، بالتوازي مع الضغط العسكري في الجبهات الأخرى من قبل الجيش الوطني بدعم من التحالف العربي.

وفي السياق نفسه، تصدى أهالي قرية بيت مشرح بعزلة مخلاف عمار بمديرية النادرة بمحافظة إب وسط اليمن، أمس، لحملة عسكرية حوثية، تضم عشرات المسلحين على متن عربات عسكرية عدة، حاولت اقتحام القرية واختطاف يحيى مشرح أحد الوجاهات الاجتماعية في القرية، وفقاً لمصادر محلية.

وذكرت المصادر أن انتشار رجال القرية بأسلحتهم الشخصية، أجبر الحملة العسكرية الحوثية على التراجع والفرار.

ويتزامن ذلك مع توتر مستمر بين الحوثيين وأهالي مديرية النادرة في إب وسط اليمن، على خلفية محاولات الميليشيات اقتحام منزل وكيل وزارة الداخلية، اللواء عبدالحافظ السقاف، الموالي للرئيس الراحل صالح، الذي يهدد الحوثيين بتفجير الوضع ضدهم في محافظة إب كلها.

وأكد مصدر محلي أن الميليشيات فشلت في اقتحام ومحاصرة المنزل، إلا أنها تعمل على استقدام تعزيزات عسكرية إلى حدود المديرية لمحاولة اقتحامها بالكامل.

وأوضح المصدر أن السقاف، وهو قائد قوات الأمن المركزي سابقاً في مدينة عدن، أعلن رفضه وجود الميليشيات في المديرية، وقام بتعزيز منزله ومنطقته بعشرات المسلحين. وأضاف المصدر أن السقاف أعلن في أكثر من اجتماع أمام الحوثيين أنه لن يحكم محافظة إب غير أبنائها.

وفي إب أيضاً، تواصلت المواجهات بين مسلحين قبليين وعناصر الحوثي في مديرية القفر، بعد محاولة الميليشيات اقتحام عدد من قرى المديرية، وتفجير منازل قيادات عسكرية محسوبة على حزب المؤتمر الشعبي العام، ما دفع أبناء المديرية إلى إعلان الانتفاضة المسلحة في وجه الميليشيات.

وفي ذمار، شهدت منطقة جهران مواجهات مسلحة بين مسلحين قبليين وعناصر الميليشيات الحوثية التي حاولت اقتحام المنطقة لنهب سيارة اللواء فضل القوسي، التابع للمؤتمر الشعبي، الذي فر من صنعاء إلى مأرب، أخيراً، لكنها اصطدمت بمقاومة أهالي المنطقة وإعلانهم الانتفاضة المسلحة لمواجهتها.

وبجانب تهاويها المتسارع في جبهات القتال مع الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي، تتوجس ميليشيات الحوثي من القبائل، خصوصاً في طوق صنعاء وذمار وإب، التي تتحين الفرصة للانقضاض عليها، بعد أن ضاقت بانتهاكاتها ومشروعها التدميري الطائفي، وذلك يفسر الانتفاضة القبلية التي بدأت في أكثر من جبهة ضد الميليشيات.

وفي محافظة الجوف استكملت قوات الجيش، بمساندة التحالف العربي، تطهير مديرية خب والشعف، كبرى مديريات المحافظة، من الميليشيات والألغام والمتفجرات التي زرعتها، وباتت تسيطر على الطريق الدولي الرابط بين الجوف وصعدة والحدود السعودية، وواصلت تقدمها في جبهات شمال محافظة صعدة باتجاه مناطق معاقل الميليشيات في المحافظة التي تعد معقلهم الرئيس.

وأكدت مصادر ميدانية أن ثلاثاً من قيادات الحوثي الميدانية البارزة، هم عيسى بحيج، وزايد عبدالله يحيى حمطان، وحميد معجب، قُتلوا بمواجهات مع الجيش في عمليات التمشيط الأخيرة لمديرية خب والشعف، إلى جانب عدد من عناصرهم فيما أصيب آخرون، بينما قتل وأصيب عدد من عناصرهم في غارات لمقاتلات التحالف استهدفت معسكراً تدريبياً لهم في مديرية برط، المجاورة لخب والشعف.

وفي صعدة، لقي القيادي الحوثي الميداني، فؤاد فضل علي عايض العميثلي، المكنى (أبوزيادي)، مصرعه وعدد من مرافقيه، في غارة لمقاتلات التحالف على الحدود بين صعدة ونجران السعودية، فيما لقي عدد من عناصر الميليشيات مصرعه، وأصيب آخرون أثناء محاولتهم التقدم باتجاه مواقع الجيش في سوق البقع.

كما تلقت عناصر الميليشيات ضربات موجعة من قبل مدفعية الجيش والقوات السعودية في سوق الحفرة بمديرية منبه الحدودية، بعد محاولتهم تحريك آليات عسكرية وتعزيزات لهم باتجاه الحدود، وتعرضت الميليشيات لقصف مدفعي مكثف من قوات الشرعية والتحالف، أدى إلى تدمير آليات عدة، ومصرع عدد من عناصرهم وإصابة آخرين وفرار البقية.

وفي صعدة أيضاً، أكدت مصادر مطلعة وجود انشقاق وخلافات كبيرة في صفوف قيادة الميليشيات المقربة من زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، وقيادات ميدانية تابعة له، مشيرة إلى أن عبدالملك الحوثي بات فاقداً للسيطرة على تلك القيادات، ويريد التخلص منها بالتصفية الجسدية، ومنهم المنتمون إلى بيت المراني، المؤسسون الحقيقيون للجماعة، مؤكدة أن مطلق المراني، المكنى (أبوعماد)، اختفى بشكل مفاجئ من صعدة لأكثر من شهر.

وفي صنعاء العاصمة، أقرت الميليشيات بوجود انهيارات كبيرة في صفوف مقاتليها بجبهات عدة، حسب ما تشير وثيقة سرية مرسلة من رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، إلى رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا للجماعة، محمد علي الحوثي، يشير فيها الصماد إلى وجود انهيارات كبيرة ومتتالية في صفوف عناصرها في جبهات القتال، خصوصاً جبهة الساحل الغربي والجوف، نتيجة استمرار الغارات الجوية للتحالف وانتصارات الجيش على الأرض.

وتطالب الوثيقة محمد علي الحوثي بسرعة فرض إقرار التجنيد الإجباري على طلاب المدارس والجامعات واستقطابهم للجبهات، من خلال تشكيل لجان ميدانية خاصة من المشرفين التابعين للجنة الثورية، التي تشكّل الجناح العسكري للحركة الحوثية، للنزول إلى تلك المناطق، وإعداد قوائم بالطلاب المختارين إجبارياً للمشاركة في عمليات التجنيد والدفع بهم إلى جبهات القتال.

وفي جبهات الحديدة على الساحل الغربي، أكدت مصادر ميدانية انضمام عشرات المقاتلين من أبناء مديرية حيس والحديدة إلى صفوف الشرعية لمساندتها في عملية تحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي، وتخليصهم من ميليشيات الحوثي التي تمارس ضدهم كل وسائل الاضطهاد لأكثر من سنتين، مشيرة إلى أن 130 من المقاتلين من أبناء حيس، التي تحاصرها قوات الجيش والتحالف من ثلاث جهات، انضموا إلى صفوف الشرعية، ويقاتلون إلى جانب كتائب حيس في إطار صفوف الشرعية.

وتمكنت قوات التحالف العربي من تدمير زورق حربي للميليشيات غرب ميناء الحديدة، كان يهدد الملاحة البحرية.

وقصفت مقاتلات التحالف تعزيزات للميليشيات في مديرية باجل شمال الحديدة، كانت قادمة من محافظة المحويت، ما أدى إلى تدمير عدد من الآليات ومصرع وإصابة من كانوا على متنها.

في الأثناء، واصلت قوات الجيش تقدمها في محيط جسر عرفان جنوب حيس، وتمكنت من أسر عدد من عناصر الحوثيين، بينهم القياديان الشقيقان ياسين علي حسين كنزل، وسعد علي حسين كنزل، فيما غنمت أسلحة متنوعة كانت مطمورة في الرمال من قبل عناصر الحوثي الفارة من المنطقة.

من جانبها، أطلقت الميليشيات محكومين من سجن مديرية التحيتا بعد تعهداتهم بالمشاركة في القتال إلى جانب عناصرها، بينهم مجرمون وقطّاع طرق ومحكومون بالإعدام.

وفي تعز، تواصلت المواجهات بين الجيش والميليشيات في مناطق عدة منها قرية الكاحب التي شهدت مواجهات عنيفة بين الجانبين بعد السيطرة عليها، من دون تحقيق أي تقدم من الجانبين، وفقاً لمصادر محلية أكدت أن المواجهات أدت إلى نزوح أبناء القرية إلى مناطق متفرقة.

تويتر