Emarat Alyoum

قوات الشرعية تقترب من تحريـر «حيس».. وفي طريقها إلى دخول صعدة

التاريخ:: 05 يناير 2018
المصدر: صنعاء ــ الإمارات اليوم
قوات الشرعية تقترب من تحريـر «حيس».. وفي طريقها إلى دخول صعدة

قصفت طائرات تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، معاقل الحوثيين في مدينة حيس التابعة لمحافظة الحديدة على جبهة الساحل الغربي للبلاد، الذي يشهد معارك عنيفة بين القوات الشرعية والمتمردين الحوثيين منذ أسابيع، حيث اقتربت قوات الجيش، بمساندة القوات الإماراتية ومقاتلات التحالف العربي، من تحرير مديرية حيس، وبدأت عملية عسكرية واسعة لتطهير المناطق الغربية لمحافظة تعز، مع استمرار عملياتها في جبهات البيضاء والجوف ومأرب وحجة، واقتربت من دخول صعدة معقل التمرد، فيما أقرت قيادة الجيش اليمني خطط التحرير لعام 2018.

1700

مسلح من جماعة الحوثي، بينهم 147 قيادياً ميدانياً، قتلوا في جبهتي حرض وميدي في 2017.

وفي التفاصيل، ذكرت مصادر ميدانية أن طائرات التحالف شنت عملية تمشيط واسعة، استهدفت تجمعات المتمردين في الجراحي وحيس وزبيد وباجل ومناطق أخرى في الساحل الغربي. وأشارت المصادر إلى أن الغارات أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من ميليشيات الحوثي الإيرانية، إضافة إلى تدمير عدد من الآليات العسكرية والعربات المدرعة للمتمردين.

وأوضحت المصادر أن قوات الجيش تمكنت من تمشيط جميع المناطق الواقعة بين الخوخة وحيس، وأمّنتها من عناصر الميليشيات التي حاولت إعاقة تقدم الجيش بتفجير العبارات والجسور بين حيس والخوخة، لكن قوات الشرعية تغلبت على تلك العوائق، وباتت على بعد أربعة كيلومترات من مركز مديرية حيس، وخلال التمشيط قتل القيادي الحوثي الميداني إبراهيم محمد عبدالكريم أبوطالب، وعدد من مرافقيه، على يد الجيش الوطني، إلى جانب أسر 10 آخرين.

وأكدت القوات الشرعية اليمنية، المدعومة من طيران التحالف العربي، تقدمها نحو مركز مديرية حيس، وسط انهيار في صفوف المتمردين الحوثيين، بعد ارتفاع عدد القتلى والجرحى بينهم.

وقد وصل عدد قتلى المتمردين في المواجهات والغارات الجوية لطائرات التحالف إلى أكثر من 50 قتيلاً، إضافة على عشرات الجرحى.

وتمكنت القوات الشرعية، أول من أمس، من قطع أحد خطوط الإمداد الرئيسة لميليشيات الحوثي الإيرانية، وهو الخط الرابط بين تعز وحيس بمحافظة الحديدية غرب اليمن.

واستسلمت مجاميع من المسلحين الحوثيين على مشارف مدينة حيس، بعد حصار دام يومين، في حين استكملت القوات الشرعية استعادة السيطرة على مناطق السعيدة وجسر عرفان ووادي ظمي جنوب حيس.

وأمام الخسائر التي تكبدها المتمردون الحوثيون، لجأوا إلى زراعة الألغام، وتفجير الجسور وعبارات المياه في عدد من الطرق في جبهة الساحل، لإعاقة تقدم القوات الشرعية.

وفي الجوف، أكد رئيس عمليات المنطقة العسكرية السادسة، العميد الركن طه شمسان، تمكن الجيش من السيطرة على مجمع اليتمة بمديرية خب والشعف وجبل الجامع والكدن وقرن شيبة وجبل العرفاف ومعسكر الحجق، التي تشكل أهمية كبرى بالنسبة لتسهيل حركة قوات الشرعية بين الجوف وصعدة.

في الأثناء، واصلت قوات الجيش تقدمها في مديرية خب والشعف لاستكمال تحريرها، حيث تمكنت وحدات من اللواء الأول حرس حدود من تحرير مناطق بوانه والجبلين ومحور الحجلا، واجتازت الخط الدولي نحو مناطق جديدة باتجاه البقع في صعدة، فيما انتشرت وحدات أمنية تابعة للشرعية في مناطق اليتمة والمهاشمة، لتأمنيها بعد استكمال تحريرها.

وكانت قوات الجيش تمكنت من التقدم في محيط معسكر السلان بمديرية المصلوب، بعد معارك خلّفت 12 قتيلاً في صفوف الميليشيات، وإصابة آخرين، ووصلت إلى موقع الجبل في جبهة الساقية، فيما شنت مقاتلات التحالف ست غارات، استهدفت مواقع الميليشيات في مديرية المتون، خلفت قتلى وجرحى في صفوفهم.

وفي صعدة، أكد قائد اللواء الأول حرس حدود، العميد هيكل حنتف، قرب تحرير المحافظة، ودخول الجيش بمساندة التحالف إلى مدينة صعدة ومعقل زعيم الميليشيات الحوثية في مران، مشيراً في تصريح صحافي لموقع الجيش إلى أن طلائع القوات في ميمنة الجبهة وصلت إلى جبل فراص المطل على مديرية كتاف، إحدى مديريات محافظة صعدة، وأن قوات الجيش سيطرت على ما يقارب 2400 كم مربع في الجوف، وتمكنت من تأمين 45 كلم من الخط الدولي بين صعدة والجوف، ووصلت إلى مديرية برط العنان.

وكانت مقاتلات التحالف شنت غارات على مواقع الميليشيات في صعدة، أدت إلى تدمير عربة عسكرية على متنها خمسة من المتمردين، قتلوا جميعاً في منطقة العليب.

وفي البيضاء، لقي القيادي الحوثي البارز، نضال محمد المقداد، مصرعه مع عدد من مرافقيه في المعارك الأخيرة مع الجيش في جبهات مديرية ناطع. والمقداد هو أحد المشايخ البارزين في قبيلة آنس بمحافظة ذمار.

من جانبها، أقرت رئاسة هيئة أركان الجيش اليمني الخطط العسكرية وبرامج التدريب للقوات العسكرية لعام ٢٠١٨، داعية منتسبي قوات الشرعية إلى الالتزام بالخطط وتنفيذها، والمتابعة الدورية لمستوى تنفيذها وتطويرها، وكذلك لتلافي أوجه القصور، وتفعيل مبدأ العقاب بحق كل من يفرط أو يتساهل في أداء ما يوكل إليه من مهام ومسؤوليات، وفقاً للوائح وأنظمة القوات المسلحة.

وفي حجة، قالت قيادة المنطقة العسكرية الخامسة إنها تمكنت، خلال العام الماضي 2017 من قتل 1700 مسلح من جماعة الحوثي، بينهم 147 قيادياً ميدانياً، في جبهتي حرض وميدي الحدوديتين مع السعودية، مشيرة في بيان لها إلى أن 60% من القتلى سقطوا بغارات جوية للتحالف.

وفي الضالع، تمكنت قوات الجيش في مريس شمال المحافظة من إفشال عملية تهريب مقاتلين أفارقة مرتزقة عبر شاحنة إلى جماعة الحوثي، واحتجزتهم، ما يؤكد استخدام الميليشيات لمرتزقة أفارقة ولاجئين صوماليين للقتال في جبهاتها، بعد رفض قبائل اليمن الاستمرار في إسنادهم بالرجال.

وفي العاصمة صنعاء، تشن مليشيات الحوثي حملة واسعة ضد التجار ورجال المال في العاصمة صنعاء، وتخيرهم بين دفع مبالغ مالية باهظة لدعم ما تسميه «المجهود الحربي»، أو السجن والتعذيب وإغلاق المحال التجارية بعد نهبها والعبث بمحتوياتها، وبحسب المصادر فإن الغالبية منهم بدأ يفكر في النزوح إلى المحافظات المحررة.

من جانبه، أقر القيادي في جماعة الحوثي الانقلابية، محمد المقالح، بسرقة جماعته لأموال الشعب، والمتاجرة بمعاناة المواطنين باسم «المجهود الحربي»، وأشار في تغريدة له على «تويتر» إلى أن جماعة الحوثي أخذت مليارات الريالات باسم المجهود الحربي للمقاتلين في الجبهات، لكنها لم تصل إليهم.

من جهة أخرى، أمهلت نقابات عمالية ومهنية عدة ميليشيات الحوثي الإيرانية أسبوعاً واحداً لصرف مرتبات الموظفين في المناطق التي تسيطر عليها، ومنها العاصمة، مهددة بالإضراب الشامل في جميع المرافق، فيما كشف مصدر تربوي في صنعاء عن قيام الميليشيات باختطاف طلاب المدارس صغيري السن، والزج بهم في دورات تدريبية على حمل السلاح والرماية، لإلحاقهم بجبهات القتال.