بإسناد ميداني من القوات الإماراتية.. وعناصر إيرانية تقود معارك الحوثيين

الجيش اليمني يسيطر على «ســـوق حيس المركزي» ويتقدم في «زبيد» الحديدة

مقاتلون من قوات الشرعية خلال اشتباكات مع الميليشيات الانقلابية. أرشيفية

وصلت قوات الجيش اليمني، المدعومة بإسناد ميداني من القوات الإماراتية، المشاركة في قوات التحالف العربي، إلى سوق مديرية حيس المركزي في محافظة الحديدة بعد تقدمها عبر محورين من جهة مديرية الخوخة المحررة، كما تقدمت في ضواحي مديرية زبيد، ضد الميليشيات الحوثية الإيرانية التي تقودها عناصر إيرانية في أكثر من جبهة.

وفي التفاصيل، أكدت مصادر ميدانية في محافظة الحديدة أن قوات الجيش بمساندة التحالف العربي وبإسناد ميداني من قوات الإمارات، وصلت إلى سوق حيس المركزي وبدأت عمليات تمشيط واسعة في أرجاء المديرية، فيما وصلت طلائع الجيش من سلاح الإشارة إلى مناطق المغرس والجراحي ومزارع الفازة في ضواحي مديرية زبيد، من الجهتين الشرقية والجنوبية.

وأشارت المصادر إلى أن الجيش بدأ معارك بالجبهات الشرقية في مناطق قطابة والنجيبة لتأمين خطوط الإمداد وتقدم الجيش في الساحل من الجهة الشرقية، مؤكدة أن قوات الشرعية توغلت أكثر من 60 كلم داخل الحديدة، فيما تواصل مقاتلات التحالف وطيران الأباتشي التابع لها استهداف تحركات الميليشيات وتعزيزاتها في مناطق متفرقة في الحديدة، لمنعها من إسناد عناصرها المنهارة في جبهات التماس.

وكانت قوات الجيش، بإسناد كبير من قوات التحالف وعلى رأسها القوات الإماراتية، تمكنت من تحرير أجزاء كبيرة من مديرية حيس ووصلت إلى مشارف مديرية التحيتا، فيما بدأت مقاتلات التحالف تمشيط منطقة الجراحي الهدف المقبل لقوات الجيش، وقصفت تعزيزات عسكرية للميليشيات الحوثية الإيرانية مكونة من 15 عربة عسكرية في ضواحي الجراحي، وعربتين في وسط المدينة، ما خلف قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات وتدمير عدد منها، وتم حصر 17 جثة لعناصر الميليشيات.

كما تمكنت مقاتلات التحالف من استهداف موكب قيادي بارز في جماعة الحوثي بوسط مدينة زبيد، ما أدى إلى تدمير عربات ضمن موكبه واحتراقها وفقاً لشهود عيان، الذين أكدوا أن القيادي وعدداً من مرافقيه قتلوا في الغارة، فيما لم يتمكنوا من معرفة هويته نتيجة إغلاق المنطقة من قبل عناصر الميليشيات ونقل جثث القتلى سريعاً من المنطقة.

وأكدت مصادر ميدانية في الحديدة، أن عناصر الميليشيات تفر بشكل كبير باتجاه مناطق جبال راس المحاذية للعدين وحزم العدين في إب، وفي اتجاه نقيل سقم الواقع بين مديريتي شمير وشرعب الرونة التابعتين لمحافظة تعز، فيما تقوم مروحيات الأباتشي التابعة للتحالف بمطاردتهم وتدمير آلياتهم العسكرية التي تحاول إخفاءها وسط المزارع والوديان في تلك المناطق.

في الأثناء، تسعى قوات الجيش لتحرير منطقة النجيبة في مقبنة التابعة لتعز، لتأمين تقدم الجيش في المناطق الواقعة بين حيس والجراحي باتجاه زبيد، إلى جانب تأمين مناطق أخرى في إطار مديرية شرعب الرونة التابعة لتعز والمطلة على المناطق الساحلية الواقعة بين الخوخة وحيس، إلى جانب قطع طرق الإمداد الرابطة بين إب وحيس من جهة العدين، مروراً بمديرية جبل راس التابعة لمحافظة الحديدة.

وباتت مديرية حيس وسوقها الرئيس بيد الشرعية، التي تتقدم قواتها سريعاً على طريق الساحل باتجاه ميناء الحديدة، فيما تشهد المناطق الداخلية مواجهات شرسة مع الميليشيات التي عمدت إلى قصف مدينة الخوخة بصواريخ الكاتيوشا من مسافة بعيدة، موقعة ضحاياً في أوساط المدنيين في سوق المدينة، حيث سقط صاروخان.

من جهة أخرى، طالبت ميليشيات الحوثي الإيرانية من سكان الحديدة مساندة عناصرها في حمل السلاح، إلا أنهم رفضوا وامتنعوا عن تلبية تلك الدعوة، فيما دعت قوات الشرعية والتحالف، عبر منشورات ألقيت على مناطق عدة في الحديدة، سكان المحافظة إلى التزام منازلهم وعدم الخروج أو التواجد بالقرب من عناصر ونقاط ومواقع الميليشيات، حتى لا يعرضوا حياتهم للخطر.

وانتشرت شعارات معادية للحوثيين في عدد من شوارع مدينة الحديدة، التي تشهد غلياناً شعبياً كبيراً ضدهم بالتزامن مع اقتراب قوات الشرعية منها، وامتلأت جدران شوارع المدينة بعبارات تطالب بطرد الحوثيين والانتفاضة ضدهم ومساندة الشرعية، ما أثار حالة من الرعب والهلع في أوساط عناصر الميليشيات التي لا تملك أي حاضنة شعبية في الحديدة.

وفي العاصمة صنعاء، تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير معسكر سري للميليشيات الحوثية الإيرانية في مديرية نهم شمال شرق العاصمة، ما خلف عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، وفقاً لمصادر ميدانية في منطقة مسورة التي يقع في إطارها المعسكر.

كما قصفت تجمعاً للميليشيات الحوثية في تخوم مديرية أرحب يضم خبراء إيرانيين، ما أدى إلى مصرع عدد منهم وإصابة آخرين، حيث تم نقل جثة أحد خبراء الصواريخ الإيرانيين الى مستشفى المتوكل بالعاصمة ويدعى حسين خسروي، فيما يتلقى اثنان آخران العلاج في المسشفى نفسه، أحدهما إصابته خطيرة، وجميعهم يعملون في تركيب واطلاق الصواريخ الباليستية، فيما تؤكد مصادر مطلعة في صنعاء وجود أعداد كبيرة من قوات الحرس الثوري الإيرانية تقاتل في جبهات الحوثيين، إلى جانب عناصر من حزب الله اللبناني وأخرى عراقية الجنسية.

وكانت مقاتلات التحالف استهدفت مواقع للميليشيات في تخوم العاصمة خلال اليومين الماضيين، ما خلف 19 قتيلاً في صفوفهم، بينهم قيادات ميدانية.

وفي صنعاء أيضاً، واصلت الميليشيات مداهمة واقتحام منازل أنصار وأقرباء الرئيس المغدور صالح، واقتحمت منزل السفير عبدالوهاب الحجري، شقيق زوجة صالح وسفير اليمن السابق لدى الولايات المتحدة، وقامت بنهب أثاثه وسيارته الخاصة، وقتلت أحد مسؤولي الدائرة المالية لحزب المؤتمر الشعبي العام بعد رفضه الكشف عن حسابات الحزب بهدف السطو عليها.

وفي حجة، قتل 26 من الميليشيات الحوثية في غارات للتحالف استهدفت معسكراً للتدريب.

وفي صعدة، دفعت قوات الجيش بتعزيزات جديدة إلى جبهات البقع وعلب في شمال المحافظة، بعد تحرر مناطق عدة على الطريق الدولي الرابط بين المحافظة والجوف، بهدف تعزيز التقدم المستمر على تلك الجبهات بهدف تطويق خاصرة الميليشيات في مران ومدينة صعدة.

وفي شبوة، اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الحرس الجمهوري التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام وميليشيات الحوثي الإيرانية في جبهة الساق بمديرية بيحان خلفت قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، فيما تمكن عدد من قوات الحرس من الانسحاب والانضمام الى صفوف قوات الجيش اليمني عقب المواجهات. من جهة أخرى، اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيش والميليشيات في مناطق وادي الدقيق، ووادي سعيد، وشرق جبل جندلة بعسيلان، فيما تساند مقاتلات التحالف بشن غارات جوية استهدفت مواقع وتجمعات وآليات ميليشيا الحوثي في تبة صوفة، ومنطقة طوال السادة وشعب عيينة في عسيلان.

تويتر