عباس والبابا تواضروس لن يلتقيا نائب الرئيس الأميركي

شهيدان بقصف للاحتلال على غزة.. وتواصل التظاهرات ضد قرار تــرامب

فلسطينيون يشيّعون الشهيد محمود المصري في خانيونس جنوب قطاع غزة. أ.ف.ب

استشهد شابان فلسطينيان، أمس، بقصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي، استهدف موقعاً لـ«كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» في قطاع غزة، حيث تجدّدت المواجهات قرب الحدود في منطقة خانيونس جنوب القطاع. في وقت أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تواضروس الثاني، أنهما لن يلتقيا نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الذي سيزور المنطقة في النصف الثاني من ديسمبر الجاري، عقب التحول في سياسة واشنطن حيال القدس، فيما خرجت تظاهرات في الأراضي الفلسطينية لليوم الثالث على التوالي.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد فلسطينيين اثنين، خلال قصف إسرائيلي استهدف فجر أمس، أحد المواقع جنوب مدينة غزة.

وذكر الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة، أنه تم انتشال جثمان شهيدين من موقع «قسام بدر» التابع لـ«كتائب القسام»، الذي استهدفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أنه «تم انتشال جثماني الشهيدين محمود محمد العطل (28 عاماً)، من حي الشيخ رضوان، (شرق مدينة غزة)، ومحمد الصفدي، (30 عاماً)، من حي الدرج (وسط)، من تحت ركام موقع بدر، التابع لكتائب القسام الذي قصفته قوات الاحتلال».

وقال القدرة إن «الحصيلة الإجمالية، منذ الجمعة حتى صباح السبت، في قطاع غزة بلغت أربعة شهداء و170 إصابة، منهم أربعة في حال الخطر برصاص الجيش الإسرائيلي».

كما أصيب طفل من مدرسة شهداء خزاعة جنوب قطاع غزة برصاص قوات الاحتلال، خلال مسيرة على الحدود الشرقية لمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، منددة بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها.

وبحسب مصادر أمنية فلسطينية، فإن طائرات الاحتلال استهدفت موقع القادسية بمدينة خانيونس، التابع لكتائب القسام، بصاروخين، فيما استهدفت موقع بدر وسط القطاع بثلاثة صواريخ.

وفي شمال قطاع غزة، استهدف الاحتلال موقع الإدارة المدنية شرق جباليا بصاروخ استطلاع، وبعدها بدقائق بصاروخ من طائرة حربية.

وأعلنت كتائب القسام في بيان أن الشهيدين ينتميان إليها.

وشيّع الأربعة في غزة، وسط هتافات الغضب ودعوات للانتقام من إسرائيل، وإطلاق النار في الهواء.

وفي بيان، قالت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، إننا «نهيب بأبناء شعبنا التوجه لجميع نقاط التماس، والاشتباك مع قوات الاحتلال والمستوطنين، ونؤكد أن الانتفاضة انطلقت من جديد».

واعتبرت «حماس» في تصريح صحافي أن «استهداف العدو الصهيوني وقصفه المدنيين والمؤسسات، ومواقع المقاومة في الضفة وغزة بشكل متعمد، جريمة إضافية تضاف إلى جرائمه وانتهاكاته بحق شعبنا، وتجرؤ على الدم الفلسطيني، نتيجة الغطاء والدعم الأميركي اللامحدود لهذه الجرائم والانتهاكات».

وحمّلت «حماس» «حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا التصعيد الخطر، ونتائجه التي لن تفت من عضد شعبنا وإرادته ومقاومته وانتفاضته المباركة لنصرة القدس والدفاع عنها، وإفشال كل المخططات التي تستهدف حقوقه ومقدساته».

ونظمت الجبهة الشعبية وسط غزة تظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف، ضد قرار ترامب، واعتبرت في ذكرى انطلاقتها، الخميس الماضي، أن «قرار ترامب هو إعلان حرب على شعبنا الفلسطيني، وقررنا اعتبار ذكرى الانطلاقة بداية لإشعال انتفاضة العودة والحرية والاستقلال».

في السياق، أكد مستشار الرئيس الفلسطيني مجدي الخالدي، أن الرئيس عباس لن يلتقي نائب الرئيس الأميركي، الذي سيزور المنطقة عقب التحول في سياسة واشنطن حيال القدس.

وقال لـ«فرانس برس»، أمس، «لن يكون هناك اجتماع مع نائب الرئيس الأميركي في فلسطين».

وأضاف أن «الولايات المتحدة الأميركية تخطت الخطوط الحمر بقرارها المتعلق بالقدس».

من جهته، أصدر بابا الأقباط تواضروس الثاني، أمس، إعلاناً مشابهاً، أفاد بأنه لن يلتقي بنس في القاهرة نهاية الشهر الجاري، احتجاجاً على قرار واشنطن حيال القدس.

وجاء في بيان مقتضب للكنيسة القبطية المصرية، أنها تعتذر عن استقبال نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال الزيارة المزمع القيام بها في ديسمبر الجاري، «نظراً للقرار الذي اتخذته الإدارة الأميركية بخصوص القدس، ودون اعتبار لمشاعر الملايين من الشعوب العربية».

إلى ذلك، اندلعت مواجهات جديدة أمس، عندما ألقى متظاهرون فلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة الحجارة على عناصر الأمن الإسرائيليين، الذين ردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن 4500 فلسطيني شاركوا في الاحتجاجات على الحدود بين غزة وإسرائيل.

وأضاف أن قواته أطلقت النار على «عشرات» وصفهم بأنهم يقودون الاضطرابات.

وفي الضفة الغربية، شارك آلاف الفلسطينيين في مواجهات مع قوات الاحتلال. وقال الجيش الإسرائيلي انه اعتقل على إثرها 28 شخصاً، وأصيب 65 بجروح.

وفي شرق القدس، قالت مصادر فلسطينية إن الشرطة الإسرائيلية «قمعت» تظاهرة في شارع صلاح الدين قبالة سور القدس التاريخي من جهة باب الساهرة.

وقالت مصادر محلية إن 10 متظاهرين فلسطينيين أصيبوا بحالات اختناق وبالرصاص المطاطي.

ولاحقاً ذكرت المصادر أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة «فتح» جهاد أبوزنيد.

وبينما لاقى قرار ترامب ترحيباً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا أنه أثار تنديداً دولياً.

وأصرّت خمس دول أوروبية في مجلس الأمن على أن السياسة الأميركية الجديدة غير متوائمة مع القرارات الأممية، وأكدت أن القدس الشرقية هي أرض محتلة.

وطالب ثمانية من أعضاء المجلس الـ15 بالاجتماع الرمزي، حيث لم يخططوا للتصويت على أي قرار، كون الولايات المتحدة تملك حق «الفيتو». ورحّب عباس بالمواقف الدولية.

 

تويتر