الحوثيون يجرّدون وزراء المخلوع من صلاحياتهم

«الشرعية» تدفع بتعزيزات إلى نهم تمهيداً لحسم معركة صنعاء

قوات من الشرعية في منطقة المخدرة بمحافظة مأرب. رويترز

دفعت قوات الجيش اليمني والتحالف العربي بتعزيزات عسكرية جديدة إلى جبهات نهم على تخوم العاصمة اليمنية صنعاء، هي الثالثة في أقل من 10 أيام، والتي تأتي في إطار حسم معركة العاصمة، فيما واصلت قوات الجيش تقدمها في جنوب وغرب تعز مع استمرار المعارك في جبهات عدة ضد الميليشيات الانقلابية، شاركت فيها مقاتلات التحالف بكثافة. وعلى صعيد الخلافات بين طرفي الانقلاب، كشفت مصادر مطلعة في العاصمة عن مخطط حوثي يستهدف قيادات حزب المخلوع صالح وتجريدهم من صلاحياتهم.

وتفصيلاً، أكدت مصادر ميدانية في مديرية نهم شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء وصول تعزيزات عسكرية جديدة تابعة للمديرية قادمة من مأرب والحدود السعودية تضم أسلحة وعتاداً عسكرياً نوعياً إلى جانب العشرات من الجنود المدربين على أيدي قوات التحالف العربي للمشاركة في حسم معركة تحرير العاصمة، التي تخوضها قوات الجيش على مختلف جبهات القتال في المديرية منذ أيام.

وأشارت المصادر إلى أن التعزيزات الجديدة انتشرت في ثلاث مناطق بالمديرية هي «الحول والشبكة والعياني»، فيما تقدمت وحدات عسكرية كانت في تلك المناطق نحو خطوط التماس الأولى على مشارف مديريتي «بني حشيش وأرحب»، وفي محيط نقيل «بن غيلان» الاستراتيجي.

إلى ذلك، تمكنت قوات الجيش بمساندة مقاتلات التحالف من التقدم والسيطرة على منطقة العظيمة بنهم بعد معارك عنيفة خاضتها ضد الميليشيات الانقلابية التي تكبدت قتلى وجرحى، فيما فر عدد منهم باتجاه مديرية أرحب.

من جانبها، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات النوعية على مواقع الميليشيات في نهم وخولان، موقعة فيهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، وفقاً لمصادر ميدانية أكدت مصرع القيادي الحوثي مجاهد القصير، والقائد الميداني البارز في صفوف الميليشيات حميد صالح الذيباني، إلى جانب عدد من مرافقيهما في تلك الغارات التي دمرت أربعة أطقم ومدرعة عسكرية تابعة للميليشيات.

وعلى صعيد الخلافات بين طرفي الانقلاب بصنعاء، كشفت مصادر مطلعة في العاصمة عن مخطط حوثي يستهدف قيادات حزب المخلوع صالح (حليفهم في الانقلاب)، منها إقصاء وزراء المؤتمر في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، إلى جانب إجراء تغييرات في ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى، منها تغيير نائب رئيس المجلس المحسوب على المؤتمر قاسم راجح لبوزة، الذي قدم استقالته نتيجة الخلافات بينه وبين رئيس ما يسمى «المجلس السياسى» للانقلابيين

صالح الصماد حول الإجراءات التي اتخذها الأخير بشأن الأزمة النفطية، ورفضه قرارات وزير النفط المحسوب على صالح، ذياب بن معيلي، في هذا الشأن.

وأشارت المصادر إلى أن الصماد جرد أخيراً وزير الاتصالات في حكومة بن حبتور جليدان محمود جليدان المحسوب على المخلوع صالح من صلاحياته المالية، في ضربه جديدة توجهها جماعة الحوثي لشريكها في الانقلاب، ووجه الصماد وزير المالية والبنك المركزي بصنعاء بتجميد أرصدة مؤسسات الاتصالات، كما اتهم جليدان بالسرقة وتحويل أموال طائلة لمصلحة حزب المؤتمر.

وأكدت المصادر أن إجراءات الصماد ضد جليدان جاءت عقاباً له على كشفه أخيراً أن الاتصالات ومؤسساتها المختلفة ورّدت أخيراً أكثر من 90 مليار ريال إلى وزارة المالية التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء، ما يعني أن الميليشيات لديها القدرة المالية على صرف مرتبات الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرتها .

كما عمدت جماعة الحوثي إلى تجريد وزير الداخلية المحسوب على صالح اللواء محمد عبدالله القوسي، من صلاحياته ومنحها للمشرف الحوثي الذي تم تعيينه أخيراً نائباً لوزير الداخلية عبدالحكيم الخيواني المكنى «أبوالكرار»، وفقاً للسكرتير الصحافي المخلوع نبيل الصوفي، الذي قال إن الوزير القوسي بات عبارة عن ديكور مسلوب الصلاحية، وإن «أبوالكرار» يرفض تسليم الوزير مهامه، في مخالفة للاتفاق السياسي الذي جرى بين شريكي الانقلاب.

من جهة أخرى، بدأت الميليشيات الانقلابية فرض إتاوات مالية بالقوة على سكان المدن والمناطق الخاضعة لسيطرتها، منها العاصمة صنعاء، تحت ذريعة دعم «المجهود الحربي»، وقامت بعملية نشر لمسلحيها عبر الأطقم العسكرية التي تم نهبها من مؤسسات الأمن والجيش في 2014 في شوارع المدينة وأحيائها، لمطالبة سكان المدينة بتلك المبالغ، ومن يرفض يتم اعتقاله.

وفي مأرب شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات في غرب صرواح ومديرية حرييب القراميش على تخوم مديرية نهم، موقعة فيهم خسائر فادحة، فيما تمكنت وحدات من الجيش الوطني من التقدم صوب منطقة فرع العرقوب والمشجح، وسط تحليق مكثف لمقاتلات التحالف في سماء المنطقة لمنع أي تحركات للميليشيات.

وفي الجوف، تمكنت قوات الجيش من السيطرة على أجزاء كبيرة من منطقة أسفل مزوية بعد وصول تعزيزات عسكرية مساندة لها من المنطقة السادسة، وفقاً لمصادر ميدانية أكدت مواصلة الجيش تقدمه في المنطقة التي ستقود إلى فتح جبهات جديدة باتجاه ريف العاصمة الشرقي.

وفي صعدة، دمرت مقاتلات التحالف منصة إطلاق صواريخ تابعة للميليشيات في مديرية كتاف الحدودية مع السعودية، كما قصفت مواقع لهم في مديريات منبه وغمر وباقم، كما استهدفت تعزيزات للميليشيات على الطريق الرابط بين البقع ومدينة صعدة، ما أدى إلى تدمير آليتين عسكريتين وإعطاب أخرى.

وفي تعز، تمكنت قوات الجيش من السيطرة على منطقة الكدمة في مقبنة غرب تعز، بعد معارك عنيفة ضد الميليشيات خلفت أربعة قتلى وثلاثة جرحى في صفوف الانقلابيين، فيما تمكنت وحدات من اللواء الرابع مشاة التابع للشرعية من السيطرة على تبة الكربة والمناطق المحيطة بها في حيفان جنوب المحافظة، وبدأت في نزع الألغام التي زرعتها الميليشيات في المنطقة.

إلى ذلك، أكدت مصادر ميدانية مصرع القيادي الحوثي وقائد جبهات جبل الصفي ودرسة الحكمة في الوازعية المكنى «أبوالهادي» على يد قوات الجيش في المعارك الأخيرة على تخوم المديرية من الجهة الجنوبية، إلى جانب عدد من مرافقيه.

وفي الحديدة، تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير آليات عسكرية للميليشيات في منطقة موشج بمديرية الخوخة، فيما قصفت مواقع لهم في محيط جبهتي حرض وميدي في محافظة حجة.

وفي شبوة، تمكنت قوات الجيش من إفشال هجوم جديد للميليشيات على مواقعهم في محيط حيد بن عقيل الواقع شمال مديرية عسيلان.

وفي البيضاء لقي 16 من عناصر الميليشيات مصرعهم وأصيب آخرون على يد المقاومة الشعبية التي تمكنت من إعطاب آليات عسكرية لهم في مديريتي محن يزيد، وولد ربيع في قضاء رداع، وحررت فيهما عقبة زعج وكسرت الحصار على جبل نوفان في المنطقة ذاتها.

من جهة أخرى، اندلعت مواجهات عنيفة بين المقاومة والميليشيات التي حاولت قطع الطريق الرابط بين البيضاء ومأرب في منطقة قيفة رداع، ما أوقع تسعة قتلى وعدداً من الجرحى في صفوف الانقلابيين، وفقاً لمصادر بالمقاومة.

تويتر