مواجهات في جبهات عدة.. وتصاعد الخلافات في أوساط الانقلابيين

«الشرعية» تسيطر على مواقع لقوات المخلوع في محيط صنعاء

عناصر من الشرعية في تعز يحتفون بانتصاراتهم. إي.بي.إيه - أرشيفية

حققت قوات الجيش اليمني تقدماً جديداً في جبهات مديرية نهم، شمال شرق العاصمة صنعاء، بالسيطرة على مواقع «مؤخرة قوات الحرس الجمهوري التابعة للمخلوع صالح»، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف العربي، فيما تواصلت المواجهات بين الجيش والميليشيات الانقلابية في بقية الجبهات، وسط تصاعد الخلافات والانهيار النفسي في أوساط الانقلابيين.

وتفصيلاً، أكدت مصادر عسكرية ميدانية في مديرية نهم، تمكن الجيش من تحرير تباب الرباح وصالح، المشرفة على وادي «محلي»، الذي يربط سهول نهم بنقيل بن غيلان الاستراتيجي، الهدف المقبل لقوات الجيش الوطني والتحالف العربي، باعتباره مفتاح النصر في معركة تحرير العاصمة اليمنية من الميليشيات الانقلابية.

وأشارت المصادر إلى أن قوات الجيش قامت بالتفاف ناجح على الميليشيات الانقلابية المتمركزة في منطقة تباب كيال الرباح وصالح، ومنطقتي بني ناجي والعروض في جبهة «محلي»، التي تتمركز فيها أخيراً قوات الحرس الجمهوري التابعة للمخلوع في نهم، وتمكنت من السيطرة عليها، بعد معارك خلّفت 10 قتلى، وأكثر من 20 مصاباً في صفوف الميليشيات، وأدت إلى أسر القيادي الحوثي البارز، أبوالكرار الكحلاني، وأربعة من عناصره، أثناء محاولتهم نقل كميات من الأسلحة والذخائر إلى مواقع الميليشيات، والتي تمت غنيمتها هي الأخرى من قبل قوات الجيش.

وقالت المصادر إن مقاتلات التحالف أسهمت بشكل كبير في دحر الانقلابيين من تلك المواقع، كما استهدفت تعزيزات عسكرية لهم في نقيل بن غيلان، ما خلّف قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، التي تعمل على بناء تحصينات وإعادة تمركز لعناصرها في النقيل المطل على مطار صنعاء الدولي، وقاعدة الصمع العسكرية.

وكانت قوات الجيش، مسنودة بالتحالف العربي، تمكنت من السيطرة على تلك المواقع، فيما شهدت ميمنة الجيش في اتجاه بني محمد ومسورة والمجاوحة وبران تقدماً كبيراً على حساب الميليشيات المتراجعة باتجاه تخوم مديريتي ارحب وبني حشيش، فيما شهدت ميسرة الجيش في المدفون وقرون ودعة مواجهات واشتباكات عنيفة بين الجانبين، خلّفت قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات.

وأوضحت المصادر أن قوات الجيش، بمساندة التحالف، تسعى لاستكمال تحرير المناطق المحيطة بنقيل بن غيلان، وتلك التي تؤدي إلى تخوم مديرية بني حشيش، قبل البدء بتحرير مديرية أرحب، التي وصلت إلى تخومها قوات الجيش قبل أيام، كي تتوحد الجبهات في عمليات عسكرية مشتركة عبر ثلاث جبهات، بني حشيش ونقيل بن غيلان وأرحب، للوصول إلى أطراف العاصمة الشرقية والشمالية.

وأكدت مواصلة قوات الجيش زحفها تجاه نقيل بن غيلان من جهتين، وسط تراجع الميليشيات، وسحب عناصرها والمدافع والأسلحة الثقيلة إلى النقيل للتحصن فيه، وسط أنباء عن وجود حالة من الارتباك والتشتت والخلافات والانهيار النفسي والعصبي في أوساط عناصرها في جبهات نهم، بعد تلقيها خسائر كبيرة على يد قوات الجيش ومقاتلات التحالف في الآونة الأخيرة، إذ تشير الإحصاءات غير الرسمية إلى مصرع وإصابة أكثر من 500 عنصر منهم خلال الأسبوعين الماضيين في نهم وحدها، إلى جانب وقوع عدد من عناصرهم في الأسر، وتسليم آخرين أنفسهم طواعية للجيش الوطني.

وفي العاصمة صنعاء، بدأت الميليشيات بتجنيد عناصر تابعة لها، بعيداً عن حليفها صالح، في أجهزة الأمن والاستخبارات، تخوفاً من خيانة عناصر المخلوع العاملة في تلك الأجهزة بتوجيهات منه، وفتح وتسليم المدينة لقوات الجيش والتحالف.

ووفقاً لمصادر مقربة من الميليشيات، فإن الحوثيين استقدموا عناصر مخابراتية من إيران و«حزب الله»، للقيام بمهمة التدريب، كي تتمكن من تعيينهم في جهازي الأمن السياسي «المخابرات»، والأمن القومي، اللذين تسيطر عليهما عناصر محسوبة على المخلوع صالح.

في الأثناء، شنت وسائل إعلام تابعة للمخلوع هجوماً على زعيم الميليشيات الحوثية، عبدالملك الحوثي، والقيادي في صفوف الجماعة، ورئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، على خلفية إلغاء القرارات الصادرة من وزير النفط والمعادن، ذياب محسن بن معيلي، المحسوب على حزب المخلوع، بشأن التعيينات في الوزارة والمؤسسات والشركات التابعة لها. وفي الجوف، أكد الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية السادسة، العقيد عبدالله الأشرف، لـ«الإمارات اليوم»، استكمال تطهير المواقع المحررة بين محافظتي الجوف وصعدة من جهة جبهات الغريميل والقفال، حيث يرابط اللواء الأول حرس حدود.

وفي مأرب، واصلت قوات الجيش قصفها مواقع الميليشيات في أطراف مديرية صرواح ومركزها، التي تتحصن فيها فلولها، وتمكنت من صد محاولة تقدم للانقلابيين باتجاه مواقعهم في تبة المطار المطلة على مركز المديرية، وكبدتهم خسائر كبيرة.

وفي شبوة، لقي ثلاثة من عناصر الميليشيات مصرعهم، وأصيب آخرون، في المواجهات التي شهدتها منطقة حيد بن عقيل بمديرية عسيلان، بعد محاولتهم التقدم باتجاه مواقع الجيش الوطني في المنطقة، وبالقرب من قرية الخالدة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجانين. وفي البيضاء، أكدت مصادر في المقاومة الشعبية أن الميليشيات بدأت تبحث عن خروج من مأزق تورطها بالوجود في مديرية «ذي ناعم»، وقامت بإرسال عدد من مشايخ المنطقة لعمل صلح واتفاق مع المقاومة، يقضي بتأمين انسحابهم من المديرية.

وفي إطار استمرار الميليشيات في ارتكاب جرائها بحق اليمنيين، أقدم مسلح حوثي في حجة على قتل مسن معاق أمام أولاده في منطقة كحلان الشرف، كما تم قتل أحد أبناء منطقة بيت جعمان في عمران، يدعى عادل منصور جعمان، في سوق الذهب، على يد مسلح حوثي أمام المرتادين للسوق.

وفي ذمار، قتلت عناصر مسلحة حوثية معلماً يدعى علي صبر في مديرية جبل الشرق، بعد أن اقتحمت منزله، أمام زوجته وأطفاله في مديرية جبل الشرق، فيما أعدمت الميليشيات أحد عناصرها، ويدعى وليد غالب، أحد منتسبي قوات الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع، والمكنى «أبوحرب»، في منطقة العفيرة بمديرية مقبنة، وتم رمي جثته في أحد الأودية بالمنطقة.

وفي صعدة، أقدمت الميليشيات على اختطاف 10 أطفال، بعد اقتحامها مدرسة الرضوان بمنطقة بني سعد في مديرية ساقين، محدثة فزعاً في أوساط طلاب المدرسة.

تويتر