في إطار الحسم العسكري لإنهاء الانقلاب

«الشرعية» تسيطر على أجزاء من معسكر خالد بتعز

عناصر من قوات الشرعية في الطريق المؤدي إلى معسكر خالد. أ.ف.ب

أكدت مصادر عسكرية يمنية، أن رفض الميليشيات الانقلابية جميع المبادرات الداعية للحل بطرق سلمية، يؤكد أن الخيار العسكري بات الخيار الوحيد لإنهاء الانقلاب، وفيما تمكنت قوات الشرعية من السيطرة على أجزاء من معسكر خالد بمديرية موزع غرب تعز، استمرت المعارك والغارات في جبهات صنعاء والجوف وحجة.

وتفصيلاً، أكدت مصادر عسكرية يمنية انتهاء كل الخيارات السلمية بشأن حل الأزمة اليمنية، نتيجة رفض الميليشيات كل المبادرات التي طرحت من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشأن الحل السياسي، وأن الخيار العسكري بات الخيار الوحيد لإنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية إلى اليمن.

وأشارت إلى أن استمرار الميليشيات برفض جميع المبادرات التي طرحت بشأن حل الأزمة اليمنية، والتي كانت آخرها المبادرة بشأن تسليم ميناء الحديدة إلى طرف ثالث محايد لإدارته، والعمليات الإنسانية من خلاله، فضلاً عن استمرار الميليشيات الانقلابية إطلاق صواريخ بالستية إيرانية الصنع، باتجاه المناطق والمدن المحرّرة في اليمن، وأخرى باتجاه الحدود السعودية، دفعت قوات الشرعية والتحالف العربي إلى جعل خيار الحسم العسكري الخيار الوحيد لإنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية لليمن. وأوضحت أن الغارات المكثفة من قبل مقاتلات التحالف على معاقل الميليشيات الرئيسة في صنعاء وصعدة وعمران وحجة وغيرها من المناطق العسكرية التي تسيطر عليها، تأتي في إطار خيار الحسم، إلى جانب تصعيد قوات الشرعية والتحالف من عملياتها العسكرية في جبهات حاسمة وتحقيقها انتصارات متسارعة، تشير إلى بدء خيار الحسم العسكري. وأكدت المصادر أن قيادات عسكرية بارزة، فضلاً عن جماعات سياسية في المناطق الخاضعة للانقلابيين باتت مقتنعة بأن خيار الحسم العسكري هو الخيار الوحيد لإنهاء الانقلاب، والقضاء على جماعة الانقلاب التي باتت تشكل تهديداً حقيقياً على حياة سكان تلك المناطق، لما تقوم به من جرائم ضد الإنسانية تتمثل في القتل والتنكيل والتشريد والتقطيع والنهب والسلب والفساد في كل أشكاله البشعة، وتقوم بعملية قتل جماعية لسكان تلك المناطق، بطرق خبيثة بمشاركة عناصر إيرانية ومن «حزب الله» اللبناني. إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية أخرى في العاصمة صنعاء، أن قوات المخلوع صالح من الحرس والخاصة، بدأت باتخاذ وضع القتال والانتشار في محيط العاصمة، فضلاً عن إعلان بعض القبائل الموالية له النفير والاستعداد للانقضاض على الميليشيات الحوثية، التي تحاول هي الأخرى الاستيلاء على قوات صالح قبل تصفيته، باعتباره يشكل تهديداً على تنفيذ مشروعها وبقائها في سدة السلطة بالمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتوقعت تلك المصادر أن تشهد الأيام القليلة المقبلة محاولة تصفية أحد طرفي الانقلاب من قبل الآخر، للانفراد بالقرار، والسيطرة على ممتلكات الدولة بشكل انفرادي وفرض نفسه أمام أي خيارات تفاوض من قبل المجتمع الدولي.

في سياق متصل، واصلت مقاتلات التحالف تكثيف غاراتها النوعية ضد مواقع الميليشيات في معاقلها الرئيسة في صنعاء وعمران وصعدة، إلى جانب استهدافها تعزيزاتها وثكناتها العسكرية في مواقع التماس على مختلف الجبهات، بلغت عددها على معاقلها الثلاثة خلال اليومين الماضيين إلى اكثر من 133 غارة جوية، وفقاً لمصادر عسكرية تابعة للشرعية، حيث استهدفت إحداها عبدالمجيد بدر الدين الحوثي، شقيق زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي في جبهة باقم بصعدة، ما أدى إلى مصرعه وعدد من مرافقيه، وفقاً لمصادر ميدانية. وفي مأرب، تمكنت قوات الجيش والأمن من أسر أحد قيادات الحوثي يدعى صالح محمد القاضي، في جبهة جبل الأشقري شرق سوق صرواح، الذي ينتمي إلى منطقة «جحانة» بصنعاء.

وفي تعز، تمكنت قوات الجيش من السيطرة على أجزاء من معسكر خالد بمديرية موزع غرب تعز، وسط حالة من الفرار الجماعي لعناصر الميليشيات الانقلابية، فيما بدأت عمليات مكثفة لنزع الألغام من قبل الشرعية، لإفساح المجال أمام تقدم القوات إلى داخل المعسكر، من الجهتين الشرقية والشمالية.

يأتي ذلك مع استمرار مقاتلات التحالف استهدافها بشكل مكثف مواقع وتحصينات الميليشيات داخل المعسكر، وأخرى في شرق موزع، كما استهدفت تعزيزات لها في منطقة «العريش» بمدينة البرح التابعة لمديرية مقبنة غرب المدينة، ما أدى إلى تدمير آليات عسكرية.

وفي تطور لافت تمكنت قوات الجيش في جبل «الطي صبن» بمديرية قدس جنوب تعز، من التصدي لمحاولة تقدم للميليشيات باتجاه منطقة «الزبيرة» على طريق عدن تعز، ما أسفر عن مقتل خمسة من الميليشيات وإصابة آخرين، وفقاً لمصادر ميدانية بالمنطقة.

وفي جبهة المدينة الشرقية لتعز، تمكنت قوات الجيش من إفشال هجوم للميليشيات على مواقعها في وادي صالة ومحيط التشريفات والقصر، وقصفت مواقع الميليشيات في تبتي السلال وسوفتيل، ما أسفر عن مقتل أربعة من الميليشيات، وإصابة خمسة آخرين.

وفي حجة، واصلت مقاتلات التحالف استهدافها مواقع الميليشيات وتعزيزاتها على طول المناطق المحيطة بمدينة ميدي وصحراء المدينة الممتدة باتجاه وادي تهامة نحو الحديدة وأخرى باتجاه منطقة حيران حجة، التي تمكنت من قطع آخر خطوط الإمداد عن الميليشيات القادمة من حجة. كما استهدفت مقاتلات التحالف آليات عسكرية منصة إطلاق صواريخ في مزارع الجر، التابعة للمخلوع صالح في مديرية عبس، كما شنت 13 غارة على محيط حرض، أدت إلى تدمير أنفاق للميليشيات وآليات عسكرية كانت متمركزة في تلك المناطق.

وفي الجوف، اشتدت المعارك بين الجانبين في محيط مديرية المصلوب القريبة من محافظة عمران الواقعة بين صنعاء وصعدة، بعد تقدم قوات الجيش باتجاه مواقع جديدة، محاولة منها الوصول إلى طرق الإمداد القادمة من عمران باتجاه الجوف، للسيطرة ومنع الإمداد عن الميليشيات القادمة من عمران وصعدة. كما شهدت منطقة اسفل العقبة بين الحزم وخب والشعف معارك عنيفة بين الجانبين، بعد محاولة الميليشيات التقدم باتجاه مواقع الجيش بالمنطقة، فضلاً عن استمرار معارك الكرّ والفرّ في جبهات المتون.

تويتر