مؤشرات إلى بدء معارك الحسم في جبهات اليمن

«الشرعية» تتقدم في حجة وشرق تعز وتقترب من صنعاء

مقاتلون من قوات الشرعية يحاصرون موقعاً للميليشيات في تعز. أ.ف.ب

شهدت جبهات «ميدي» في حجة و«نهم» شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، وشرق مدينة تعز، معارك عنيفة بين الجيش الوطني بمساندة التحالف العربي من جهة، والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى، تمكنت خلالها قوات الشرعية من تحقيق انتصارات نوعية، والسيطرة على مناطق استراتيجية فيها، فيما استمرت المواجهات بين الجانبين في جبهات «مأرب والبيضاء والجوف وصعدة».

وأكدت مصادر عسكرية رفيعة، تابعة للشرعية اليمنية، أن تباشير معركة تحرير محافظة الحديدة ومينائها الاستراتيجي بدأت من خلال المعارك التي اندلعت في المناطق والجبهات الرئيسة المعدة لتحريرها في جنوب وشمال المحافظة، إلى جانب استكمال الاستعدادات العسكرية البحرية من قبل قوات التحالف العربي وحلفائها الرئيسين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا، لبدء معركة تحرير الساحل الغربي لليمن، وقطع طرق الإمداد الإيرانية المتجهة إلى الميليشيات الحوثية في اليمن، والتي صنفتها كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام القمة العربية الإسلامية الأميركية، التي عقدت أول من أمس، في العاصمة السعودية الرياض، بأنها «ميليشيات إرهابية»، إلى جانب «حزب الله» اللبناني، و«القاعدة»، و«داعش»، للمرة الأولى، ما يعد مؤشراً إلى اشتراك القوات الأميركية في مكافحة الإرهاب ضد الحوثيين في اليمن.

20

مسلحاً من عناصر الميليشيات قتلوا وأصيب 50 آخرون في معارك جبهة ميدي فيما تم أسر أكثر من 11 منهم كانوا في أحد الأنفاق في صحراء ميدي.

وأوضحت المصادر أن ما شهدته العاصمة السعودية، خلال زيارة الرئيس الأميركي ترامب، حول اليمن، والحد من التدخلات الإيرانية في المنطقة، يعد مؤشراً واضحاً «وضوءاً أخضر» من الإدارة الأميركية الجديدة لقوات التحالف والشرعية اليمنية ببدء مرحلة الحسم العسكري ضد الميليشيات الانقلابية، على عكس الإدارة السابقة التي كانت تضع عراقيل أمام حسمها، ومنها جبهات «الحديدة وصنعاء وصعدة وتعز»، وهي الجبهات التي بدأت فيها معارك الحسم أمس، وفقاً لمصادر عسكرية ميدانية بمساندة قوية من مقاتلات التحالف العربي.

وفي هذا الصدد، تمكنت قوات الجيش الوطني بمساندة قوات التحالف من السيطرة على مواقع عسكرية استراتيجية شمال شرق «ميدي» التابعة لمحافظة حجة اليمنية الواقعة على الحدود الجنوبية للسعودية، وفرضت سيطرتها على 20 موقعاً عسكرياً، وتطهيرها بالكامل من الألغام والمتفجرات والجيوب التابعة للميليشيات، وفقاً لمصادر عسكرية في المنطقة الخامسة، أكدت استمرار تقدم الجيش الوطني بمساندة التحالف في جبهات حجة «حرض وميدي» عبر محاور عدة، في إطار استراتيجية «معركة الحسم»، وتحرير «الساحل الغربي لليمن»، وتمكنت من السيطرة على «مزارع النسيم» و«الحثيرة» شرق مديرية ميدي، واقتربت كثيراً من الالتحام مع جبهة «حرض»، التي تتقدم فيها قوات الشرعية اليمنية بمساندة الجيش السعودي من القوات البرية وحرس الحدود، وفقاً لمصادر ميدانية بالمنطقة.

ووفقاً للمصادر، فإن أكثر من 23 كيلومتراً مربعاً تم تطهيرها وتأمينها بالكامل من الميليشيات والألغام خلال اليومين الماضيين، والتي كانت تحوي أنفاقاً وخنادق استحدثتها الميليشيات خلال وجودها في تلك المنطقة، لإعاقة تقدم القوات باتجاه الطرق المؤدية مباشرة إلى العمق التهامي باتجاه الحديدة، ونحو مديريات غرب حجة، التي ستقود قوات الشرعية مباشرة إلى العاصمة صنعاء وعمران.

وأوضحت المصادر أن جبهتي ميدي وحرض باتت في حكم المحررة، وأن الهدف المرسوم للقوات المشتركة هو الحديدة، بعد تأمين تلك المناطق بالكامل، والتي تجري فيها حالياً عمليات تمشيط واسعة لما تبقى من جيوب صغيرة للميليشيات.

وكانت مصادر عسكرية تابعة للقيادة المركزية للجيش الوطني أكدت لـ«الإمارات اليوم»، أن ساعة الحسم العسكري في اليمن بدأت فعلاً، من خلال بدء معارك التحرير في شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، وفي ميدي وحرض وتعز والجوف وصعدة وصرواح مأرب، وأن الأيام المقبلة ستشهد الكثير على أرض المعارك لا يمكن الكشف عن طبيعتها حالياً.

وفي جبهة الساحل الغربي لتعز «الجبهة الأخرى لتحرير الحديدة»، واصلت قوات الجيش الوطني تقدمها نحو مديرية الخوخة، انطلاقاً من منطقة «الزهاري»، وسط معارك عنيفة خلّفت ثلاثة قتلى وعدداً من الجرحى في صفوف دورية حوثية حاولت الاقتراب من الطريق التي تتخذها قوات الجيش مسلكاً باتجاه الخوخة، والتي وصلت منطقة «المزارع» على تخوم الخوخة، أولى مديريات الحديدة من جهة الجنوب.

ووفقاً لمصادر ميدانية، تمكنت قوات الجيش من التقدم إلى «شرق جنوب الشاذلية وقرية السداد شرق الرويس» على تخوم الخوخة مباشرة، وبدأت تتمركز فيها استعداداً لتحرير المديرية الأولى للحديدة «الخوخة»، بمشاركة «لواء الصقور» الذي تم تشكيله من أبناء إقليم تهامة، وتلقى تدريبه على أيدي قوات التحالف.

من جهة أخرى، تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير تعزيزات عسكرية للانقلابيين في مفرق مقبنة، وتشهد جبهات «قرية المربادة وجبل العويد» معارك عنيفة ضد الميليشيات التي حاولت التقدم إلى تلك المواقع التي خسرتها أخيراً، مع استمرار المعارك في محيط معسكر خالد في موزع غرب تعز. وفي تطور لافت، تمكنت قوات الجيش من «اللواء 22 مشاة» شرق تعز من السيطرة على عدد من المباني والأحياء في محيط التشريفات والقصر الجمهوري، ومنها «عمارة الدهبلي»، التي كانت تشكل عائقاً كبيراً أمام تقدم الأبطال نحو مواقع جديدة باتجاه فرزة صنعاء بالحوبان، إلى جانب تطهر «محيط كلية الطب ومبنى البنك المركزي» المطلين على معسكر التشريفات مباشرة، والذي بات تحت السيطرة النارية لقوات الجيش، وفقاً لمصادر ميدانية بالمنطقة. وفي جبهات نهم شمال شرق العاصمة، أكدت مصادر ميدانية أن قوات الجيش والمقاومة، بمساندة التحالف العربي، تمكنت من التقدم نحو مناطق «القرن المدفون ومفرق ضبوعة وبني بارق وبران»، في هجوم مباغت شنته على مواقع الميليشيات في تلك المناطق، أوقعت خسائر كبيرة في صفوفهم، فيما فر عدد كبير منهم.

وقالت المصادر نفسها إن «ثلاث ساعات» فقط من المعارك مكنتهم من التقدم نحو مناطق جديدة، وسط انهيار الميليشيات، خصوصاً في منطقة «بران» التي استعادت فيها قوات الجيش تلال «الصافح غرب سد بران»، وتمكنت مقاتلات التحالف المساندة لتقدم الجيش من تدمير تعزيزات للميليشيات تضم عربات عسكرية على متنها رشاشات «23» بمفرق قطبين بمديرية نهم.

وتأتي مارك نهم الجددة بعد أيام من كشف مصادر عسكرية لـ«الإمارات اليوم» عن وصول تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، واستكمال إعادة انتشار قوات الشرعية والمقاومة في محيط مديريات نهم وارحب وبن حشيشي، استعداداً لبدء مرحلة عسكرية جديدة لتحرير مناطق جديدة في شمال وشرق العاصمة.

من جهة أخرى، تمكنت الدفاعات الجوية التابعة للتحالف في مأرب من اعتراض صاروخ باليستي في أجواء المحافظة، أطلقته الميليشيات، وتم تدميره في الجو. وفي صعدة واصلت مقاتلات التحالف قصفها مواقع وتعزيزات الميليشيات في مديرية مجز، التي تضم عدداً من قواعد إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه السعودية، وتمكنت من تدمير مخزن أسلحة هو الثاني في المديرية خلال ثلاثة أيام، إلى جانب تدمير منصة إطلاق صواريخ محلية الصنع.

تويتر