Emarat Alyoum

مواجهات بين طرفي الانقلاب في صنعاء

التاريخ:: 20 مايو 2017
المصدر: صنعاء - الإمارات اليوم
مواجهات بين طرفي الانقلاب في صنعاء

منعت عناصر قوات المخلوع صالح الانقلابية عناصر الحوثي من الوصول إلى المناطق الجنوبية للعاصمة صنعاء، التي يقع فيها جامع الصالح ومعسكرات الحرس والحماية الرئاسية ودار الرئاسة، فيما تواصلت الدعوات من طرفي الانقلاب إلى تظاهرات حاشدة، اليوم، في جنوب العاصمة بالنسبة لـ«المؤتمر جناح صالح»، وشمال العاصمة لـ«أنصار الحوثيين»، في حين وصلت قوات عسكرية ضخمة إلى مأرب، مع استمرار المواجهات في جبهات تعز والجوف وحجة.

قتل ستة من عناصر الميليشيات في حجة، بينهم قيادي، وأصيب 11 آخرون بغارات للتحالف العربي، استهدفت تعزيزات لهم كانت في طريقها من مديرية عبس على طريق حيران.

وتمكنت قوات المخلوع صالح من أفراد الحماية الرئاسية وقوات الحرس الجمهوري السابق، وقوات الأمن الخاصة «الأمن المركزي سابقاً»، من إفشال محاولات الحوثيين التقدم نحو جنوب العاصمة، أمس، للسيطرة على جامع الصالح ومؤسساته المختلفة، إلى جانب المناطق المحيطة به والممتدة بين دار الرئاسة ومعسكرات الحماية الواقعة في جبل النهدين المطلة على ميدان السبعين جنوب العاصمة.

وتصاعدت الخلافات بين طرفي الانقلاب، ووصلت إلى حد التهديد من قبل الحوثيين، بقيادة من يسمى رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، الذي عمل خلال الأيام القليلة الماضية، على حشد أنصاره في مقر ما كان يعرف بالفرقة الأولى مدرع الواقعة شمال المدينة، بالسيطرة على أجزاء ومرافق مهمة تتبع المخلوع صالح وأنصاره في جنوب المدينة.

يأتي ذلك في أعقاب طرد قوات الحرس والحماية الرئاسية عناصر الميليشيات من جامع الصالح والمناطق الجنوبية للمدينة، أثناء محاولاتهم ترديد شعاراتهم المعروفة «بالصرخة» في جامع الصالح، وسعيهم المستمر للسيطرة على قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح، التي نص اتفاق التحالف بينهما على عدم الاقتراب منها، مقابل تسليم معسكرات وزارة الدفاع وألوية الفرقة ومقارها التي كانت خاضعة لسيطرة نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن صالح، أثناء اقتحامهم العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.

على الصعيد نفسه، يحشد طرفا الانقلاب عناصرهما للخروج في تظاهرات مضادة ستشهدها العاصمة اليوم، الأولى في ميدان التحرير، ودعت إليها عناصر وأنصار المخلوع صالح، تنديداً بما سموه فساد الحوثيين، وإيصال البلاد إلى مرحلة الكوارث الاقتصادية والصحية، في ظل انتشار وباء «الكوليرا»، فيما تسعى الميليشيات الحوثية إلى تنظيم تظاهرة مضادة في شمال المدينة، حيث تتمركز عناصرها بشكل كبير في حي الجراف الشبيه بالضاحية الجنوبية لبيروت التابعة لـ«حزب الله».

من جهة أخرى، واصلت مقاتلات التحالف العربي شن غاراتها على مواقع الميليشيات الانقلابية في محيط العاصمة صنعاء، مستهدفة معسكراً تدريبياً في منقطة «همدان» شمال غرب المدينة، التي أدت إلى تدمير مخزن سرّي للأسلحة في منطقة صغيرة تسمى «الكسارة»، ما خلف انفجارات وتطايراً للمقذوفات على مدار ساعة كاملة.

وفي نهم، شمال شرق المدينة، أكدت مصادر ميدانية وصول قوات عسكرية تابعة للشرعية من مأرب، التي وصلتها أيضاً تعزيزات مماثلة للتحالف والشرعية، في إطار الاستعداد لحسم المعارك في جبهات «حاسمة».

وقالت المصادر نفسها، إن تلك القوات تضم أسلحة خاصة لخوض معارك في مناطق ذات طبيعة جغرافية جبلية، كالتي تحيط بالعاصمة صنعاء، وتلك التي يختبئ فيها زعيم الميليشيات في كهوف جبال مران بمديرية حيدان بمحافظة صعدة، التي باتت قوات التحالف والشرعية تسيطر على أجزاء كبيرة منها في مديريات «كتاف وباقم وشدا» في شمال شرق المحافظة الحدودية مع السعودية.

وفي جبهات الساحل الغربي لتعز، واصلت قوات الجيش الوطني، بمساندة بوارج ومقاتلات التحالف وطيران الأباتشي التابع له، تقدمها وإطباق الحصار الخانق على عناصر الميليشيات في مركز مديرية «موزع»، التي يقع في نطاقها معسكر وقاعدة خالد الاستراتيجية، في ظل استهداف مقاتلات التحالف تعزيزات الانقلابيين والإمدادات القادمة من الحديدة وإب باتجاه تلك المناطق ومنع وصولها.

وأكد الناطق باسم محور تعز، العقيد عبدالباسط البحر، لـ«الإمارات اليوم»، أمس، أن طبيعة المعارك في غرب المدينة والمناطق الساحلية لتعز، لها خصوصيتها، باعتبارها جبهات حاسمة، وستقود في حال السيطرة عليها إلى إنهاء الانقلاب في المناطق الممتدة من شمال لحج إلى جبهات ميدي وحرض، التابعة لحجة على الحدود السعودية «لذا تستميت الميليشيات وتدفع بتعزيزات ضخمة إلى تلك الجبهات، التي تتكبد فيها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح».

وأشار إلى أن المعارك تأخذ طابع الكرّ والفرّ في الكدحة ومحيط معسكر خالد ومفرق البرح ومديرية مقبنة، إلا ان سلاح الطيران التابع للتحالف يحقق إنجازات كبيرة، ويوجه ضربات موجعة في صفوف الميليشيات، واستطاع ان يحكم سيطرته على طرق الإمداد ومنع وصول التعزيزات والإمدادات، وتحاول الميليشيات بأساليب كثيرة، في سبيل إيصالها إلى جبهات القتال في غرب تعز.

وفي ريمة كشفت مصادر محلية عن وجود معسكرات تدريب أنشأتها الميليشيات في عزلة رماع بمديرية الجعفرية القريبة من سهل تهامة، بحسب ما ذكره المركز الإعلامي لإقليم تهامة، مع اقتراب معركة الساحل الغربي لتحرير ميناء الحديدة والتحام جبهتي الحديدة بتعز.

وتقوم الميليشيات بعمل مناورات ليلية وتدريبات أخرى على جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة لعناصر غررت بهم وجلبتهم بحجة الدفاع عن مدينة الحديدة الساحلية.

وفي حجة قتل ستة من عناصر الميليشيات، بينهم قيادي وأصيب 11 آخرون، بغارات للتحالف العربي استهدفت تعزيزات لهم كانت في طريقها من مديرية عبس على طريق حيران، كما قتل المنشد الحوثي، سامي السراجي، المشهور بإنشاد الزوامل الخاصة بالجماعة، في مواجهات مع الجيش بجبهة ميدي.