ارتباك وفوضى في صفوف الميليشيات ومصرع 14 متمرداً بغارات للتحالف

«الشرعية» تتقدّم غرب معسكر خالد وتستعد لمعركة تحرير الحديدة

مقاتلون من المقاومة في أحد المواقع شمال غرب تعز. أ.ف.ب

واصلت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي تقدمها في الجهة الغربية لمعسكر خالد بمديرية موزع غرب تعز، في حين أعلنت قيادة الجيش استكمال جميع التجهيزات والترتيبات لمعركة تحرير الحديدة، في ظل حالة من الارتباك والفوضى التي تعيشها الميليشيات الانقلابية.

وفي التفاصيل، واصلت قوات الجيش الوطني بمساندة التحالف العربي تقدمها في الجبهة الغربية لمعسكر خالد بن الوليد في مديرية موزع غرب تعز، حيث خاضت معارك عنيفة مع الميليشيات الانقلابية التي تلقت ضربات موجعة من قبل مقاتلات التحالف العربي.

ووفقاً لمصادر عسكرية ميدانية فإن 14 من عناصر الميليشيات قتلوا في غارات للتحالف على تجمعاتهم وتعزيزاتهم في موزع ومعسكر خالد وأصيب العشرات، مشيرة إلى أن من بين القتلى اثنين من القيادات البارزة المنحدرة من مدينة القفر في محافظة إب، هما مهيوب الحضوري وغيلان عاطف.

وأكدت المصادر أن عناصر من الجيش ووحدة سودانية تمكنوا من أسر عدد كبير من الميليشيات في المعارك الأخيرة في شرق المخاء، معظمهم من الأطفال الذين بدت عليهم حالات الرعب والخوف، حيث أقروا بتغريرهم من قبل ميليشيات التمرد.

وفي جبهات المنطقة الغربية لتعز، تمكنت قوات الجيش من صد هجوم واسع للميليشيات على جبل هان في منطقة الضباب، وأوقعت فيهم خمسة قتلى وعدداً من الجرحى وتمكنت من تدمير عربات وأطقم عسكرية، وفقاً للمركز الإعلامي التابع لقيادة محور تعز.

من جهة أخرى، ارتفعت حصيلة مجزرة مديرية الصلو إلى ثلاثة شهداء وأربعة جرحى، هم طفلان مع والدهم جراء قصف الميليشيات لمنزل عمر غالب الصلوي بصاروخ كاتيوشا من مواقعهم في منطقة دمنة خدير.

وفي حجة تمكنت قوات الجيش من التقدم في غرب صحراء ميدي مسنودة بغطاء جوي من مقاتلات التحالف، وفقاً لمصدر عسكري بالمنطقة العسكرية الخامسة، الذي اكد تكبيد الميليشيات خسائر كبيرة في العتاد والأرواح. وأكد المصدر تمكن مقاتلات التحالف من تدمير تعزيزات عسكرية للميليشيات في المنطقة، بعد استهدافها بأكثر من ست غارات متتالية.

يأتي ذلك، بعد ساعات قليلة من عمليات تمشيط واسعة نفذتها قوات الجيش الوطني غرب ميدي خلفت 20 قتيلاً، وعشرات الجرحى في صفوف الميليشيات .

وبشأن معركة تحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي أكدت مصادر عسكرية تابعة للشرعية استكمال جميع الترتيبات والتجهيزات العسكرية لبدء المعركة، التي قالت إنها قد تكون خلال الأيام القليلة المقبلة وعبر أكثر من جبهة ومحور.

وأكدت المصادر أن جميع القوات والوحدات المشاركة في معركة الحديدة باتت في مواقعها، وأن الأيام المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لتحرير ميناء المدينة، مشيرة إلى أن العملية ستكون من جبهات عدة «برية وبحرية وجوية»، وسيتم التركيز فيها على المناطق الأكثر أهمية وعلى رأسها الميناء. وأشارت المصادر إلى أن جبهات أخرى ذات أهمية استراتيجية ستكون مشتعلة بالتزامن مع معركة الساحل الغربي بما فيها «صعدة وصنعاء» إلى جانب استكمال تحرير مأرب والجوف وتعز، فيما سيتم فتح جبهات جديدة في إب وذمار وعمران.

وفي الجوف واصلت قوات الجيش والمقاومة قصفها لموقع «حام» العسكري بمديرية المتون، كما قصفت مواقع الميليشيات في منطقة «مزوية» في المديرية ذاتها، في حين لقي قيادي حوثي مصرعه مع عدد من مرافقيه في جرف سيل لعربته في مديرية برط المراشي.

وفي صنعاء اندلعت مواجهات مسلحة بين عناصر الميليشيات وعناصر قبلية تتبع الشيخ القبلي البارز الحميدي المنتمي إلى منطقة بيت بوس جنوب العاصمة، بعد استمرار الميليشيات في فرض إجراءات تعسفية بحق أبناء المنطقة من خلال مشرفهم المكنى «أبوصلاح».

من جهة أخرى، كشف محامي المخلوع محمد المسوري عن مخطط حوثي لتعيين «قائد أعلى للقوات المسلحة وتغيير اسمها إلى الجيش الثوري، بهدف نقل صلاحيات رئيس الجمهورية إليه».

وأكد المسوري في سلسلة منشورات له على حسابه في «فيس بوك» أن «هدف الميليشيات من تفعيل قانون الطوارئ هو تعليق الدستور الذي ينص على أن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة»، محذراً من أن الميليشيات لجأت إلى هذه الخطوة للسيطرة على قيادة المناطق والوحدات العسكرية وتسليمها للمشرفين المعينين من قبلهم.

إلى ذلك، أقدمت الميليشيات على اختطاف رجل الأعمال اليمني الحاج عبدالله المغشي، من أمام منزله بالعاصمة صنعاء الكائن في حي بيت بوس واقتياده إلى جهة مجهولة، وأكدت مصادر مقربة من المغشي أن عملية الاختطاف وراءها عملية ابتزاز واضحة من قبل الميليشيات.

على صعيد متصل، أكدت مصادر في هيئة مكافحة الفساد بصنعاء قيام أحد قيادات الميليشيات بالاتفاق مع رجل الأعمال اليمني حميد الأحمر المالك لشركة «سبأ فون»، إحدى مشغلات الهاتف النقال في اليمن على تخفيض القيمة الضريبية المستحقة على الشركة من 57 مليون دولار إلى سبعة ملايين دولار، على أن يدفعها له شخصياً مقابل إعفائه من المبلغ الضريبي المذكور. وفي عمران اقتحم مسلحون حوثيون «دار القرآن الكريم» بمدينة خمر بعدد من الأطقم المسلحة، واعتقلت مدير الدار والمدرسين فيه ونقلتهم إلى جهة مجهولة، وفقاً لمصدر محلي الذي اكد أن الحوثيين نقضوا اتفاقاً بذلك كان قد أبرم بين الجانبين في منتصف عام 2014، بعدم المساس بالدار أو الوصول إليها، بحضور الشيخ القبلي البارز علي حميد جليدان.

يشار إلى أن الميليشيات أبرمت اتفاقاً شاملاً مطلع عام 2014 مع مشايخ قبليين في مديريتي «بني صريم» و«خمر» وفي مقدمتهم علي جليدان ومبخوت المشرقي، بعدم إقامة نقاط مسلحة للحوثيين في المديريتين أو اقتحام أي من المنازل مع السماح للحوثيين بالمرور في الخط العام في ما سمي باتفاقية «الخط الأسود». وكانت منطقة خمر شهدت مساء الجمعة اشتباكات عنيفة بين مسلحي ميليشيات الحوثي، إثر خلافات على توزيع المستحقات المالية، في نقطة «وادي خمر» أسفرت عن مصرع احد عناصرهم وإصابة ثلاثة آخرين. وفي إب قتل مواطن وأصيب آخر في اشتباكات بين عناصر ميليشيات الحوثي، وموالين للمخلوع صالح في منطقة «الحكل أبلان» بمديرية الظهار عاصمة محافظة إب في ظل فوضى أمنية تشهدها المحافظة الخاضعة لسيطرة الميليشيات.

وفي البيضاء، استشهد احد عناصر المقاومة ويدعى أحمد حسين عبدالقوي الحميقاني، نتيجة قصف الميليشيات لمناطقهم في «لجردي» بمديرية الزاهر، بعد قنص أحد عناصر الميليشيات الحوثية على يد قناص في المقاومة.

تويتر