معارك في الساحل الغربي وحجة لتطويق الحديدة والكشف عن شحنة أسلحة إيرانية جديدة للميليشيات

تعــزيـزات عســكرية للشرعيـة تصل جبهات صعدة تمهيداً لمعــركة تحـريـــر صنعاء

أفراد من الشرعية اليمنية في إحدى مناطق مأرب. رويترز

بدأت قوات الجيش اليمني والمقاومة عملية ترتيب وضع السكان داخل العاصمة اليمنية صنعاء، وتحركاتهم أثناء عملية تحرير المدينة، وفيما وصلت تعزيزات عسكرية جديدة إلى جبهات صعدة، بالتزامن مع فتح جبهات جديدة في مناطق متفرقة من المحافظة، استمرت المعارك في جبهات الساحل الغربي وحجة لتطويق مدينة الحديدة من جهتين، لبدء تحرير مينائها الاستراتيجي.

وتفصيلاً، أعلنت قوات الجيش والمقاومة أنها تنتظر قراراً عسكرياً من القيادة السياسية والعسكرية للشرعية والتحالف لبدء عملية تحرير العاصمة، في وقت بدأت فيه الميليشيات عمليات دهم واعتقالات لأشخاص داخل صنعاء، بحجة مساندتهم للشرعية.

وتناقل ناشطون يمنيون داخل العاصمة، إلى جانب مواقع إخبارية، «تعميماً» صادراً عن قوات الجيش الوطني والمقاومة المتمركزة على تخوم العاصمة الشمالية والشرقية، تطالب فيه سكان العاصمة بالبقاء في مساكنهم، ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً وحتى الصباح، ولا يقومون بالتحرك الليلي في شوارع المدينة خلال الفترة القليلة المقبلة.

وحذّر التعميم سكان العاصمة من الاقتراب والتجول بالقرب من المراكز العسكرية والأمنية داخل المدينة وضواحيها، والابتعاد عن تلك المقار والمناطق قدر الإمكان، حفاظاً على أرواحهم، لأن تلك المواقع والمناطق باتت أهدافاً عسكرية، سيتم استهدافها بالمدفعية والصواريخ، وهو ما بدأته الشرعية فعلاً، أول من أمس، باستهدافها لأول مرة مناطق دار الرئاسة والمواقع العسكرية المحيطة بها، وميدان السبعين في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية، بالصواريخ والقذائف المختلفة.

من جهة أخرى، قامت الميليشيات بشن حملة دهم واعتقالات في صفوف أبناء مديرية نهم من القاطنين في العاصمة صنعاء، بتهمة السماح للشرعية والتحالف بالسيطرة على مناطقهم، واعتبرت هذه الخطوة دليلاً على مدى الحالة النفسية التي وصلت إليها الميليشيات، في ظل تقدم الجيش إلى مشارف العاصمة.

وفي صعدة، أكدت مصادر عسكرية وصول لواء عسكري جديد إلى جبهات المحافظة مكون من أبنائها للمشاركة في تحرير المحافظة، بعد تلقيهم تدريبات نوعية على يد خبراء عسكريين من قوات التحالف العربي، مشيرة إلى أن اللواء المسمى «102» مشاة، يضم 1200 جندي مزودين بالعتاد المناسب، لخوض معارك في مناطق جديدة، يتم التحضير لفتحها على مشارف مدينة صعدة مركز المحافظة.

وكشفت المصادر أن الشرعية والتحالف تخطط لفتح جبهات جديدة في ثلاث مديريات محاذية لمديريتي كتاف وباقم اللتين تشهدان معارك تحرير منذ أشهر، إلى جانب فتح جبهات جديدة على طول الحدود مع السعودية في مديريات قطابر ومنبة وشداء ورازح.

وتمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة بمساندة التحالف العربي من تحرير مناطق واسعة في مديريتي «كتاف وباقم»، على رأسها منطقة البقع وسوقها ومثلث الجوف ومنطقة اليتمة القريبة منها، إلى جانب منطقة مندبة الاستراتيجية وباتت مديرية باقم شبه محررة من الميليشيات.

وفي تعز، واصلت قوات الجيش تقدمها باتجاه منطقة الخوخة شمال المخاء، بعد تمكنها من صد هجمات للميليشيات على منطقتي يختل والزهاري خلال اليومين الماضيين، وتحولت عمليات التصدي إلى هجوم واسع للميليشيات وصلت إلى ما بعد منطقة «حسي سالم» ومنطقة الجسر، التي استهدفتهما مقاتلات التحالف بسلسلة من الغارات قبل التقدم إليهما من قبل القوات البرية.

وفي جبهة شرق المخاء، أكدت مصادر ميدانية تواصلت المعارك في محيط منطقة «الثوباني» وسط نزوح لسكانها نحو مناطق آمنة، مشيرة إلى أن قوات الجيش تخوض معارك في هيجة النجال غرب معسكر خالد، وأخرى في أطراف مفرق المخاء الاستراتيجي.

وأشارت المصادر إلى أن مقاتلات التحالف استطاعت تدمير تعزيزات للميليشيات في محيط جبل النار، كانت في طريقها إلى جبهات الثوباني وشمال المخاء في منطقة الجسر، مؤكدة وقوع قتلى وإصابات عديدة في أوساط الميليشيات التي كانت ضمن التعزيزات.

كما قصفت مقاتلات التحالف مواقع الميليشيات في موزع ومنطقة البرح غرب تعز، تم فيها تدمير آلية عسكرية للميليشيات في البرح.

وفي جبهات المدينة، شهدت منطقة التشريفات والكمب والقصر وحي الزهراء وشعبة كريمة شرق المدينة، معارك عنيفة مع الميليشيات، كما شهدت منطقة الأربعين مواجهات مماثلة، وسط قصف عشوائي شنته الميليشيات على أحياء عدة في المدينة، منها وادي القاضي الذي استهدفته الميليشيات بقذائف المدفعية.

وفي حجة، تجددت المواجهات بين الجيش من جهة، والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى، في جبهة حرض، وتبادل الجانبين القصف المدفعية والصاروخي، في أطراف المدينة الجنوبية، سقط فيها قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، بينهم قيادي حسب مصادر ميدانية.

وأكد المركز الإعلامي للمنطقة الخامسة سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، في المواجهات التي شاركت فيها مقاتلات التحالف التي استهدفت مواقعهم في محيط حرض، ما أسفر عن تدمير دبابة، إضافة إلى مدفع هاون وعربة عسكرية.

من جهة أخرى، أكد قائد المنطقة العسكرية الخامسة، اللواء الركن عمر سجاف، في تصريح صحافي، استمرارهم في التقدم باتجاه مناطق جديدة نحو حجة والحديدة، التي تستعد قوات الشرعية بمساندة التحالف تحرير مينائها الذي تتخذه الميليشيات منطلقاً لتنفيذ عمليات عسكرية تهدد الملاحة الدولية.

وقال إن ذكرى «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» للتحالف العربي، تزامنت مع اقتراب تحرير العاصمة صنعاء والساحل الغربي من قبل الجيش الوطني والمقاومة. وأضاف: «تأتي هذه الذكرى والمنطقة العسكرية الخامسة وبقية المناطق العسكرية تخوض حرباً شعواء مع الانقلابين، الذين ليس أمامهم سوى الخضوع للقرارات الأممية، والإذعان لإرادة الشعب وشرعيته».

من جهة أخرى، كشفت مصادر عسكرية يمنية وصول دفعات جديدة من الأسلحة الإيرانية إلى يد الميليشيات الانقلابية، بينها صواريخ متطورة، كانت ضمن بضائع ومساعدات إنسانية أرسلت عبر دول وصفتها بالمتواطئة مع الانقلابيين في المنطقة، ودخلت عبر ميناء الصليف بالحديدة.

ودعت المصادر قيادة الشرعية والتحالف إلى سرعة حسم معركة الحديدة، وتحرير ميناء الصليف قبل ميناء الحديدة، باعتباره آخر نافذة بحرية يتم عبرها تهريب الأسلحة القادمة من إيران عبر دول إفريقية، وأخرى في المنطقة، بمساندة قراصنة بحرية من دول أخرى، بحجة إدخال مواد غذائية ومساعدات إنسانية.

وفي الضالع، أكد الناطق باسم المقاومة في جبهة مريس فواز الخياري لـ«الإمارات اليوم»، تمكن الجيش والمقاومة في جبهة مريس من إحباط تقدم للميليشيات باتجاه مواقعهم، وكبدتهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

وقال إن منطقة يعيس شهدت مواجهات عنيفة بين الجيش والمقاومة من جهة والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى، بجميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، تركزت في منطقتي قرية نجد القرين وقرية العرفاف جنوب دمت، ومنطقة يعيس في شمال مريس، خلفت ثمانية قتلى في صفوف الميليشيات، فيما فر البقية باتجاه مواقعهم، بعد معارك استمرت خمس ساعات.

وفي شبوة، أكدت مصادر عسكرية في جبهة عسيلان أن معارك عنيفة تخوضها قوات الجيش والمقاومة في جبهة الساق غرب المديرية، وهي آخر المناطق التي توجد فيها الميليشيات التي تلقت تعزيزات عسكرية للحفاظ على مواقعها بالمديرية.

وأشارت المصادر إلى أن مقاتلات التحالف شنت غارة على تلك التعزيزات، ما أسفر عن تدمير آليات ومقتل وإصابة من كانوا على متنها، مؤكدة إصرار قوات الشرعية على استكمال تحرير المديرية، والانتقال إلى مساندة جبهات بيحان في منطقة طوال السادة.

وفي الجوف تمكنت قوات الجيش في جبهات المصلوب غرب المحافظة من صد هجوم على مواقعهم في جبهة الزرقة، وأجبرتهم على التراجع إلى ما خلف منطقة قرية ملاح.

تويتر