أكدوا أنهم سطّروا في مختلف جبهات القتال أروع الملاحم البطولية

مقاتلو «الشرعية»: جنود الإمارات عنوان الشجاعة والبسالة والأخلاق

مسيرة في تعز للاحتفال باليوم الوطني لدولة الإمارات. الإمارات اليوم

تركت القوات المسلحة الإماراتية بصمات واضحة في نفوس المئات ممن شاركوها في قتال ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، وتحرير العاصمة اليمنية المؤقتة عدن منها منتصف يوليو من العام الماضي 2015، لما لمسوه من تواضع وأخلاق وشجاعة وبسالة قل نظيرها كما يراها مقاتلو المقاومة والجيش في عدن.

- كل جندي إماراتي هو مشروع شهيد من أجل الدين والعرض والأرض والعروبة والأخوة بغض النظر عن جغرافيا الحدود.

- جنود الإمارات يتقنون الفنون العسكرية والانضباط والتكتيك العسكري، وتنفيذ الضربات بشكل مدروس.

- خلال عمليات تحرير عدن كانوا في الصفوف الأولى للمواجهات ويقاتلون بشجاعة وإقدام.

- الشجاعة والإصرار والصمود والتواضع والاحترام في ما بينهم واحترام قيمة الإنسان من أهم سمات الجندي الإماراتي.

ويستذكر كثير من المقاتلين، الذين التقتهم «الإمارات اليوم» في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، العديد من الأحداث التي جمعتهم بالجنود الإماراتيين، والتي قالوا إنها لم تخلُ من الدروس التي عرفتهم معنى العروبة والأخوة، ومعنى الشجاعة والبسالة المقترنة بالحذر والدقة، مؤكدين أن كل جندي إماراتي هو مشروع شهيد من أجل الدين والعرض والأرض والعروبة والأخوة بغض النظر عن جغرافيا الحدود.

وترحم كل من التقتهم الصحيفة على أرواح شهداء الإمارات الذين سقطوا وهم يدافعون عن الدين والأرض والعروبة، مؤكدين أنهم سطروا في مختلف جبهات القتال التي شاركوا فيها أروع الملاحم البطولية، وكانوا يقاتلون كأنهم أصحاب الأرض التي رووها بدمائهم الزكية.

ويستذكر المقاتل عزت عبدالله عبدالرزاق، وهو أحد قادة الجبهات وسائق أول مدرعة اجتاحت مدينة كريتر، المواقف التي جمعته بأفراد القوات المسلحة الإماراتية، والمواجهات التي شهدتها منطقة غازي علوان في مديرية خور مكسر، حيث قال: «من أبرز الذكريات التي مازالت عالقة في ذهني خلال قتال الانقلابيين إلى جانب الإخوة الإماراتيين هي عند المواجهات التي شهدتها جبهة غازي علوان، حيث رأى الجنود الإماراتيون مدرعة بالقرب من نقطة العلم، ورفضوا استهدافها حتى تأكدوا من أنها تابعة للميليشيات الانقلابية».

ويضيف: «تعلمت منهم في تلك اللحظة الحرص على حياة الأرواح، وأن أبالي بحياة الإنسان، وألا أقدم على أي تصرف إلا بعد التأكد، فهم كانوا لا يوجهون أي ضربة إلا بعد أن يتأكد لهم أنها تستهدف العدو».

وتحدث عزت للصحيفة عن صفات جنود الإمارات، حيث قال: «من الأشياء التي أبهرتني أيضاً دماثة أخلاقهم وتعاملهم الطيب معنا، فقد أشعرونا خلال سير المعارك بأنهم يقاتلون على أرضهم، وكانوا في الصفوف الأولى إلى جانبنا في مختلف الجبهات، بل وكانت المدرعة التي تتقدم المواجهات يقودها إماراتي، والمدرعة التي تحمي ظهورنا يقودها إماراتي أيضاً».

ويؤكد عزت، أنه تعلم من الأخوة الإماراتيين خلال مواجهة الانقلابيين العديد من الفنون العسكرية، أهمها الانضباط الذي يفتقر إليه الكثير من الجنود اليمنيين، وكذلك التكتيك العسكري، مشيراً إلى أنهم كانوا لا يتقدمون إلا بالأوامر، ولم يكونوا مندفعين أبداً، وكان هناك تنسيق كامل مع الطيران، وحتى تنفيذ الضربات كان مدروساً.

ويشير عزت إلى أنه تعلم أيضاً منهم معنى احترام القائد مهما كانت سنه، موضحاً أنه كان يرى جندياً كبير السن وقائده شاب صغير يكاد يكون في عمر ابنه، ولكن هذا الجندي يحترم القائد الشاب وينفذ جميع الأوامر من دون تردد أو تذمر.

وترحّم عزت في ختام حديثه على أرواح شهداء الإمارات، وأكد أن أهل اليمن شمالاً وجنوباً لن ينسوا التضحيات التي قدمتها الإمارات.

بدوره، أكد قائد مقاومة كريتر وإمام مسجد الشنقيطي، الشيخ محمد مهدي الحمادي، أن دور الجنود الإماراتيين كبير لا يتغافل عنه أحد في هذه الأرض الطيبة، لافتاً إلى أنه لولا الله ثم لولاهم من بعده لما استطاعوا تحرير المدينة من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.

وأشار الحمادي إلى أن الجنود الإماراتيين خلال عمليات تحرير عدن كانوا في الصفوف الأولى للمواجهات ويقاتلون بشجاعة وإقدام، إلى جانب أنهم كانوا مثالاً للتضحية، مضيفاً أن ذلك اختلط مع دماثة الأخلاق والتواضع اللذين كانوا يتمتعون بهما.

وقال: «الأخوة الإماراتيون لم يفرقوا أبداً من ناحية المعاملة الحسنة بين جندي يمني أو أحد أفراد المقاومة وآخر إماراتي، على الرغم من فارق التسليح والخبرة العسكرية، فقد كانوا يعاملون الجميع بتواضع وأخلاق عالية».

ولفت الحمادي إلى أنه تعلم، خلال مشاركته الجنود الإماراتيين قتال الانقلابيين، الشجاعة والإصرار والصمود والتواضع والانضباط والاحترام في ما بينهم واحترام قيمة الإنسان، مؤكداً أن أبناء عدن لن ينسوا الدور الإماراتي ووقوف القوات المسلحة الإماراتية إلى جانبهم في طرد الميليشيات من محافظات الجنوب.

المقاتل محمد أحمد العامري، سائق إحدى المدرعات في العديد من الجبهات، ثمن في بداية حديثه دور القوات المسلحة الإماراتية وجنودها البواسل في معارك تحرير عدن والمحافظات المجاورة، لافتاً إلى أن الجيش الإماراتي لبى نداء الواجب والشرف لله وللدين والنخوة العربية، وسارع للدفاع عنها.

وقال: «حظيت بوقت قصير معهم خلال عملية تحرير عدن بتاريخ 27 رمضان التي أطلق عليها عملية (السهم الذهبي)، وذلك عندما تم صرف المدرعات لنا، وكانت هذه أول مرة في عدن نحصل على عدة تفوق عدة العدو المتربص، وأتذكر يوم 28 رمضان كنا داخل المدرعة ليلاً نتجه إلى موقعنا وعندما وصلنا، فوجئنا بالإخوة الإماراتيين يقاتلون تلك الميليشيات مستخدمين أساليب جديدة، وكانوا في الصفوف الأولى، وصعد مجموعة منهم إلى أعلى عمارة في الموقع واستهدفوا تحركات عربات العدو، وكانوا يصيبون الهدف بدقة عالية».

وتحدث العامري عن أخلاق وطريقة تعامل الجنود الإماراتيين معهم، حيث قال: «لمسنا تواضعهم من خلال معاشرتهم لنا واختلاطهم بنا وأحاديثهم الودية معنا وكأننا إخوة ولا فرق بيننا وبينهم».

فيما يستذكر معاذ أحمد عبده محمد، الذي شارك في قتال الانقلابيين في العديد من الجبهات، منها جبهة باب المندب، أنه تعلم من الجنود الإماراتيين «معنى الصبر والصمود والتوكل على الله، والوفاء والصدق في العمل والتواضع في التعامل، فقد كانوا يعاملوننا كالأخوة ولا تفرق الرتب العسكرية بيننا»، مضيفاً أنه والآلاف من شباب عدن لن ينسوا ما قدمته الإمارات وجنودها البواسل في سبيل تحريرها وتحرير المحافظات المجاورة من أذيال إيران.

بدوره، يتذكر عبدالله محمد الحمادي، أحد مقاتلي المقاومة، أنه تعلم خلال مشاركته إلى جانب القوات الإماراتية معنى الشجاعة المصحوب بالحذر وعدم التسرع، وأهمية التخلي عن المشاعر خلال القتال والانصياع لتوجيهات القائد حتى تسير العمليات بكل دقة ويتحقق النجاح لها، مترحماً على أرواح الشهداء الإماراتيين الذين سقطوا وهم يدافعون عن الدين والعرض والعروبة، كاسرين كل الحواجز والحدود.

أما الشاب محفوظ محمد ثابت، الذي قاتل في العديد من الجبهات منها جعولة والعند وباب المندب، فقال: «قاتلت مع الإماراتيين في باب المندب وكذلك شاركونا القتال في جبهة اللحوم». وأضاف: «تعلمت منهم الكثير، تعلمت منهم حبهم لفعل الشيء والتزامهم كذلك، والأهم من ذلك حبهم لله سبحانه وتعالى وتقديرهم للنفس التي خلقها الله، فقد كانوا قبل أن ينفذوا أي هجمة أو أي ضربة يتأكدون من إحداثياتها ونوع الهدف، وذلك خشية أن يصيبوا أبرياء».

 

تويتر