معارك في البيضاء وحجة وصنعاء.. والميليشيات تمهد للزجّ بالنساء في جبهات القتال

«الشرعية» تحرر مناطق في تعز والجـوف وتستعد لعملية عسكرية واسعة في باب المندب

عناصر من قوات الشرعية يرفعون شارة النصر في أبين. أ.ف.ب

حررت قوات الجيش الوطني والمقاومة اليمنية، بمساندة مقاتلات التحالف العربي، مناطق عدة في جبهات تعز والجوف، وبدأت عملية عسكرية واسعة في جبهتي حرض وميدي في حجة، تمكنت خلالها من قتل وإصابة العشرات من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية.

وفي التفاصيل، واصلت قوات الشرعية تقدمها في الجبهة الشرقية لمدينة تعز، وتمكنت من الوصول إلى جولة القصر على مشارف الحوبان، وأسوار القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات، بعد تحريرها المناطق الممتدة من حي الدعوة وثعبات، مروراً بصالة والمكلكل، وصولاً إلى جبهة القصر والمستشفى العسكري.

وذكر الناطق الرسمي باسم الجيش والمقاومة في تعز، العقيد منصور الحساني، أن قوات الشرعية تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة صالة الاستراتيجية في شرق المدينة بالكامل، وطهرت مناطق حي الدعوة، واقتربت من جولة القصر بعد تطهيرها مباني عدة، كانت تتخذها الميليشيات مكاناً لتخزين الأسلحة ومركزاً لقناصتها.

وأوضح أن الجيش والمقاومة تقدما باتجاه المناطق الشرقية، عبر أربعة محاور رئيسة، هي: ثعبات، والكمب المحافظة، وحسنات، والجحملية.

وأكدت مصادر في المقاومة والجيش تمكنهم من السيطرة الكاملة على مناطق صالة ومحيطها وقصرها التاريخي ومعسكر المكلكل الاستراتيجي، وصولاً إلى نقطة الشرف، كما طهروا تبة ومنزل عبدالإله القاضي خال المخلوع صالح، المطلة على المركز الثقافي، كما حررت جامع التوحيد والتموين العسكري وكلية الطب في حي الدعوة شرق الجحملية.

كما تمكنت قوات الجيش والمقاومة من تطهير المبنى الجديد للبنك المركزي اليمني فرع تعز، والذي كان يحوي كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر، التي خزنتها الميليشيات فيه، وغنمتها قوات الشرعية التي واصلت التقدم باتجاه أسوار القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات.

كما تمكنت من تطهير مبانٍ عدة، كانت الميليشيات تتخذها ثكنات عسكرية، تضم مسلحيها والقناصة التابعين لهم.

وأكدت المصادر أن الجيش والمقاومة يقتربان كثيراً من سور القصر الجمهوري، وباتت جولة القصر على الأطراف الجنوبية للحوبان تحت نيران قوات الشرعية.

وقالت المصادر إن 21 من عناصر الميليشيات قتلوا في تلك العمليات الأخيرة، بينهم ستة من القناصة وأحد القيادات الميدانية، فيما استشهد تسعة من قوات الجيش والمقاومة، بينهم قائد موقع ثعبات عبدالملك العدني في منطقة الجحملية.

وتقدمت قيادة الجيش والمقاومة المعارك في الجبهة الشرقية، بينهم قائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل، ورئيس المجلس العسكري قائد اللواء 22 ميكا العميد الركن صادق سرحان، وقائد الجبهة الغربية عبده حمود الصغير، ويحيى الريمي، وعدنان رزيق وعزام الفرحان.

وكانت الميليشيات ردت على اندحارها وهزيمتها في الجبهة الشرقية، بقصف أحياء متفرقة من المدينة بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا، استهدفت بشكل كبير أحياء الشماسي والجحملية وقلعة القاهرة وشارع 26 سبتمبر وسط المدينة، وأسفرت عن إصابة 16 مدنياً بينهم أطفال ونساء.

وكانت مصادر محلية في تعز أكدت، لـ«الإمارات اليوم»، أن العمليات العسكرية تتجه نحو الحوبان، عبر الخط الواصل من القصر باتجاه جولة القصر، ومن جهة الكمب وجهة فرزة صنعاء، وإذا سقطت تلك المناطق في أيدي الشرعية تكون مدينة تعز محررة بنسبة 85%.

وتوقعت مصادر في الجيش والمقاومة أن تبدأ الشرعية عملية عسكرية واسعة، انطلاقاً من الساحل الإفريقي باتجاه الساحل الغربي لليمن الممتد من باب المندب جنوباً إلى ميناء الصليب شمالاً، بقيادة نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر، وبمساندة وحدات عسكرية ضخمة من قوات التحالف، وقد بدأت طلائع الجيش الوطني القادم من عدن بالتدفق على منطقة باب المندب ومحيط ذوباب في غرب تعز، للمشاركة في العمليات المرتقبة لتحرير الساحل.

وأكدت مصادر عسكرية في ذوباب أن معارك عنيفة اندلعت، أمس، في جبهات المنطقة بين الجيش والمقاومة من جهة، والميليشيات من جهة أخرى، تمركزت في منطقة الحريقية ومحيط معسكر العمري.

وفي الجوف، بدأت قوات الجيش والمقاومة في مديرية المتون عملية عسكرية لتحرير منطقة حام التي تضم معسكراً للميليشيات، بمساندة كبيرة من مقاتلات التحالف التي استهدفت المعسكر ومحيطه بسلسلة من الغارات النوعية.

وفي مديرية خب والشعف، واصلت قوات الجيش والمقاومة، لليوم الرابع على التوالي، عمليات تطهير المواقع التي تم تحريرها من الألغام والمقذوفات، مع استمرار الزحف باتجاه الخط الدولي الرابط بين صعدة والجوف باتجاه الحدود السعودية شمالاً والعاصمة صنعاء جنوباً، كما واصلت الزحف باتجاه مواقع الميليشيات في منطقة العقبة الواقعة بين مديريتي خب والشعف والحزم عاصمة المحافظة.

وفي جبهتي حرض وميدي، في محافظة حجة الحدودية مع السعودية، واصلت قوات الجيش الوطني ومدفعية قوات التحالف وطيرانها دك أوكار الميليشيات في محيط مدينة ميدي الساحلية الشمالية والشرقية، ما أسفر عن مصرع 28 من عناصر الميليشيات.

إلى ذلك، ذكر مصدر عسكري في المنطقة الخامسة، لـ«الإمارات اليوم»، أن المنطقة العسكرية الخامسة تلقت تعزيزات عسكرية أخيراً، مكنتها من شن ثلاث عمليات عسكرية باتجاه مواقع الميليشيات في محيط ميدي وحرض، تم فيها قتل ما يقارب الـ100 من عناصر الميليشيات وجرح العشرات.

وفي البيضاء، أكد مدير أمن المحافظة، العميد الركن محمد علي الحميقاني، لـ«الإمارات اليوم»، أن البيضاء باتت تشكل «الثقب الأسود» في وجه الانقلابيين، نتيجة مصرع عدد كبير من قادتهم في جبهات المحافظة الأربع: آل حميقان، وذي ناعم، وقيفة رداع، والصومعة.

وقال الحميقاني إن المقاومة تمكنت من قتل أهم قيادي في صفوف الميليشيات في البيضاء المدعو «أبو زيد الغرباني»، في هجوم على أحد أوكارهم في منطقة «الشاذلي»، في جبهة ذي ناعم.

وأوضح مدير أمن البيضاء، في تصريحه لـ«الإمارات اليوم»، أن الغرباني هو من خطط ونفذ وأمر باعتقال وإعدام المشايخ الأربعة، من قبيلة آل عمر، في الأشهر الماضية. وفي صنعاء، تواصلت الاشتباكات المتقطعة في جبهات نهم شمال شرق العاصمة، بين قوات الشرعية والميليشيات، فيما واصلت مقاتلات التحالف دك معسكرات الميليشيات في العاصمة وضواحيها مستهدفة كلية الهندسة العسكرية، وقاعدة الديلمي الجوية جوار مطار صنعاء، كما استهدفت مخازن أسلحة في جبل «يازل»، بمديرية بني مطر غرب صنعاء.

يأتي ذلك متزامناً مع تمكن قوات الشرعية من صد هجوم واسع للميليشيات على مواقعهم في محيط جبل المنارة، وكبدتهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وأجبرتهم على التراجع.

وفي لحج، قصفت الميليشيات قرى المواطنين في التبة السوداء في جبهة كرش شمال المحافظة، ما أسفر عن تضرر منازل عدة في المنطقة.

وفي إب، قتل طفل في سوق مديرية مذيخرة، نتيجة الاشتباكات بين طرفي الانقلاب في المنطقة، على خلفية خلافات حول تقاسم الجبايات المالية التي فرضتها الميليشيات على تجار السوق، ما دفعهم إلى الاشتباك بالأسلحة.

وشهدت الضالع اختطاف المسؤول الأول في حزب المخلوع، محمد علي القمش، في مديرية جبن، من قبل الميليشيات الحوثية التي أرسلت 10 أطقم مسلحة إلى منزله، ليتم اقتياده بعدها إلى منطقة رداع في البيضاء، وذلك في إطار عمليات التصعيد في الخلافات بين طرفي الانقلاب.

وفي ذمار جنوب العاصمة، كشفت مصادر محلية في المحافظة، عن قيام ميليشيات الحوثي والمخلوع الانقلابية بفتح معسكرات تدريب لنساء وفتيات، من أسر عرفت بولائها للميليشيات، للزج بهن في جبهات القتال، في سابقة هي الأولى في اليمن.

تويتر