عودة العمليات العسكرية إلى جبهات القتال مع انتهاء الهدنة في اليمن

«الشرعية» تتقدم في تعز وصعدة وتُجهّز 4 ألوية لتحرير الساحل الغربي

صورة

تمكنت قوات الجيش والمقاومة في محافظة تعز من السيطرة على مواقع جديدة في الجبهة الغربية للمدينة باتجاه الطريق الدولي «تعز - الحديدة»، وتقدمت في صعدة وواصلت استنزاف الميليشيات في صنعاء والجوف والبيضاء والضالع ولحج، فيما عاودت مقاتلات التحالف غاراتها على معسكرات الميليشيات التي لم تلتزم بالهدنة السادسة، في وقت يتوقع وصول المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى صنعاء للتشاور حول هدنة جديدة.

وتفصيلاً، سيطرت قوات الجيش والمقاومة في محافظة تعز على مناطق جديدة في الجبهة الغربية، وتمكنت من تطهير تباب موكنة وقرية موكنة في منطقة الربيعي بالكامل، فضلاً عن تأمين المناطق الواقعة إلى غرب جبل هان، ومناطق جبل المنعم والخلوة وتبة الصياحي، وواصلت تقدمها باتجاه الطريق الدولي الرابط بين تعز والحديدة وميناء المخاء على الساحل الغربي لتعز.

وفي هذا الصدد أكد قائد الجبهة الغربية لمدينة تعز، عبده حمود الصغير، في تصريح لـ«الإمارات اليوم»، أن التقدم في الجبهة مستمر، ولم يتوقف نتيجة استمرار الميليشيات باستهدافهم وإرسال التعزيزات إلى تلك المنطقة بهدف استعادة المواقع التي خسروها، لكن قوات المقاومة والجيش تتصدى لهم وتشن هجمات معاكسة، ما يكسبها مواقع جديدة باتجاه الربيعي.

وأشار الصغير إلى أن الهدنة لم تقدم لمحافظة تعز شيئاً، بل زادتهم معاناة اكثر نتيجة تكثيف الميليشيات قصفها لأحياء المدينة وتشديدها الحصار عليها ومنع دخول المساعدات، موضحاً أن الميليشيات لا تؤمن بالسلام ولا بالهدنة ووقف إطلاق النار، وإنما تؤمن بالقتل والتدمير، ولا تفرق بين مدني أو عسكري.

وحول استمرار ترتيب الوضع العسكري في المدينة كشف الصغير لـ«الإمارات اليوم»، عن قرب استكمال إعداد أربعة ألوية عسكرية من خلال استكمال عملية ضم مقاتلي المقاومة في صفوف الجيش الوطني، مشيراً إلى أن الألوية الأربعة هي «17 ميكا و170 دفاع جوي و35 مدرع، ولواء من قوات الاحتياط»، موضحاً أن قائد قوات الاحتياط، اللواء الركن سمير الحاج، اكد لهم تلقيه توجيهات رئاسية بتكوين «لواء» من قوات الاحتياط «الحرس الجمهوري سابقاً» في تعز، لرفد جبهات القتال بالمدينة.

- ميليشيات التمرد واصلت قصفها مواقع الجيش والمقاومة في منطقة الصفراء في مديرية بيحان بشبوة، واختطفت 38 من سكان مدينة دمت شمال الضالع.

- المقاومة تصدّ هجوماً واسعاً للميليشيات في جبهة ذباب القريبة من باب المندب، وتكبّدهم خسائر فادحة، وتجبرهم على التراجع.

- قوات الجيش والمقاومة تمكنت من تطهير تباب موكنة وقرية موكنة في منطقة الربيعي بمحافظة تعز.

وأوضح الصغير أن تلك القوات ستعمل على استكمال تحرير المدينة وتأمين الساحل الغربي لتعز الممتد من المخاء إلى باب المندب، فضلاً عن قيامه بمساندة قوات الأمن في المدينة لحفظ الأمن والاستقرار والانتشار في جميع مديريات المحافظة،

مؤكداً أن هدفهم الآن ينصب حول تحرير المناطق الغربية للمدينة وصولاً إلى المخاء وذباب وباب المندب.

وفي جبهة ذباب القريبة من باب المندب، صدت قوات الجيش والمقاومة هجوماً واسعاً للميليشيات شرق المنطقة، وكبدتهم خسائر فادحة وأجبرتهم على التراجع إلى مواقعهم، حسبما ذكرت مصادر في المقاومة، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع الميليشيات في المنطقة وفي منطقة الزهاري في شمال المخاء.

وفي جبهة الصلو جنوب شرق المحافظة، تمكنت وحدات من اللواء 35 مدرع مسنودة بالمقاومة من إجبار الميليشيات التي حاولت استحداث معسكرات في قرية الصيار على الرحيل من المنطقة على وقع هجماتها، الأمر الذي أدى إلى نشوب مواجهات بين عناصر الميليشيات وتوجيه الاتهامات بالخيانة، ما اسفر عن مصرع سبعة من تلك العناصر بنيران أنصارهم.

وفي جبهات المدينة تواصلت الاشتباكات في أطراف منطقة ثعبات شرق المدينة التي تعرضت لقصف مكثف بالمدفعية التابعة للميليشيات والمتمركزة في تبة سوفيتيل، في حين شهدت المناطق المحيطة بمقر اللواء 35 مدرع شمال غرب المدينة مواجهات عنيفة مع الميليشيات التي حاولت التسلل باتجاه مقر اللواء ومواقع المقاومة والجيش في الثلاثين ومحيط الدفاع الجوي، تم كسرها وإجبارها على التراجع.

ونفذت قوات الجيش والمقاومة عملية وصفت بالنوعية في جبهة القصر الجمهوري شرق المدينة، لإفشال عملية تسلل كانت تستعد الميليشيات لتنفيذها في تلك الجبهة، وكبدتهم قتلى وجرحى، وتدمير آلياتهم التي كانوا يعدونها للهجوم، ما أدى إلى اشتباكات بين الجانبين نتج عنها استشهاد خمسة من الجيش والمقاومة، وإصابة آخرين.

وفي جبهات نهم شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، تواصلت الاشتباكات وعمليات الكر والفر بين قوات الشرعية والميليشيات في مناطق عدة، فيما عاودت مقاتلات التحالف استهدافها مواقع الميليشيات في المنطقة وفي ضواحي أمانة العاصمة.

وذكرت مصادر ميدانية في نهم أن الميليشيات واصلت قصفها مواقع الجيش والمقاومة في محيط المدفون وجبال رشح والمنارة، بمختلف أنواع الأسلحة، خلال فترة الهدنة التي بدأت وانتهت دون أن تعرف مناطق نهم أي توقف للقصف والعمليات العسكرية الأخرى من قبل الميليشيات.

في الأثناء شنت مقاتلات التحالف عقب انتهاء الهدنة سلسلة من الغارات على مواقع الميليشيات في العاصمة وضواحيها، مستهدفة معسكر الحفاء ومخازن أسلحة في جبل نقم شرق المدينة، كما استهدفت قاعدة الديلمي الجوية شمالاً، ومعسكر النهدين المطل على دار الرئاسة جنوب المدينة، ومقر القوات الخاصة في الصباحة وجبل النبي شعيب غرب المدينة.

من جهة أخرى، قتل سجين وأصيب آخرون على ايدي عناصر الميليشيات التي قمعت انتفاضة للسجناء في السجن المركزي بالعاصمة صنعاء، احتجاجاً على تردي الوضع المعيشي لهم، ومنع تزويدهم بالمياه والطعام منذ أيام ومطالبتهم بصرف قيمتها.

وذكرت مصادر مطلعة في السجن لـ«الإمارات اليوم»، أن الميليشيات المشرفة على السجن استدعت قوات مكافحة الشغب التابعة للمخلوع صالح لقمع السجناء، واستخدمت الرصاص الحي وقنابل مسيلة للدموع، فضلاً عن الهراوات وأعقاب البنادق التي استخدمت في الاعتداء على السجناء «الجياع»، ما أسفر عن وفاة سجين وإصابة آخرين جراء تلك العملية التي أدت إلى إغلاق جميع الشوارع المؤدية إلى مقر السجن.

وأكدت المصادر أن السجناء يعيشون منذ أسبوعين على ما تجود به أسر بعض السجناء بعد قطع الأكل عنهم، فضلاً عن امتناع القائمين على السجن عن توفير المياه لهم، ومطالبتهم بدفع قيمتها من السجناء الذين يعيش بعضهم أوضاعاً صحية سيئة، ما دفعهم إلى الاحتجاج، لكنهم قوبلوا بالقتل والتنكيل والضرب من قبل الميليشيات التي أشعلت النيران في عنابرهم وحرمانهم من البطانيات والفرش عقاباً لهم، مع حلول فصل الشتاء البارد جداً في صنعاء.

وكشفت المصادر لـ«الإمارات اليوم»، أن السجناء المتبقين في السجن المركزي في صنعاء، بينهم نشطاء وحقوقيون وسياسيون تم اعتقالهم على خلفية انقلاب 21 سبتمبر 2014، وآخرون رافضون للقتال إلى جانب الميليشيات في جبهات القتال، لذلك تمت معاقبتهم بشكل جماعي.

وفي صعدة واصلت قوات الجيش والمقاومة تقدمها باتجاه مناطق جديدة في مديرية كتاف الحدودية، والانتشار في اكثر من منطقة في المديرية التي تعد أكبر مديريات صعدة وترتبط بمحافظة الجوف مباشرة، الأمر الذي مكنهم من تنفيذ عملية التفاف على طرق الإمداد القادمة من مديرية برط العنان في الجوف، والاستيلاء على قافلة إمداد للميليشيات تحوي عبوات ومتفجرات كانت متجهة نحو منطقة عرق الذياب بالبقع، لزرعها في الطرق لمنع تقدم قوات الشرعية في المنطقة.

وكانت جماعة الحوثي قد أقرت بمقتل أحد ابرز قياداتها في البقع بصعدة المدعو «عبدالخالق حسن العركاضي» المكنى «أبويحيى» إلى جانب عشرة من مرافقيه بغارة لطيران التحالف استهدفت تعزيزات عسكرية للميليشيات كانت متجهة نحو البقع بقيادته.

وعاودت مقاتلات التحالف استهداف مواقع الميليشيات في صعدة، مستهدفة منطقتي المليل ورشاحة بمديرية كتاف تمهيداً لتطهيرها من قبل الجيش الوطني والمقاومة، كما شنت غارات على مديريات شدا والظاهر ورازح الحدودية.

وفي مأرب تمكنت قوات الجيش والمقاومة من صد هجمات للميليشيات على مناطق وادي الربيعة ووادي مخدرة الرابط بين كمب الجدعان والمخدرة.

وفي الجوف تواصلت المعارك بين الجيش والمقاومة من جهة والميليشيات من جهة أخرى في مناطق الشقبان والبيضاء الأثرية ووادي قز بمديرية المصلوب التي تسعى قوات الشرعية لتطهيرها لفتح جبهة حرف سفيان في عمران لقطع طريق الإمداد عن الميليشيات القادمة من عمران وصنعاء باتجاه صعدة.

وفي شبوة، واصلت الميليشيات قصفها مواقع الجيش والمقاومة في منطقة الصفراء في مديرية بيحان، فيما اختطفت 38 من سكان مدينة دمت شمال الضالع واقتيادهم إلى جهة مجهولة، وواصلت إرسال التعزيزات إلى المدينة في محاولة للتقدم باتجاه مريس على مشارف مدينة الضالع عاصمة المحافظة.

وفي حجة نفذت المقاومة في إقليم تهامة هجومين منفصلين على تجمعين للميليشيات في نقطة عسكرية بمديرية بني قيس، وآخر في وادي خدلان، ما أسفر عن مقتل وإصابة ثلاثة من عناصر الميليشيات وإصابة آخرين.

وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، دعا السبت إلى تمديد الهدنة ثلاثة أيام إضافية. وقال وزير الخارجية عبدالملك المخلافي لوكالة فرانس برس: «نحن نقدر دعوة المبعوث الأممي للتمديد، لكن في الأساس لم تكن هنالك هدنة بسبب خروقات» المتمردين.

وأضاف «التمديد غير مجدٍ حتى وإن وافقنا عليه، لأن الطرف الآخر لم يقدم أي التزام، لا إلينا ولا إلى المبعوث الأممي، بالهدنة أو بغيرها».

تويتر