مصير قيادات الحوثي بات مجهولاً عقب غارات التحالف في الحديدة

«الشرعية» تُحكم حصار المتمردين في مأرب.. وتواصل تطويق صنعاء

مقاتل من الشرعية اليمنية في منطقة كهبوب قبالة باب المندب. أ.ف.ب

اشتدت وتيرة المعارك بين الجيش والمقاومة اليمنية من جهة، وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية من جهة أخرى في جبهات عدة، حيث أحكمت قوات الشرعية حصارها المتمردين في مأرب، وواصلت تطويق صنعاء، بالتزامن مع وصول الحكومة اليمنية إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، في حين واصلت مقاتلات التحالف غاراتها ضد مواقع الميليشيات في مختلف الجبهات.

وتفصيلاً، اقتربت قوات الجيش والمقاومة في شمال وشرق وجنوب شرق العاصمة من أهدافها في الوصول إلى أطراف المدينة، من خلال التقدم نحو مناطق جديدة في بني حشيش ومفرق أرحب ونقيل ابن غيلان، فضلاً عن الاقتراب من بني ضبيان في خولان.

يأتي ذلك متزامناً مع استمرار تدفق التعزيزات العسكرية الكبيرة لقوات الشرعية من مراكز تدريبيها دخل الحدود السعودية عبر منفذ الوديعة نحو مأرب وصنعاء لليوم الثالث على التوالي، حيث أكدت مصادر وشهود عيان في مأرب وصول عشرات العربات والآليات العسكرية، وعلى متنها عشرات المقاتلين المدربين إلى معسكرات مأرب، فيما انطلقت قوات أخرى كانت وصلت إلى مأرب من الوديعة نحو العاصمة اليمنية صنعاء.

في الأثناء، ذكرت مصادر في المقاومة في نهم، أن الميليشيات دفعت بمقاتلين من فئة المهمشين (الأخدام) إلى جبهات نهم، بعد رفض قبائل الطوق الزج ببقية أبنائهم في جبهات القتال إلى جانب الحوثي، بعد عودة العشرات من أبنائهم قتلى من جبهات عدة.

وكانت مقاتلات التحالف شنت سلسلة من الغارات على محيط منطقة محلي في نهم، كما استهدفت تعزيزات في نقيل ابن غيلان كانت متجهة نحو جبهات «نهم» الواقعة بين غيلان والفرضة على الطريق الرئيس بين مأرب وصنعاء.

كما استهدفت للمرة الثانية في أقل من 10 أيام مصنع السنيدار في شمال المدينة، وهو مصنع محلي يقوم بتطوير الأسلحة التي تمتلكها قوات المخلوع صالح والميليشيات تحت إشراف خبراء من الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» اللبناني.

وفي مأرب، واصلت قوات الجيش والمقاومة بمساندة قوات التحالف العربي التقدم نحو أوكار الميليشيات والخلايا المتبقية لهم في شرق وغرب صرواح عبر محورين رئيسين، الأول «صرواح ــ هيلان باتجاه نهم شمال العاصمة، والثاني: صرواح ــ بني ضبيان خولان جنوب شرق العاصمة».

وفي الحديدة، بات مصير عدد من قيادات ميليشيات الحوثي من الصف الأول مجهولاً عقب غارة نفذتها مقاتلات التحالف على القصر الجمهوري بالمدينة أثناء اجتماعهم للاحتفال بذكرى الانقلاب الثانية على الشرعية.

وكانت مقاتلات التحالف شنت غارات وصفت بالنوعية على القصر الجمهوري ومواقع أخرى في الحديدة، حيث توجد قيادات الميليشيات الحوثية من الصف الأول في المدينة بدعوة من زعيمهم عبدالملك الحوثي، للاحتفاء بذكرى الانقلاب الثانية.

وقالت مصادر محلية، إن مقاتلات التحالف العربي استهدفت القصر الجمهوري بالحديدة، أثناء وجود قيادات حوثية بارزة فيه، منهم رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، ورئيس اللجنة الرقابية باللجنة، وعضو المكتب السياسي للجماعة، ومحافظ المحافظة المعين من قبل الجماعة، علي العماد، وقادة آخرون.

إلى ذلك، ترددت أنباء حول مصدر القصف الذي طال حي الهنود السكني في مدينة الحديدة، حيث قال سكان محليون إن القصف حدث من قبل الميليشيات. وارتفعت حصيلة القصف على الحي إلى نحو 22 قتيلاً و90 جريحاً، عجزت مستشفيات المدينة عن استقبالهم، نتيجة نقص الأدوية والمعدات الطبية والتجهيزات الأخرى وعلى رأسها الكهرباء.

على الصعيد ذاته، قتل عنصر من الميليشيات وأصيب آخرون بعملية نوعية نفذتها مقاومة إقليم تهامة على طقم عسكري لهم في شارع الأربعين بالقرب من فندق الرومانسية.

وفي حجة المحاذية للحديدة، استهدفت مقاتلات التحالف تعزيزات عسكرية للميليشيات في محيط حرض وميدي.

وفي الجوف، تشهد منطقة معيمرة في المتون، عمليات تصفية واسعة تقوم بها الميليشيات ضد عناصرها الذين رفضوا مواصلة القتال معهم، وفقاً لشهود عيان بالمنطقة.

وشهدت تعز عملية عسكرية نوعية لقوات الشرعية من الجيش والمقاومة في منطقة كهبوب بالقرب من باب المندب، بهدف استكمال تطهيرها من الميليشيات، وذلك عقب وصول تعزيزات عسكرية كبيرة للشرعية إلى المنطقة.

وذكرت مصادر في المقاومة أن الهجوم الذي شنته قوات الشرعية من محورين أسفر عن تقدم كبير لها من الجهتين الشرقية والغربية، موقعة عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، فيما استشهد اثنان من المقاومة والجيش، وأصيب ثلاثة آخرون جراء انفجار أحد الألغام التي زرعتها الميليشيات في المنطقة أثناء مطاردتهم للميليشيات في محيط كهبوب.

وفي جبهة الأحكوم ــ المقاطرة جنوب تعز، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من صد هجوم جديد للميليشيات نحو سوق الربوع في تخوم لحج، بهدف الوصول إلى الطريق الرابط بين التربة ولحج من الجهة الغربية، وكذا إحكام السيطرة على المرتفعات التي تطل مباشرة على باب المندب الممر المائي الاستراتيجي، الأمر الذي دفع قوات الشرعية والمقاومة بمساندة التحالف لإرسال تعزيزات نوعية إلى المنطقة، أدت إلى منع أي محاولة للميليشيات للتقدم فيها.

وفي جبهات المدينة، اندلعت اشتباكات عنيفة أمس في الجبهة الشرقية التي كانت شهدت عمليات تهجير لسكانها من قبل الميليشيات، خصوصاً في أطراف منطقة حسنات وشرق المكلكل في صالة وتمركز قوات للميليشيات فيها.

وفي لحج، تواصلت المعارك شمال منطقة كرش التي تحاول الميليشيات استعادة المواقع العسكرية التي خسرتها في المنطقة، وتمكنت قوات الجيش والمقاومة من صد هجوم كبير للميليشيات على ميمنة جبهة كرش، بعد أن تم رصد وحدات في المقاومة والجيش لتحركات مريبة للميليشيات في المنطقة.

وفي البيضاء، قصفت طائرة من دون طيار أميركية سيارة يعتقد أنها كانت تقل عناصر من تنظيم «القاعدة» في منطقة السرو قرب الميفاع بمديرية الصومعة، ما أدى إلى مقتل قيادي في التنظيم يدعى «البعداني» ومرافقه، واحتراق السيارة بالكامل.

في الأثناء ذكر مصدر قبلي ان انفجار عبوة ناسفة زرعتها المقاومة في منطقة طياب بمديرية ذي ناعم، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، أثناء مرورها بالمنطقة.

وفي شبوة، بدأت قوات الشرعية بعملية استعداد واسع على جبهة بيحان بهدف مواصلة عملية التحرير وطرد الميليشيات من المنطقة، يأتي ذلك متزامناً مع قيام رئيس أركان اللواء 21 ميكا، العقيد علي محمد الحوري، بزيارة تفقدية إلى المواقع الأمامية في جبهة بيحان منطقة الصفراء، للاطلاع على مستوى الجاهزية القتالية لدى المقاتلين.

تويتر