10 آلاف مقاتل من قوات الشرعية ينتظرون التوجيهات لبدء معركة تحرير صنعاء

الرئاسة اليمنية: لا يمكـــن تشـكيل حكومة توافق تكافئ الانقلاب بالشـراكة

تصاعد الدخان خلال قصف الميليشيات أحياء مدينة تعز. أ.ب

أكد نائب مدير مكتب الرئاسة اليمنية وعضو الوفد الحكومي في مشاورات الكويت، عبدالله العليمي، أن الوفد الحكومي يبذل جهداً كبيراً، من أجل التوصل إلى حلول في مشاورات الكويت، وأن الحل لن يكون عبر تسويات هشة، تعيد إنتاج الأزمات، وتعمل على تفخيخ المستقبل، فيما كشفت مصادر في المقاومة بصنعاء عن وضع قوات الجيش والمقاومة في مديرية نهم، ومحافظتي الجوف ومأرب، في حالة استعداد قتالي، مشيرة إلى أن 10 آلاف مقاتل ينتظرون التوجيهات، لبدء معركة تحرير العاصمة.

وفي التفاصيل، قال العليمي، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إن «موضوع تشكيل حكومة توافق لن يكون موضوعاً مقبولاً في مشاورات الكويت، لأنه من غير المعقول مكافأة الانقلاب بالشراكة»، لافتاً إلى أن موضوع تشكيل حكومة، هو خارج المرجعيات المتوافق عليها. وأضاف «أن الشعب اليمني لن يقبل بشروط الانقلاب أو التعاطي معه، فضلاً عن الشراكة معه، وأن أي تسوية سياسية يجب أن تكون محكومة بالمرجعيات، التي حددت المسار السياسي بشكل قاطع، عبر الاستفتاء على الدستور والذهاب إلى انتخابات، وأن نتائج الانتخابات هي التي ستقرر شكل الحكومة القادمة في اليمن».

وأشار العليمي إلى أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وكذلك مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، أوضحت مساراً واضحاً للمرحلة الانتقالية والعملية السياسية، التي أوقفها الانقلاب الغادر على الدولة ومؤسساتها. وأكد أن الانقلابيين يسعون فقط لشرعنة وجودهم، والالتفاف على القرارات الدولية، خصوصاً القرار 2216، والقرار 2140.

وأضاف العليمي «جئنا إلى الكويت لتنفيذ القرار ٢٢١٦، وليس لتشكيل حكومة شراكة لنكافئ من أوقفوا مسار السياسة، وانقضوا على الإجماع الوطني، وفخخوا المجتمع بالحرب».

ميدانياً، كشفت مصادر في المقاومة عن وضع قوات الشرعية من الجيش والمقاومة، في جبهات صنعاء والجوف ومأرب وتعز، في حالة تأهب قصوى واستعداد قتالي من الدرجة الأولى، مشيرة إلى أن 10 آلاف مقاتل ينتظرون التوجيهات، لبدء معركة تحرير العاصمة.

ووفقاً للمصادر فإن الهجوم على العاصمة سيكون مباغتاً، وغير متوقع بالنسبة للميليشيات، وستستخدم فيه أسلحة لأول مرة تتناسب وطبيعة وحجم المعركة، كما ستشهد مفاجآت كبيرة وعمليات نوعية وخاطفة، ستشكل صدمة للكثيرين، مؤكدة أن القطع العسكرية التابعة للجيش والتحالف بدأت في التحرك إلى جبهات القتال، التي ستنطلق منها العمليات باتجاه العاصمة، وأخرى ستكون باتجاه جبهات الجوف ومأرب وشبوة والبيضاء وتعز في الوقت نفسه.

وأكدت المصادر وجود قوات خاصة بحرب الشوارع في المدن، ستنفذ عدداً من الاقتحامات لمراكز المدن والمؤسسات الحكومية والمنشآت العسكرية والأمنية، كما أكدت قرب المعركة التي ستكون رداً ناجعاً لاستمرار الانقلابيين بالتعنت في مشاورات الكويت، وامتناعهم عن تنفيذ القرارات الأممية بهذا الخصوص.

في الأثناء، بدأت الميليشيات استعدادها العسكري لخوض المعركة، ودعا زعيم الانقلابيين، عبدالملك الحوثي، أنصاره في كلمة متلفزة إلى الاستعداد لخوض المعركة المقبلة، فيما أكد رئيس المكتب السياسي للجماعة صالح الصماد «أن هناك استعدادات من الجانبين، لخوض حملة عسكرية واسعة، واستعدادات لعمل عسكري كبير».

وشهدت جبهات الجوف معارك عنيفة بين قوات الشرعية والميليشيات، تمكنت خلالها قوات الشرعية من صد هجوم واسع على مديرية المتون غرب المحافظة، وقتل عدد من عناصر الميليشيات، بينهم القيادي الحوثي المكنى «أبي صخر الخمري»، وأسر ستة آخرين، فيما شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على مواقع الميليشيات في المتون وسدباء، دمرت خلالها آليات عسكرية وقتلت وأصابت العشرات من الميليشيات. وفي جبهة نهم شمال صنعاء، تمكنت قوات الشرعية من إفشال هجوم شنته الميليشيات على منطقة ضبوعة، سقط خلاله ستة قتلى في صفوف الميليشيات وعدد من الجرحى، فيما أصيب ثلاثة في صفوف المقاومة والجيش.

يأتي ذلك متزامناً مع غارات نفذتها مقاتلات التحالف على تعزيزات للميليشيات في منطقة المدارج، محيط منطقة مسورة، دمرت خلالها عربات عسكرية، فيما شوهدت سيارات الإسعاف التابعة للميليشيات تهرع إلى مناطق الغارات. في الأثناء، قالت وحدة الرصد في المقاومة إن الميليشيات ارتكبت نحو 60 خرقاً وانتهاكاً للهدنة في جبهات نهم، خلال اليومين الماضيين، تمثلت في القصف المدفعي والصاروخي على مواقع الجيش والمقاومة ومنازل المواطنين، واستحداث معسكرات جديدة وإرسال تعزيزات إلى المنطقة، في حين قامت بمحاصرة منزل الملحق العسكري في السفارة اليمنية بألمانيا، العميد أحمد مبهيط، في صنعاء.

وفي تعز، نفذت قوات الجيش والمقاومة هجوماً ناجحاً في مديرية ذوباب، الواقعة على الساحل الغربي للمدينة، من ثلاثة اتجاهات بهدف تطهيرها من بقايا الميليشيات، بمساندة مروحيات الأباتشي التابعة للتحالف، وتأمين الحركة عبر الطريق الرابط بين الحديدة وعدن، الذي يمر بمدن المخاء وذباب وراس العارة، وصولاً إلى البريقة بعدن.

وفي لحج القريبة من تعز، أكدت مصادر في المقاومة أنها كسرت هجوماً واسعاً شنته الميليشيات على منطقة كرش، تحت غطاء قصف كثيف بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا. كما شهدت منطقة القبيطة معارك ومواجهات مع الميليشيات، في ظل مساندة كبيرة من مقاتلات التحالف التي استهدفت تعزيزات ومواقع الميليشيات في جبل جالس والمناطق المجاورة له.

تويتر