جهود للمبعوث الأممي لتقريب وجهات نظر الأطراف اليمنية

المواجهات تشتعل في جبهــات عدة.. والتحالف يعزز حمايــــتـه لبــاب المندب

قوات يمنية خلال دورية في منطقة مأرب. رويترز

رفض الوفد الحكومي، المشارك في مشاورات الكويت، إجراء مشاورات مباشرة أو غير مباشرة مع الحوثيين، إلا بعد التزامهم بتنفيذ أربعة مطالب بشأن وقف إطلاق النار، ومعسكر العمالقة، والمختطفين، وتصريحات المخلوع علي عبدالله صالح الأخيرة، وفي حين اشتعلت جميع جبهات القتال باليمن، انعكاساً لما يجري في الكويت، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، أن الإطار الذي وضعته الأمم المتحدة لمباحثات بالكويت، يحضر لمسار سياسي شامل يؤمّن لليمنيين استقراراً أمنياً وسياسياً.
وفي التفاصيل، قال وزير الخارجية اليمني رئيس الوفد الحكومي في المشاورات، عبدالملك المخلافي، في تصريحات صحافية إنهم لن يشاركوا في أي جلسات مباشرة مع الحوثيين إلا بعد تنفيذ أربعة مطالب رئيسية تهدف لتحقيق السلام في اليمن وتتمثل في، وقف الأعمال القتالية والخروقات العسكرية في جبهات القتال، وإعادة الوضع في معسكر العمالقة بعمران إلى ما كان عليه قبل اقتحامه، وإطلاق المختطفين، وإعلان توضيح رسمي بشأن التصريحات الأخيرة للمخلوع صالح، التي قال إنه لا يعترف بأي مرجعية سابقة خاصة مخرجات الحوار وقرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية.
وأكد المخلافي أن قرار تعليق المشاركة في المشاورات جاء نتيجة استمرار الخروقات العسكرية والسيطرة على معسكر العمالقة، واستغلال الهدنة، وتوقف الطيران، واستمرار الميليشيات في ارتكاب الخروقات في كل مكان، وهم بصدد إشعال حرب شاملة في مختلف الجبهات.
وكان القيادي البارز في حزب المخلوع وعضو وفد حزب المؤتمر في مشاورات الكويت، يحيى دويد، أكد وجود خلافات، وصفها بالقاتلة، في صفوف وفد الحوثي وصالح، في مشاورات الكويت حول العديد من القضايا.
ميدانياً، تصاعدت العمليات القتالية بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع صالح من جهة ثانية في جبهات عدة، مع استمرار تعذر انعقاد جلسات محادثات السلام المباشرة في الكويت، في أعقاب تعليق وفد الحكومة الشرعية مشاركته في تلك الجلسات، احتجاجاً على ما سماه «استمرار الخروقات العسكرية»، وهجوم الحوثيين على قاعدة العمالقة العسكرية في محافظة عمران، شمالي العاصمة اليمنية صنعاء.
وذكرت مصادر متعددة في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، أن 14 قتيلاً سقطوا في معارك عنيفة اندلعت بين الجانبين في جبهة ذوباب، المحاذية لمضيق باب المندب على الساحل الغربي للمحافظة، عقب قيام الميليشيات بالتقدم نحو مواقع الجيش الوطني والمقاومة في المنطقة، لكن طيران التحالف العربي تدخل وقصف تعزيزات للانقلابيين كانت في طريقها لتنفيذ ذلك، بعد نحو خمسة أيام من توقف الضربات الجوية في مختلف أنحاء اليمن.
وقالت المصادر إن 11 من مسلحين الحوثي وصالح لقوا مصرعهم في المنطقة، فيما استشهد ثلاثة من قوات الشرعية والمقاومة، في المعارك التي اندلعت خلال الساعات الأخيرة عند الساحل الغربي على البحر الأحمر.
ومع استمرار المواجهات في ذوباب، وبالتحديد قرب معسكر العمري، دفعت قوات التحالف العربي بتعزيزات بحرية إلى سواحل باب المندب لحمايته ودعم قوات الشرعية والمقاومة في صد زحف الميليشيات تجاه الممر المائي ذي الأهمية الاستراتيجية الكبيرة.
وشهدت جبهات تعز الغربية مواجهات عنيفة بين الجانبين تدخلت فيها مقاتلات التحالف، وفكت الضغوط الكبيرة التي تواجهها جبهات المقاومة والجيش الوطني من قبل الحوثيين، بعد تلقيهم تعزيزات عسكرية في جبهة الضباب، غرب المدينة، وقصفت تعزيزات للميليشيات في جبل هان الاستراتيجي.
وفي حي الزنوج، في شمال المدينة، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة من صد هجوم وصف بالأعنف شنته المليشيات على المنطقة بهدف استعادتها والتمركز فيها.
وشهدت جبهة الأقروض، في جبل صبر، مواجهات عنيفة بين الجانبين تمركزت في منطقة «الخلل» المحاذية لمنطقة الأقروض، التي تتمركز فيها ميليشيا الانقلاب، ودفعت إليها بتعزيزات كبيرة، أخيراً، مستغلة حالة الهدنة ووقف إطلاق النار.
في السياق ذاته، قال مصدر عسكري، إن قوات اللواء 35 مدرع، المسنود برجال المقاومة الشعبية، صدوا هجوماً عنيفاً لميليشيات الحوثي صالح، حينما حاولت التقدم نحو منطقة النجادي الشرقي بالأقروض مستغلين الهدنة.
كما اشتركت مقاتلات التحالف في قصف تعزيزات الحوثيين كانت في طريقها باتجاه مناطق الحويمي وجبال القبيطة، إضافة إلى تعزيزات أخرى استقدمها الحوثيون من مدينة المخا.
وفي جبهات محافظة لحج المحاذية لتعز الشريجة ـ كرش وراس العارة والمضاربة، اندلعت مواجهات وصفت بالضارية بين الجانبين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وأكدت المصادر ذاتها أن الانقلابيين وقوات المخلوع صالح كثفوا قصفهم على مواقع القوات الحكومية في مناطق المضاربة ورأس العارة وكرش، التابعة لمحافظة لحج، وأن الاشتباكات استمرت على أشدها عند الحدود مع مديرية الوازعية التابعة المحافظة تعز المجاورة.
وفي حين أعلنت المقاومة والمجلس العسكري في تعز عن رصد تسعة خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار من قبل الانقلابيين خلال الساعات الأخيرة.
وفي محافظة البيضاء، وسط اليمن، تمكنت المقاومة الشعبية من صد هجوم واسع للانقلابيين باتجاه مديرية ذي ناعم جنوبي محافظة البيضاء.
وفي محافظة عمران، شمال العاصمة صنعاء، واصلت ميليشيا الانقلاب ترتيب وضعها في مقر معسكر لواء العمالقة «29 ميكا»، بعد السيطرة عليه، في خطوات وصفت بالاستفزازية، من قبل المليشيات التي بثت صوراً من داخل المعسكر عبر مواقعها الإخبارية.
وفي محافظة شبوة، تبادلت قوات الجيش الوطني والمقاومة القصف المدفعي مع ميليشيا الانقلاب وقوات المخلوع صالح، التي حاولت التقدم باتجاه مواقعهم في جبهة الساق في مدرية بيحان.
وفي محافظة مأرب، تمكنت دفاعات قوات التحالف العربي من اعتراض صاروخ باليستي في سماء المحافظة، أطلقته ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح باتجاه المحافظة هو الثاني في أقل من أسبوع.
وفي محافظة الجوف، شرق اليمن، أكد الناطق باسم المقاومة بالمحافظة، عبدالله الأشرف، لـ«الإمارات اليوم»، أنهم تمكنوا من صد زحف كبير للميليشيات على مناطق في غرب مديرية الغيل، وتمكنوا من السيطرة على موقع الرقابة بعد دحر الميليشيات منه في المنطقة، مشيراً إلى تمكنهم من أسر أحد أفراد المعسكر.
في الأثناء، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن أن الإطار الذي وضعته الأمم المتحدة لمباحثات السلام بالكويت، يحضر لمسار سياسي شامل يؤمّن لليمنيين استقراراً أمنياً وسياسياً.
وقال ولد الشيخ - في بيان له فجر أمس - إنه اجتمع بوفد الحكومة والوفد الممثل للحوثيين والمخلوع صالح، وشخصيات دبلوماسية وسياسية، لـ«بلورة إطار استراتيجي يجمع طروحات الوفدين».
صنعاء - الإمارات اليوم

تويتر