اختتام الجلسة الرابعة للمباحثات اليمنية في الكويت دون تقدم

قوات الشرعية تدخل المكلا.. وبدء تطهير زنجبار وجعار من «القاعدة»

قيادات محافظة أبين المدنية والأمنية خلال جولة للإشراف على عمليات تطهير المحافظة من عناصر «القاعدة». سبأنت

دخلت أمس قوات «النخبة الحضرمية» من الجيش اليمني إلى مدينة المكلا الساحلية، التي تعد معقلاً لتنظيم «القاعدة»، لأول مرة خلال الحرب الدائرة منذ أكثر من عام، فيما بدأت القوات اليمنية، مدعومة بغطاء جوي من قوات التحالف العربي في تطهير مديريتي زنجبار وجعار في محافظة أبين من عناصر تنظيم «القاعدة»، بينما اختتمت جلسة المناقشات الرابعة بين وفد الحكومة اليمنية ووفد ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في محادثات الكويت من دون تحقيق أي تقدم بشأن القضايا الخلافية والاتفاق على جدول الأعمال وآليات العمل.

وفي التفاصيل، قال سكان إن قوات يمنية دخلت، أمس، مدينة المكلا الساحلية في شمال اليمن. وقال أحد السكان إن مركبات مدرعة تابعة للتحالف والجيش دخلت المكلا، وإن مقاتلي «القاعدة» يتقهقرون.

وفي وقت سابق أكدت مصادر محلية يمنية تقدم قوات الجيش «النخبة الحضرمية» إلى مشارف مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت شرق اليمن، لتحريرها من قبضة عناصر تنظيم «القاعدة». وذكرت المصادر أن قوات النخبة الحضرمية وصلت إلى نقطة بويش في منطقة العلم الجدمان، وهي تبعد نحو نصف كم عن مدينة المكلا.

وبحسب المصادر، فقد أغلقت عناصر تنظيم القاعدة طريق الغويزي المؤدي إلى وسط المدينة بالشاحنات، لمنع تقدم قوات النخبة إليها، كما قاموا باستحداث حواجز أمنية جديدة. وأوضحت المصادر أن هذا «منع تقدم قوات النخبة الحضرمية، خوفاً من اي كمين تكون عناصر القاعدة قد نصبته لهم».

وكان الجيش اليمني حقق، مسنوداً بآليات عسكرية تابعة للتحالف وطائرات الأباتشي، تقدماً كبيراً في عملياته العسكرية لتحرير ساحل حضرموت من مسلحي تنظيم «القاعدة».

وقال مصدر عسكري لـ«الإمارات اليوم» إن الجيش تمكن من دخول منطقة العيون، أولى مناطق الساحل من الجهة الشرقية عقب اشتباكات عنيفة مازالت متواصلة مع عناصر التنظيم، مشيراً إلى أن الجيش يسعى للسيطرة على منطقة الريان التي تقع بعد منطقة العيون، ومنها تتفرع الطرقات إلى مديريات الساحل التي يسيطر عليها التنظيم.

وأضاف المصدر أن مقاتلات التحالف شنت عشرات الغارات الجوية التي استهدفت مواقع العناصر المسلحة في مناطق المكلا والشحر والغيل وكبدت العناصر الإرهابية خسائر بشرية فادحة، موضحاً أن تقدم الجيش من جهة وادي حضرموت يتم بغطاء جوي من قبل طائرات الأباتشي التابعة لقوات التحالف العربي.

يأتي ذلك في الوقت الذي تحدثت مصادر محلية عن وساطة قبلية تسعى لإقناع عناصر تنظيم القاعدة بمغادرة مدينة المكلا لتجنيبها أي مواجهات عسكرية قد تؤدي إلى أضرار كبيرة فيها.

وكانت القوات اليمنية تمكنت مدعومة بغطاء جوي من قوات التحالف من تحرير مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين، وذلك بعد أن شنت مروحيات «أباتشي» تابعة للتحالف ضربات جوية على مواقع للتنظيم بالمحافظة في عملية عسكرية مشتركة مع القوات اليمنية تستهدف مسلحي التنظيم. وذكرت مصادر عسكرية يمنية أن قوات الشرعية في أبين تقدمت باتجاه بلدة جعار، المجاورة لمركز المحافظة وشرعت في عمليات تطهير زنجبار وجعار من عناصر التنظيم.

وأضافت المصادر أن الجنود وصلوا إلى بلدة الكود التي تبعد خمسة كيلومترات جنوب زنجبار، واشتبكوا مع مسلحي القاعدة، فيما استهدفت مروحيات الأباتشي مواقع المتطرفين في المنطقة.

وحسب مصادر طبية وعسكرية، فإن 25 مقاتلاً في تنظيم «القاعدة» قتلوا خلال المعارك، بالإضافة إلى أربعة جنود من الجيش.

وقال قائد قوات الأمن الخاصة لمحافظات عدن ولحج وأبين العميد الركن فضل باعش لـ«الإمارات اليوم» إن قواته تشارك بكتائب خاصة ضمن وحدات الأمن والجيش والمقاومة لتطهير أبين وعاصمتها زنجبار من «القاعدة»، وبسط سيطرة الدولة على المحافظة.

وفي محافظة لحج، تواصل القوات الحكومية مطاردة العناصر الإرهابية ومداهمة أوكارها بدعم مباشر من قوات التحالف الموجودة في العاصمة المؤقتة عدن.

وقال مصدر محلي لـ«الإمارات اليوم» إن القوات الحكومية فرضت، أمس، طوقاً أمنياً على مدينة الحوطة عاصمة المحافظة وانتشرت في شوارعها بشكل كبير، وذلك في إطار عملياتها لضبط العناصر الإرهابية، مشيراً إلى أن القوات تمركزت أيضاً على مدخل خط الحرور الذي يربط بين محافظتي أبين ولحج.

سياسياً، ذكر مصدر في الوفد الإعلامي التابع للجانب الحكومي في مشاورات الكويت لـ«الإمارات اليوم» أن الجلسة الرابعة انتهت من دون الاتفاق على شيء بعد رفض وفد ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح الدخول في جدول الأعمال وإجراءات بناء الثقة، مشيراً إلى أن وفد الحكومة قدم خلال الجلسة تقريراً تضمن الخروقات التي ارتكبتها الميليشيات الانقلابية في جبهات القتال، في حين اعتبر وفد الميليشيا العمليات العسكرية للقوات اليمنية وقوات التحالف ضد تنظيم «القاعدة» في أبين والمكلا خرقاً للهدنة.

وجاء في تقرير الوفد الحكومي حول الخروقات العسكرية التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في مختلف الجبهات أول من أمس، أن الميليشيا ارتكبت 127 خرقاً، منها 50 خرقاً في محافظة الجوف، و39 خرقاً في محافظة مأرب، و22 في محافظة تعز قتل خلالها ثمانية مدنيين وجرح عشرات آخرون، و11 خرقاً في محافظة البيضاء، وخمسة خروقات في محافظة شبوة.

وأضاف المصدر أن مندوب الأمم المتحدة باللجنة العسكرية للتهدئة قدم خلال الجلسة تقريراً أوضح فيه ارتكاب الميليشيات للعديد من الخروقات، أبرزها الحشد في جبهات القتال، وأن طيران التحالف العربي يحلق في الأجواء اليمنية من دون قصف، موضحاً أن هذا التقرير جاء رداً على مزاعم وفد الانقلابيين ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح بأن هناك خرقاً للهدنة من قبل طيران التحالف لاتفاقات وقف إطلاق النار.

وكشف المصدر عن رفض وفد ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح إصدار بيان مشترك لتأييد العمليات العسكرية للتحالف العربي ضد تنظيم «القاعدة» في محافظتي أبين وحضرموت، مشيراً إلى أن الوفد اعتبر ضربات التحالف العربي لمعاقل «القاعدة» اختراقاً للهدنة وعدواناً.

وقالت قناة «العربية» إن أجواء من التوتر تسود المناقشات في ظل استمرار التباينات والاختلافات بين الوفدين إزاء عدد من القضايا المتصلة بتثبيت وقف إطلاق النار، وتمسك الوفد الحكومي بموقفه بشأن ضرورة التزام ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح بتنفيذ إجراءات بناء الثقة المتفق عليها في الجولة الثانية من المحادثات، التي عقدت في مدينة بييل السويسرية منتصف ديسمبر الماضي. وحسب مصادر قريبة من المفاوضات، فإن الطرفين لم ينجحا في التفاهم على طريقة تعزيز وقف اطلاق النار الهش الموقع في 11 أبريل، الذي يتعرض للخرق باستمرار.

من جانبه، أمهل المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس، وفدي الحكومة وميليشيا الحوثي والمخلوع صالح حتى صباح اليوم، للتوقيع على الأجندة الخاصة بالمباحثات التي تستضيفها الكويت.

تويتر