احتفالات في تعز وصنعاء بانتصارات الجيش والمقاومة

قوات الشرعية تحرِّر مطار تعــز ومعسكر اللواء 35 وتقترب من «معبــر الموت»

صورة

سيطرت قوات الشرعية اليمنية على المطار القديم، ومعسكر اللواء 35، غرب محافظة تعز، بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، فيما اقتربت بشكل كبير من معبر الدحي، أو ما يعرف لدى سكان مدينة تعز بـ«معبر الموت»، الذي كانت تمنع فيه ميليشيات الانقلابيين مرور الغذاء والماء لأحياء المدينة المحاصرة، بينما شهدت مدينة تعز احتفالات ومسيرات عفوية خرجت للشوارع، احتفاءاً بالانتصارات الكبيرة، التي حققها قوات الجيش والمقاومة، كما شهدت مديرية نهم المحررة في العاصمة صنعاء احتفالات مماثلة.

وفي التفاصيل، قال مصدر محلي إن رجال المقاومة الشعبية والجيش الوطني، سيطروا على معسكر اللواء 35، والمطار القديم، وطهروا المباني المحيطة بهم، بعد هروب الميليشيات من المعركة.

ويعد معسكر اللواء 35 من أهم المعسكرات، التي استغلتها الميليشيات في حصار المدينة، وقصف الأحياء المدنية من داخله، وخلال العمليات استعاد الجيش والمقاومة معدات عسكرية ثقيلة، نهبتها الميليشيات من معسكرات الجيش، خلال الفترة الماضية.

وذكرت مصادر ميدانية أن معارك أمس النوعية، أسفرت عن مقتل 37 من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، وإصابة العشرات.

وفتحت الانتصارات الأخيرة في تعز الطريق أمام قوات الشرعية، للالتحام بقوات الجيش في منطقة الضباب، وفتح الطرق المؤدية إلى تعز من عدن ولحج، ما يعني فك الحصار عن تعز، كما أصبحت قوات المقاومة والجيش على بعد أقل من 70 كيلومتراً من ميناء المخاء الاستراتيجي على البحر الأحمر.

وقال مدير أمن تعز المكلف، العميد عبدالواحد سرحان، لـ«الإمارات اليوم»، من داخل مقر اللواء 35 مدرع، في المطار القديم غرب المدينة، إن زمن الانتصارات في تعز حلَّ، وولى زمن الهيمنة والحصار والغطرسة للميليشيات، ليس عن تعز فقط بل عن اليمن كله.

وأضاف أن عناصر المقاومة والجيش يحصرون الغنائم فيه، التي وصفها بالكبيرة، والتي ستمكنهم من مواصلة تحرير المحافظة بالكامل، مشيراً إلى أن هناك تقدماً متسارعاً في جبهة المدينة الغربية، وسط حالة من انهيار وفرار لعناصر الانقلاب، باتجاه الوازعية وموزع على طريق المخاء.

وبشأن الخسائر، أوضح العميد سرحان أن الإحصاءات الأولية تشير إلى سقوط أكثر من 80 قتيلاً وجريحاً في صفوف الانقلابيين، فيما سقط خمسة شهداء من قوات الشرعية و20 مصاباً.

من جانبها، قامت ميليشيات الانقلاب بشن قصف عشوائي على أحياء المدينة، من تبة السلال وسوفتل ومنطقة الحوبان، بعد هزائمها في جبهات القتال غرب المدينة، حيث طال القصف مستشفى الثورة العام بشكل مباشر، ما أدى إلى تدمير أجزاء منه، رغم أنه مزدحم بالجرحى والمرضى، في حين وصلت تعزيزات كبيرة قادمة من جبهة المسراخ بجبل صبر، بعد تحريرها دعماً وتعزيزاً لشباب المقاومة في الجهة الغربية. وذكرت مصادر في المقاومة أن جبهتي الشقب والأقروض بالمسراخ، الواقعة إلى الجنوب الشرقي للمدينة، التحمتا بعد تطهير المنطقة بالكامل، وإعلان منطقة المسراخ مديرية محررة بالكامل من الانقلابيين، وتوجهت صوب المدينة من جهة صبر الموادم، كما توجهت نحو مدينة الدمنة في خدير، إلى الشرق من المدينة، والواقعة على الطريق الرابط بين تعز وعدن، والقريبة من منطقة الراهدة. وأكدت مصادر في المقاومة أن أهالي الأقروض، أطلقوا الألعاب النارية في الهواء، احتفالاً بانتصارات المقاومة التي تحققت أمس.

من جهتها، شنت مقاتلات التحالف غارات عنيفة على تجمعات الانقلابيين في تعز، مستهدفة تبة حميد بعصيفرة، ومنزل المتمرد علي عزيز إحدى قيادات الحرس الجمهوري، الكائن في الجند ومطار تعز الدولي، ومقر إقامة المتمرد حمود دهمش، بالجند شرق المدينة. وفي هذا الصدد، أوضح الصحافي والناشط السياسي في تعز، عبدالعزيز المجيدي، أن الانتصارات في الجبهة الغربية بتعز، وفي المسراخ بجبل صبر، ستقود إلى تأمين الطرق الرابطة بين الجنوب وتعز بالكامل، كما ستفتح الطريق أمام تدفق الآليات العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة في عدن، والتي تنضوي في إطارها تعز لدعم التقدم باتجاه المخاء غرب وضواحي محافظة إب شرقاً، مشيراً إلى أن الضباب يقع في مفرق طرق عدة، باتجاه المدينة واتجاه التربة، ونجد قسيم، والجنوب وأيضاً الوازعية وموزع، غرباً باتجاه المخاء.

في الأثناء، أكد قياديون في قوات الشرعية أن العملية العسكرية، التي بدأت الأربعاء الماضي في تعز، بدعم مباشر وغطاء جوي من قوات التحالف، ستتواصل لفك الحصار عن المدينة من جميع الجهات، واستعادة سيطرة الشرعية على محافظة تعز بالكامل، والتي تعاني حصاراً خانقاً، تفرضه عليها ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، ما أدى إلى أزمة إنسانية، هي الأسوأ منذ بدء القتال في اليمن. وأشار قائد التوجيه المعنوي في الجيش اليمني والمحلل العسكري، العميد محسن خصروف، في تصريح لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن تعز هي كلمة السر في مفتاح النصر الكامل لليمن، وتخليصها من الانقلابيين والمتمردين، مؤكداً أن تعز على طريق النصر، وسيتم إعلان تعز محافظة محررة بالكامل. وفي العاصمة صنعاء، يعيش الانقلابيون حالة من الصدمة والذهول، بسبب تعرض عناصرهم في محافظة تعز لهزائم عسكرية على يد المقاومة وقوات الجيش، وأصبحوا عاجزين تماماً عن إسناد أنصارهم في تعز، بعد أن اقتربت قوات الشرعية من معاقلهم في صعدة وصنعاء، وأصبحوا مشتتين بين جبهات مختلفة وفي حالة انهيار، خصوصاً أنهم في خلاف حاد مع حليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

وشهدت الجبهة الشمالية للعاصمة في نهم مواجهات عنيفة بين الجيش والمقاومة من جهة، وميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من جهة أخرى، في محيط سوق مسورة وبران غرب نهم، والتي عززت ميليشيات الانقلاب صفوفها هناك، بقوات من الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح.

وأكد مصدر في مقاومة نهم تقدم قوات الشرعية، باتجاه مناطق جبل «ريمان» بمنطقة المبدعة وتبة «القرن»، بمنطقة بني بارق بعزلة بران، غرب مديرية نهم، وفرضت سيطرتها على تلك المناطق بالكامل. جاء ذلك عقب معارك وصفت بالأعنف، شهدتها المناطق المحيطة بعزلة بران غرب نهم، فيما واصلت مدفعية الشرعية دك الانقلابيين في نقيل ابن غيلان، تمهيداً لتقدم القوات البرية لتحريره، والتقدم غرباً صوب أمانة العاصمة، لتحريرها من قبضة ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح وإنهاء الانقلاب.

وكانت المناطق، التي تسيطر عليها الشرعية في نهم، شهدت احتفالات وإطلاق الألعاب النارية والرصاص الحي في الهواء، ابتهاجاً بالانتصارات التي حققتها قوات الجيش والمقاومة في محافظة تعز، على فلول الانقلابيين وقوات المخلوع صالح. وفي محافظة لحج، نفذت قوات الجيش والمقاومة في جبهة كرش قصفاً صاروخياً عنيفاً ومكثفاً، على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، فيما شهدت المناطق المحاذية لها اشتباكات عنيفة بين الجانبين، وسط تقدم للشرعية، وتراجع الانقلابيين في تلك المناطق.

وفي محافظة البيضاء، تمكنت المقاومة الشعبية في قيفة رداع من السيطرة على جبل جميدة الاستراتيجي، المطل على قرية الزوب، بعد معارك طاحنة مع الانقلابيين، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، فيما تمكنت المقاومة من صد محاولات للانقلابيين للزحف على منطقة الزوب وإفشالها.

تويتر