معارك بالجوف وتعز وحجة ولحج وسط مساندة قوية من مقاتلات التحالف العربي

عمليات حاسمة «مرتقبة» فــي مديريتي نهم وبني حشيش لتحـريـر صنــعاء

مقاتلون من المقاومة في مديرية نهم التي تشهد استعدادات لعمليات جديدة لتحرير العاصمة. رويترز

رجحت مصادر عسكرية يمنية، أمس، أن تشهد نهم وبني حشيش، وهما مديريتان تتبعان محافظة صنعاء، عمليات عسكرية ضمن معركة حاسمة مع وصول تعزيزات عسكرية للقوات الشرعية والمتمردين، فيما بدأت ميليشيات الانقلاب في العاصمة عمليات حشد لعناصرها استعداداً لهذه المعركة، في حين أكدت مصادر في المقاومة الشعبية استعدادها للتوجه نحو المديريتين، وأنها في انتظار ساعة الصفر، فيما شهدت الجوف وتعز وحجة ولحج معارك ومواجهات مع الانقلابيين، وسط مساندة قوية من مقاتلات التحالف العربي.

وفي التفاصيل، دفعت قوات الشرعية بتعزيزات عسكرية جديدة إلى مديرية نهم شمال شرق صنعاء، في إطار عملياتها المستمرة لاستعادة العاصمة من أيدي المتمردين الحوثيين وميليشيات علي عبدالله صالح.

وأكدت مصادر عدة في المقاومة الشعبية في صنعاء لـ«الإمارات اليوم»، أن قوات الشرعية في منطقة نهم شمال المدينة، وضعت في حالة استنفار مع وصول تعزيزات جديدة إليها قادمة من مأرب مع عتاد عسكري نوعي، استعداداً لبدء عمليات عسكرية باتجاه مديريتي بني حشيش وأرحب، في إطار المرحلة الثانية من عمليات تحرير العاصمة.

وكشفت المصادر عن وجود تحركات عسكرية كبيرة في محافظتي الجوف ومأرب، لتعزيز جبهة العاصمة في ظل القيادة الجديدة للمعركة المتمثلة بالفريق علي محسن الأحمر الذي تم تكليفه إدارة المعركة رسمياً من قبل الحكومة اليمنية الرسمية في اجتماعها الأخير بالعاصمة السعودية الرياض.

وأوضحت المصادر أن عدداً من المقاتلين المنتمين الى مديريتي أرحب وبني حشيش، أبدوا استعدادهم لبدء عمليات التحرير في انتظار توجيهات قوات الشرعية والمقاومة في نهم، والتي تنتظر وصول الخطط المرسومة من قبل قيادة قوات الشرعية التي تعقد لقاءات مكثفة في العاصمة السعودية الرياض، بحضور قيادات المناطق العسكرية في المحافظات الشمالية ورئيس هيئة الاركان العامة اللواء محمد المقدشي.

وأشارت المصادر إلى استمرار فرض حصارها على منطقة «نقيل ابن غيلان» الاستراتيجي، في انتظار استسلام الميليشيات المتحصنة في المنطقة، والتي تتخذ السكان دروعاً بشرية، فيما تواصل مقاتلات التحالف استهداف آلياتهم وتجمعاتهم في المنطقة التي على وشك السقوط في يد المقاومة والشرعية، وأن تلك العمليات الجارية في نهم لتطهيرها تصب في إطار الاستعداد لبدء التوجه نحو العاصمة من محاور متعددة، كما واصلت حصارها لسوق مسورة غرب فرضة نهم، والتي توقعت المصادر سقوطه خلال ساعات.

في المقابل، تحركت قوافل عسكرية تابعة للحوثيين وصالح إلى مديريتي نهم وبني حشيش، تحسباً للتقدم المرتقب للقوات الشرعية باتجاههما خلال الساعة المقبلة.

وجابت العاصمة صنعاء أطقم عسكرية تابعة للانقلابيين وعليها مكبرات الصوت لحشد انصارهم فيما سمته يوم «الشهيد»، وللاستعداد لحمل السلاح لمواجهة قوات الشرعية من الجهتين الشرقية والشمالية.

وجاءت خطوات الميليشيات الانقلابية تلك بعد حالة الانهيار وعدم القدرة على الاستمرار في المواجهات وفقدانها للمقاتلين، بعد خسائرها الكبيرة التي منيت بها خلال الأشهر الماضية، وسجلت أرقاماً كبيرة، دفعت الجماعة إلى استحداث عدد من المقابر الجماعية لدفن قتلاها.

وكانت قوات الشرعية والمقاومة استكملت تطهير المناطق المجاورة لمعسكر الفرضة الذي دخلته قوات الشرعية، وبدأت بإعادة تأهيله ليكون منطلقاً لعملياتها باتجاه العاصمة ومحافظة عمران المجاورة، التي واصلت مقاتلات التحالف استهداف معسكرات الانقلابيين وتجمعاتهم فيها، وقصفت معسكر العمالقة في حرف سفيان شمال عمران، وكذا معسكراً تدريبياً، ومواقع ومخازن أسلحة تابعة لهم في جبل المرحة جنوب غرب مدينة عمران.

كما شهدت محافظة عمران حالة توتر شديد بين القبائل في منطقة خميس القايفي بمديرية خارف، التي استحدثت فيها ميليشيات الانقلاب نقاطاً أمنية، وعززت من وجودها في المنطقة، الأمر الذي رفضته قبائل المنطقة، ومنحت الميليشيات مهلة لإزالة النقاط ومغادرة مناطقهم قبل أن يخوضوا معها مواجهات مسلحة وطردها بالقوة، وفقاً لمصدر قبلي بالمنطقة، الذي أكد أن موقف القبائل جاء لتجنيب مناطقهم الدمار وويلات الحرب وقصف مقاتلات التحالف.

في غضون ذلك، أفادت مصادر عسكرية يمنية بتجدد المواجهات بين قوات الشرعية من جهة وميليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى في منطقة حيفان جنوب محافظة تعز، جنوب البلاد. وفي مدينة الراهدة، جنوب غرب محافظة تعز، وصلت تعزيزات صغيرة إلى ميليشيات الحوثي وصالح، بعد أن أحرزت القوات الشرعية تقدماً في محور الشريجة الراهدة.

وفي جبهة ذباب عند الساحل الغربي للمدينة، تمكنت قوات تابعة للشرعية بقيادة العميد عبدالله الصبيحي، من استعادة مواقع استراتيجية وسلاسل جبلية محيطة بجبل الإرسال في محيط مركز المدينة التي تتمركز فيها ميليشيات الانقلاب بعد السيطرة عليها أخيراً.

وفي محافظة الجوف، تواصلت عمليات قوات الشرعية في مديرية الغيل الواقعة إلى الجنوب الغربي من المحافظة والمحاذية للعاصمة اليمنية صنعاء، بغرض فتح جبهة جديدة نحو العاصمة. وذكر الناطق باسم المقاومة الشعبية بالجوف عبدالله الاشرف لـ«الإمارات اليوم»، أن العمليات التي بدأتها المقاومة وقوات الشرعية في مديرية الغيل تهدف إلى فتح جبهة جديدة نحو العاصمة صنعاء ومنطقة حرف سفيان في محافظة عمران، لتعزيز تقدم الشرعية لتحرير العاصمة.

وكانت الجوف شهدت عملية نوعية لقوات الشرعية المقاومة التي تمكنت من ضبط عشرات من شاحنات المحروقات كانت في طريقها للميليشيات، قادمة من مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت التي تسيطر عليها عناصر تنظيم القاعدة منذ شهور، في دليل واضح على مدى الارتباط بين الجانبين.

وفي محافظة حجة، التي تشتعل فيها جبهتا ميدي وحرض الحدوديتان مع السعودية، بدأت قوات الكتيبة الخاصة التي وصلت ميدي أخيراً، مهامها القتالية في محيط المدينة، بمساندة بوارج التحالف المرابطة في المياه الإقليمية اليمنية والتي قصفت تجمعات الانقلابيين بالمناطق القريبة من الشريط الساحلي الممتد من ميدي باتجاه اللحية بالحديدة. كما استهدفت معسكر 25 ميكا بعبس بضربات نوعية عدة.

وأكد مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الخامسة مصرع 20 حوثياً في مواجهات مع الجيش الوطني في محيط حرض من جهة ميدي، والتي تمكنت فيها قوات الشرعية بمساندة طيران الأباتشي من تأمين الطريق الرابط بين المدينتين، والبالغ طوله 16 كلم.

وفي محافظة إب، ذكر مصدر قبلي في منطقة يريم شمال المدينة، ان ميليشيات الحوثي قامت بقتل الشيخ القبلي عبدالله العزي المسلمي، عضو المجلس العسكري للمقاومة في المحافظة بعد خطفه وأحد أنجاله، الأمر الذي قد يفجر ثورة غضب من أهالي المنطقة ضد الميليشيات.

وأشار المصدر أيضاً إلى مصرع قيادي حوثي يدعى «الحبوري» باشتباكات بين ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، إثر خلافات على توزيع شحنة أسلحة بمنطقة رحاب بمديرية القفر بمحافظة إب.

تويتر