خطة لتحرير عمران وصعدة والحديدة بعمليات متزامنة

هروب أول قيادي حوثي من صنــــعاء.. وقوات الشرعية تدخل مديرية المسراخ فـــــي تعز

يمنيون يتلقون العلاج في أحد مستشفيات تعز بعد تمكّن «الصليب الأحمر» من إدخال مساعدات طبية. إي.بي.إيه

أعلن القيادي في «حزب الحق»، الجناح السياسي لميليشيا الحوثي، حسن زيد، أنه قرر الهجرة ومغادرة العاصمة صنعاء، والاعتزال عن السياسة والتفرغ للعبادة، فيما تمكنت قوات الشرعية من الجيش الوطني والمقاومة، أمس، من اقتحام مركز مديرية المسراخ، جنوب شرقي مدينة تعز، من جهات عدة، فيما سيتم تنفيذ خطة عسكرية لتحرير محافظات صعدة وعمران وصنعاء والحديدة بعمليات متزامنة.

وفي التفاصيل، جاء هروب القيادي الحوثي بالتزامن مع اقتراب قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وسيطرتها على مواقع استراتيجية على المدخل الشرقي للعاصمة صنعاء.

ففي محيط العاصمة الشمالي، تمكنت قوات الشرعية والمقاومة الشعبية من السيطرة على جبال ومرتفعات بران والسلط وسد العامر الاستراتيجية، المطلة على منطقة ضبوعة وقطبي مسورة باتجاه أرحب، فيما تمكنت مقاتلات التحالف، عبر سلسلة غارات، من تم تدمير تعزيزات ضخمة على مشارف صنعاء، كانت في طريقها إلى نهم لمساندة الانقلابيين وقوات المخلوع، التي لحقت بها هزائم متواصلة بالمنطقة على أيدي قوات الشرعية.

وتواصل قوات الشرعية تضييق الخناق على الانقلابيين في العاصمة صنعاء، مع استمرار الانهيارات والانشقاقات في صفوف ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، وتمكنت من فرض سيطرتها على مقر اللواء (63)، التابع للحرس الجمهوري الموالي لصالح٬ كما نجحت في أسر قائد اللواء مراد العوبلي، والعشرات من أفراد اللواء، وسط تضارب الأنباء حول مقتله.

وذكر شهود عيان في المناطق الشمالية للعاصمة، أنهم لأول مرة يسمعون أصوات المدافع التابعة لقوات الشرعية وهي تطلق نيرانها باتجاه أطراف العاصمة، وأكدوا سقوط قذائف تابعة لقوات الشرعية في قاعدة الديلمي، المجاورة لمطار صنعاء الدولي في شمال العاصمة، الأمر الذي يعني أن العاصمة باتت تحت نيران الشرعية.

في الأثناء، كشف مصدر بالمقاومة في صنعاء أن قوات الشرعية بدأت التقدم نحو مديرية بني حشيش في شرق العاصمة، بمساندة قوات التحالف الجوية التي ضربت معسكرات الانقلابيين في المنطقة بسلسلة غارات، مستهدفةً خشم البكرة والجميمة وسعوان شرق العاصمة، كما استهدفت غارات جوية معسكر القوات الخاصة، المعروفة بقوات النخبة في الجيش اليمني بمنطقة الصباحة، ومواقع للحوثيين والرئيس المخلوع في جبل عيبان غربي العاصمة. وضرب الطيران الحربي مجدداً ألوية الحماية الرئاسية، في محيط دار الرئاسة، بثلاث غارات وصفت من قبل السكان في تلك المناطق بأنها أعنف غارات. كما هزت انفجارات عنيفة منطقة المدور غربي العاصمة صنعاء، في أعقاب غارات استهدفت مستودعات للمؤسسة الاقتصادية العسكرية.

وأشار المصدر إلى أن قوات الشرعية تمكنت من تأمين خط مأرب ـ صنعاء بالكامل، ونصبت فيه عدداً من النقاط العسكرية، مؤكداً استمرار تدفق تعزيزات للشرعية قادمة من مأرب، تضم مدرعات وآليات عسكرية حديثة، بينها راجمات صواريخ نوعية.

وكشف أحد شيوخ محافظة عمران، الواقعة شمال صنعاء، أن هناك إجماعاً قبلياً على بدء معارك تحرير محافظات صعدة وعمران وصنعاء في وقت واحد، والوقوف مع الشرعية في هذا الجانب.

وفي تعز، أفاد المركز الإعلامي للمجلس العسكري بمدينة تعز، أن قوات الجيش الوطني والمقاومة تمكنت، أمس، من اقتحام مركز مديرية المسراخ جنوب شرقي المدينة من جهات عدة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، في الوقت الذي قامت طائرات دول التحالف العربي ومدفعية الجيش الوطني اليمني بقصف مواقع الميليشيات ومعسكر اللواء (22) بمنطقة الجندية شرقي المدينة.

وفي مدينة تعز، تمكنت قوات الشرعية من صد هجوم واسع للانقلابيين وقوات صالح في الجبهة الشرقية باتجاه قصر المخلوع صالح في الجحملية، فيما تمكنت عناصر للمقاومة من شن هجوم مباغت على الانقلابيين في منطقة المفتش وأسفل عصيفرة جوار محطة الشرعبي، وتمكنت من تطهير أربع عمارات من القناصة الحوثيين الذين أذاقوا الويلات للمدنيين في المنطقة الواقعة شمال شرق المدينة، كما قام رجال ينتمون للمقاومة في الجند، شرق المدينة، بالسيطرة على قرية «الجند المشرفة، بمركز المديرية وطهروها من الانقلابيين، في عملية تعد الأولى في تلك المنطقة التي تقع تحت سيطرة اللواء (22) مشاة التابع للمخلوع صالح».

وذكر مصدر عسكري في المنطقة أن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى مواقع التحالف جنوبي مديرية ذباب، استعداداً لمعركة حاسمة عند الساحل الغربي، بدءاً بمحاولة استعادة مركز المديرية، والتوجه نحو ميناء المخاء الاستراتيجي بالتزامن مع بدء معارك تحرير الساحل الغربي المتوقعة، والممتدة من ميدي شمالاً إلى المخاء جنوباً.

وفي محافظة لحج المحاذية لتعز، تمكنت قوات الشرعية من التقدم باتجاه منطقة الشريجة عند الحدود الشطرية السابقة، على وقع غارات جوية مكثفة لطيران التحالف على مواقع الانقلابيين وقوات صالح، على الطريق الممتد بين تعز ولحج، الذي يربطهما بعدن.

وتحدثت مصادر محلية عن وصول تعزيزات عسكرية ضخمة للقوات الحكومية من قاعدة العند الجوية إلى منطقة كرش، وسط أنباء عن انسحاب للحوثيين من بعض جبهات القتال لتعزيز جبهات أخرى.

وقال مصدر محلي إن اشتباكات عنيفة تدور بين رجال المقاومة وقوات الجيش الوطني من جهة، والمسلحين الحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى، في منطقة الحويمي شمال بلدة كرش بمحافظة لحج.

وذكر بيان عسكري صادر عن الجبهة، أن أبطال المقاومة والجيش الوطني، بقيادة اللواء فضل حسن، نفذوا عملية نوعية وهجومية على مواقع الانقلابيين في اتجاه الميسرة وجبل السود، ومناطق مجاورة من جبهة كرش، ما أجبرهم على الفرار باتجاه مناطق في الشريجة، مؤكداً استعادة مواقع في الميسرة غرب كرش.

وفي البيضاء، شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على مواقع للانقلابيين وقوات صالح في مديرية ذي ناعم، جنوبي غرب مدينة البيضاء، وسط استمرار عمليات المقاومة الشعبية ضد الوجود الانقلابي بالمحافظة في مناطق متفرقة.

وفي محافظة المحويت، الواقعة إلى الغرب من العاصمة صنعاء، شنت مقاتلات التحالف غارات نوعية على المحافظة التي تشهد هدوءاً كبيراً في ظل تطورات الأحداث في اليمن، استهدفت تجمعاً للانقلابيين في مدينة كوكبان التاريخية التي بدأت الميليشيات استخدام المناطق الزراعية والتاريخية والأثرية كمواقع لإطلاق الصواريخ البالستية أو لتخزين الأسلحة، لكي تتمكن في حال استهدافها من قبل مقاتلات التحالف بالتنديد، عبر وسائل إعلامها، بأن التحالف يستهدف تلك المناطق غير العسكرية لكسب تعاطف الرأي العام، الداخلي والخارجي.

وأكد مصدر في المنطقة أن الغارات قتلت أربعة من القيادات الميدانية للانقلابيين في المنطقة، فضلاً عن تدمير مخزن أسلحة استحدثتها تلك الميليشيات في المدينة الأثرية.

وفي محافظة صعدة، أكدت مصادر قبلية في المقاومة بالجوف أن المناطق الحدودية التي تربط الجوف بمحافظة صعدة، تحولت فعلياً إلى خطوط انطلاق متقدمة للجيش الوطني والمقاومة لتحرير صعدة، المعقل الرئيس للانقلابيين واستعادتها.

وأكدت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية السادسة أن العمليات العسكرية بدأت الاتجاه نحو حدود صعدة للتمركز على مشارف المحافظة في انتظار الأوامر ببدء عمليات تحريرها، التي يتوقع ستأتي في إطار بدء تحرير عمران أيضاً، وكذلك محافظة الحديدة التي تستعد قوات التحالف لعمليات إنزال بحري لمساندة قواتها المنتشرة على الساحل بين ميدي واللحية، وذلك وفق خطة عسكرية لتحرير هذه المحافظات.

المصادر أكدت التنسيق التام بين المناطق العسكرية السادسة في الجوف، والثالثة في مأرب، والخامسة في الحديدة، لبدء عمليات تضييق الخناق على المتمردين في صعدة من ثلاث اتجاهات، بالتزامن مع تحرير عمران، ووصولاً إلى حدود العاصمة صنعاء من الجهة الشمالية الغربية.

تويتر