طريق لعبور ما يزيد على 4 ملايين برميل نفط يومياً

مضيق باب المندب.. أحد أهم الممرات المـائية في العالم

تمكنت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية، وقوات الجيش الوطني اليمني، والمقاومة الشعبية، مطلع الشهر الجاري، من استعادة منطقة باب المندب الاستراتيجية، وجزيرة ميون، من ميليشيات المتمردين الحوثيين وقوات المخلوع، علي عبدالله صالح، وتقدمت شمالاً باتجاه ميناء المخا، ومحافظة تعز ، بالتزامن مع تقدم آخر في محافظة مأرب، حيث استكملت القوات المشتركة سيطرتها الكاملة على سد مأرب.

وتمت السيطرة على مديرية باب المندب بالكامل، بما في ذلك مضيق باب المندب الحيوي، وتطهير ما حوله من مرتفعات من قبل قوات المنطقة العسكرية الرابعة.

ومضيق باب المندب يربط المحيطين الهادي والهندي وبحر العرب بخليج عدن، ومن خلاله تتدفق صادرات نفط الخليج إلى العالم، ويعد المضيق أحد أهم الممرات المائية في العالم، فضلاً عن أنه طريق لعبور ما يزيد على أربعة ملايين برميل نفط يومياً، ما يشكل 30% من نفط العالم، بحيث يبلغ عدد سفن النفط التي تمر فيه 21 ألف قطعة بحرية سنوياً، وبما يعادل 57 قطعة يومياً، وتمر منه كل عام 25 ألف سفينة (نفط وحاويات). ويصل عرض القناة التي تمر خلالها السفن 16 كم من 32 كم إجمالي عرض المضيق، وعمقها بين 100 و200 متر.

ولليمن أفضلية استراتيجية في السيطرة على باب المندب في الجانب الشرقي (الآسيوي) منه وذلك من خلال امتلاك اليمن جزيرة ميون، التي تبعد عن الساحل اليمني بـ4.8 كم. أما في الجانب الغربي (الإفريقي) فتتحكم فيه إريتريا من خلال ميناء عصب، الذي توجد فيه بطارية صواريخ ساحلية إيرانية، إلى جانب قاعدة عسكرية إيرانية في غرب عصب.

وقد برزت أهمية مضيق باب المندب في حرب أكتوبر 1973 عندما قامت البحرية المصرية بإغلاقه لتنفيذ حصار بحري على إسرائيل ووقف الملاحة البحرية من وإلى ميناء إيلات في شمال خليج العقبة، حيث كانت إسرائيل تستورد نحو 18 مليون طن نفط من إيران تمر عبر باب المندب إلى ميناء إيلات، ولإلغاء أهمية شرم الشيخ التي كانت تريد الاحتفاظ بها بدعوى تحكمها في مضيق تيران المتحكم في جنوب خليج العقبة، حيث قامت البحرية المصرية بالتحكم في البحر الأحمر كله من خلال إغلاق مدخله الجنوبي عند مضيق باب المندب.

كما أن وجود القواعد العسكرية الأميركية والفرنسية في جيبوتي جنوب إريتريا، يعطي بحرية الدول الغربية الموجودة في جيبوتي القدرة على التحكم أيضا في الملاحة التي تمر عبر باب المندب. حيث يوجد للولايات المتحدة 4200 جندي، 30 قطعة بحرية، 20 مقاتلة، وقاعدة للطائرات من دون طيار. أما فرنسا فيوجد لها 1900 جندي و20 قطعة بحرية، وسبع7 مقاتلات ميراج، وثماني مروحيات، فضلاً عن عناصر عسكرية بحرية وجوية لكل من إيطاليا وإسبانيا واليابان. وقد اهتمت أميركا بهذه القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وخشيتها سيطرة تنظيم «القاعدة» الإرهابي على هذا الممر المائي المهم، وتدفع مقابل ذلك 30 مليون دولار لحكومة جيبوتي سنوياً.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر