مواجهات عنيفة تخوضها المقاومة الشعبية في جبهات عدة

التحالف يواصل قصف المتمردين بصنعاء وتعز.. والحكومة تتسلّم ردّ الحوثيين على مبادرتها

الدخان يتصاعد فوق موقع للمتمردين الحوثيين في صنعاء بعد قصفه من قبل التحالف. أ.ف.ب

شنّ طيران التحالف، أمس، غارات جوية عدة، استهدفت معسكراً للحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي صالح، بمحافظة تعز وسط اليمن، تزامنت مع مواجهات عنيفة بين المتمردين والمقاومة الشعبية في جبهات عدة بالمدينة، في حين أعلن قيادي سابق لدى الحوثيين الموافقة على تنفيذ قرار مجلس الأمن في مشاورات مسقط.

وفي التفاصيل، قالت مصادر صحافية من تعز، إن غارات التحالف استهدفت معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً)، حيث هز دوي انفجارات عنيفة تلك المنطقة، وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع بكثافة. وتأتي تلك الغارات تزامناً مع مواجهات عنيفة بين الحوثيين مسنودين بقوات صالح، والمقاومة الشعبية في جبهات عدة في المدينة.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن مواجهات عنيفة تدور في محيط القصر الجمهوري وجبل الوعش ومنطقة عصيفرة، ويستخدم فيها الطرفان مختلف الأسلحة.

وأكدت المصادر أن مقاتلي المقاومة صدوا محاولة تقدم الحوثيين نحو جبل وعش وسيطروا على منطقة الخمسين.

وأشارت إلى أن الحوثيين وقوات صالح يقصفون الأحياء السكنية بالأسلحة الثقيلة بشكل عشوائي وعنيف، مؤكدين سقوط قتلى وجرحى من المدنيين دون أن يتسنى معرفة أعدادهم جراء استمرار المواجهات والقصف.

وقال سكان محليون إن نحو 10 غارات استهدفت معسكر ألوية الصواريخ بعطان، وكلية الطيران الحربي، وهز دوي انفجارات عنيفة العاصمة، وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع بكثافة من تلك المواقع.

ويحلق منذ الأيام الثلاثة الماضية طيران التحالف في أجواء العاصمة بشكل غير مسبوق، وبعلو منخفض منذ بدء عملياته في اليمن في مارس الماضي.

وكانت الحكومة اليمنية قد أعلنت مساء الخميس الماضي، تسلمها رد جماعة الحوثيين على المبادرة التي تقدمت بها الحكومة في وقت سابق لإحلال السلام واستعادة الدولة.

والتقت اللجنة السياسية للحكومة مساء الخميس، بالمبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ.

وأوضح المتحدث باسم الحكومة، راجح بادي، أن المبعوث الأممي جاء يحمل ردوداً على المبادرة التي قدمتها الحكومة في وقت سابق لإحلال السلام في اليمن واستعادة الدولة. وأوضح أنه سيتم خلال الأيام المقبلة الرد على هذه الردود بعد اللقاء والتشاور مع الرئاسة والمكونات السياسية، مؤكداً أن الحكومة ترحب بالسلام والجهود التي تبذل من قبل الممثل الأممي، على أن تقوم تلك الجهود على أرضية صحيحة وغير منقوصة.

وقال بادي «إن الحكومة ستتعامل بواقعية مع كل الجهود، إيماناً منها بأن أي حل غير سليم ومتكامل سيكون بذرة لصراع قادم لا محالة».

ولم تصدر جماعة الحوثي أي تعليق حول ذلك، ولم تعلن ما تضمنه ردها للحكومة.

من جهة أخرى، أعلن القيادي السابق في جماعة الحوثي، علي البخيتي، أمس، أن الجماعة وحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يقوده المخلوع صالح، وافقا على تنفذ قرار مجلس الأمن، في مشاورات مع المبعوث الدولي بمسقط بسلطنة عمان.

وقال علي البخيتي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن الحوثيين والمؤتمر وافقوا على مجموعة نقاط نقلها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ الخميس إلى الحكومة اليمنية في الرياض.

وأشار إلى أن الاتفاق كان برعاية ولد الشيخ، وتضمن مجموعة نقاط من بينها إشراف الأمم المتحدة على عمليات الانسحاب من المدن والتزام الحوثيين والمؤتمر بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما فيها القرار 2216 من جميع الأطراف، وفق آلية تنفيذية يتم التوافق عليها، وبما لا يمس بالسيادة الوطنية، مع التحفظ على العقوبات الصادرة بحق المواطنين اليمنيين.

كما تضمنت النقاط عودة الحكومة اليمنية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ووقف دائم وشامل لإطلاق النار من جميع الأطراف، وانسحاب كل الجماعات والميليشيات المسلحة من المدن وفقاً لآلية تؤدي إلى سد الفراغ الأمني والإداري ورفع الحصار البري والبحري والجوي.

وتم الاتفاق على استئناف وتسريع المفاوضات بين الأطراف اليمنية التي تجري بوساطة الأمم المتحدة وفقاً لقرار مجلس الأمن، والتزام كل الأطراف بتسليم السلاح الثقيل إلى الدولة وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل.

وفي تعز أقرّ المجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية الخميس تشكيل لجنة لضبط الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة في جميع المناطق داخل المدينة.

وأكد بيان للمجلس «أهمية تفعيل الخطط العملية في الواقع، وتكليف مجاميع من أفراد المقاومة للقيام بالمهام الأمنية لحماية الممتلكات الخاصة والعامة، خصوصاً المنشآت والمكاتب الحكومية، والتنسيق لاستئناف العمل بشكل كلي لما فيه تحقيق مصلحة المواطنين».

من جانبها، توصلت الأمم المتحدة إلى اتفاق مع الحكومة اليمنية والتحالف العربي لوضع آلية تحقّقٍ وتفتيش لزيادة تدفق البضائع المتجهة إلى البلاد عن طريق البحر.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الخميس الماضي، إن عمليات التفتيش ستطبق على الواردات التجارية فقط.

وأضاف أن «الشحنات القادمة من منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة لن تخضع للتحقق».

وحذر برنامج الأغذية العالمي أخيراً من أن اليمن على حافة مجاعة، داعياً الأطراف المتحاربة إلى فتح الموانئ، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء البلاد.

تويتر