غرفة عمليات قيادة وسيطرة في قيادة محافظة عدن بالتعاون مع الإمارات

أكد مدير أمن محافظة عدن، العميد الركن محمد مساعد، أنه سيتم إنشاء غرفة عمليات قيادة وسيطرة في قيادة المحافظة، بالتعاون مع الإمارات، حيث ستكون قريبة من نظام شرطة الاتصال في شرطة الإمارات، وأن إدارة الأمن وضعت خطة أمنية متكاملة لتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة تتضمن إجراءات أمنية لضبط الحزام الأمني الأول والمتمثل بمداخل «العلم والرباط ورأس مشهور» من خلال التحكم بالدخول والخروج، وضبط حالات تسرب السلاح، وإتمام السيطرة الأمنية في المحافظة بشكل عام، فيما بحثت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية مع عدد من المنظمات الإنسانية الدولية تعزيز جهود الإغاثة والتنمية على الساحة اليمنية، بينما شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية أربع غارات جوية على مواقع ميليشيات الحوثي في صعدة، المعقل الرئيس لميليشيات الحوثي، وعلى الكلية الحربية شمال صنعاء.

وفي التفاصيل، قال مساعد في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية إن الخطة تتضمن كذلك أمن مطار عدن الدولي وأمن الميناء وحراسة المصافي ومقر الإذاعة والتلفزيون ومصادر الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى إجراءات أخرى تشمل تأمين السواحل والشواطئ والموانئ المختلفة.

وأوضح أن الخطة تأتي لتعزيز خفر السواحل، وتوفير الإمكانات اللازمة لتأمين السواحل حتى خمسة أميال بحرية، مشيراً إلى أنه تم التنسيق والتعاون في هذا الجانب مع القوات البحرية وقوات التحالف إلى ما بعد خمسة أميال وحتى 12 ميلاً بحرياً، وهي الحدود البحرية لمحافظة عدن واليمن بشكل عام.

وأضاف أنه سيتم إنشاء غرفة عمليات قيادة وسيطرة في قيادة المحافظة بالتعاون مع الإمارات، حيث ستكون قريبة من نظام شرطة الاتصال في شرطة الإمارات. وأشار إلى أنه سيتم ربط جميع أقسام الشرطة ودوريات المرور والنجدة وغيرها بنظام شبكي لرصد الجريمة وسرعة ضبط المتهمين وتقديمهم إلى العدالة، وإنشاء منظومة أمنية متكاملة لحفظ الأمن والنظام وحماية الممتلكات العامة والخاصة والسلم الاجتماعي بعدن.

وقال إن إدارة الأمن تعكف حالياً على إعادة تأهيل مراكز الشرطة وإصلاح ما لحق بها من أضرار الحرب، وتوفير الأثاث اللازم والإمكانات المادية من سيارات وأسلحة وغيرها. وأكد أنه سيتم يوم الأحد المقبل تدشين العمل في خمسة أقسام، ومن ضمنها قسم شرطة الشيخ عثمان كقسم نموذجي متكامل يشمل مختلف التخصصات للقيام بمهامه، وتأمين نطاق الاختصاص المكاني له.

وأشار المسؤول الأمني اليمني إلى أنه يجري العمل على قدم وساق لإعادة تأهيل معسكر النصر ومبنى إدارة أمن المحافظة في معسكر طارق بخورمكسر، حيث سيتم استئناف العمل فيه الأسبوع المقبل.

ونوه بالعمل مع قيادة المنطقة العسكرية الرابعة وقوات التحالف من السعودية والإمارات وغيرها من الدول، مشيداً بدورهم في هذا المجال، وكذا بدور الإدارة المحلية والسلطة المحلية بالمحافظة برئاسة المحافظ نايف البكري، الذي يشرف بنفسه على إنجاز هذه المهام وهذه الخطة.

يأتي ذلك في وقت استهدف التحالف، أمس، قاعدة الديلمي القريبة من مطار صنعاء شمال العاصمة اليمنية، ودمر مخازن أسلحة. وأكد شهود عيان أن انفجارات عنيفة هزت صنعاء وتصاعدت أعمدة الدخان، ما يشير إلى استهداف مخازن أسلحة استولى عليها المتمردون الحوثيون في القاعدة. وكان عشرات المتمردين الحوثيين قتلوا جراء انفجار صاروخ سكود عند محاولة إطلاقه من قاعدة الديلمي.

إلى ذلك، كثفت طائرات التحالف العربي غاراتها على مواقع ميليشيات الحوثي، أمس، في منطقة حريب والجفينة والفاو في مأرب، بمشاركة الأباتشي التي تنفذ عملية تمشيط دقيقة للمواقع والنقاط الحوثية في إطار حملة لتطهير المناطق الداخلية للمحافظة.

وفي تعز، أكدت مصادر صحافية يمنية، أمس، مقتل وإصابة العشرات من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح، بينهم قيادي في مواجهات عنيفة مع المقاومة بمحافظة تعز.

وقالت المصادر إن عشرات من الحوثيين وقوات صالح سقطوا بين قتيل وجريح في مواجهات عنيفة اندلعت بين الطرفين. وأشارت المصادر إلى أن المواجهات تركزت في أحياء عدة، من بينها الموشكي وكلابة وشارع الأربعين، إلى جانب عصيفرة ومحيط القصر الجمهوري، ويستخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

من ناحية أخرى، بحثت هيئة الهلال الأحمر مع عدد من المنظمات الإنسانية الدولية تعزيز جهود الإغاثة والتنمية على الساحة اليمنية، وتحسين مستوى الاستجابة تجاه المتأثرين من الأزمة الراهنة.

جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقد، أمس، بمقر الهيئة برئاسة الأمين العام للهلال الأحمر الإماراتي، الدكتور محمد عتيق الفلاحي، وحضور ممثلين عن ثماني منظمات دولية شملت «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة - أوتشا» و«صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة - اليونيسيف» و«أطباء بلا حدود» و«برنامج الأغذية العالمي» و«المجلس النرويجي للاجئين» و«منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة – الفاو» و«منظمة قرى الأطفال الدولية» و«SOS» و«منظمة إنقاذ الأطفال».

كما حضر الاجتماع، بجانب الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر، محمد يوسف الفهيم نائب الأمين العام للخدمات المساندة، وفهد عبدالرحمن بن سلطان نائب الأمين العام للتسويق وجمع التبرعات، وسالم الريس العامري نائب الأمين العام للمساعدات الدولية بالإنابة، وسعيد سهيل المزروعي مدير إدارة المساعدات الدولية في الهلال الأحمر.

ووقف ممثلو المنظمات الدولية على مستجدات الأوضاع الإنسانية على الساحة اليمنية من خلال الشرح الذي قدمه الأمين العام للهلال الأحمر، عقب الزيارة الميدانية التي قام بها والوفد المرافق له لمحافظة عدن، أخيراً، كما اطلعوا على الجهود التي تبذلها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لتخفيف معاناة المتأثرين، ومبادراتها النوعية من أجل إعادة الحياة في عدن والمحافظات المجاورة إلى ما كانت عليه قبل الأزمة.

وأكد المجتمعون تردّي الأوضاع الإنسانية في اليمن بصورة عامة نسبة للنقص الحاد في الاحتياجات الأساسية اليومية من غذاء ودواء وغيرهما، ما يتطلب تكثيف الجهود وحشد الطاقات والإسراع بعمليات إيصال المساعدات إلى الشعب اليمني في مدنه ومحافظاته المختلفة. كما أكدوا أن الظروف الراهنة تستوجب العمل بقوة على الساحة اليمنية لدرء المخاطر الإنسانية المحدقة بجميع قطاعات الشعب اليمني.

ونوقشت في الاجتماع عدد من المحاور التي تسهم في تذليل العقبات أمام جهود الإغاثة الدولية في اليمن. وتم الاتفاق على تفعيل آليات التعاون والتنسيق لتقديم أفضل الخدمات الإنسانية لليمنيين وتوفير احتياجاتهم، خصوصاً في المجالات الصحية والتعليمية والخدمية الأخرى، إلى جانب تخطيط البرامج الميدانية، وتعزيز الشراكة وتبادل المعلومات والخبرات، للتغلب على التحديات اللوجستية في إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها في المحافظات اليمنية.

كما تم الاتفاق على وضع آلية تنسيقية بين فريق الهلال الأحمر الموجود حالياً في عدن وممثلي تلك المنظمات في اليمن.

وأكد ممثلو المنظمات الإنسانية الدولية أهمية الجهود التي تضطلع بها دولة الإمارات لتحسين الأوضاع الإنسانية للشعب اليمني، مثمنين الدور الريادي للإمارات في إغاثة الشعب اليمني وحشد الدعم له، والذي تجلى بوضوح في إطلاق حملة «عونك يا يمن» بتوجيهات القيادة الرشيدة. وأكدوا أن منظماتهم تتابع بفخر وتقدير البرامج الإنسانية والمشروعات التنموية التي تنفذها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية في المجالات كافة لمصلحة المتضررين في اليمن، وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم. وأعربوا عن تقديرهم لمبادرة الهيئة بتنظيم هذا اللقاء التفاكري والتنسيقي حول أهم القضايا الإنسانية التي تشغل الرأي العام الإقليمي والدولي، وتستحوذ على اهتمام وكالات الإغاثة الدولية.