التحالف العربي يشن غارات على مواقع للحوثيين في صعدة وتعز وحجة ومأرب

معارك عنيفة بعدن.. والمـبعوث الأممي في صنعاء لبحث هدنة إنسانية

الدخان يتصاعد من موقع للمتمردين الحوثيين في صنعاء بعد أن قصفته طائرات التحالف. أ.ف.ب

دارت معارك عنيفة أمس، بين المتمردين الحوثيين ومن يحالفهم من ميليشيات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والقوات الموالية للحكومة اليمنية في عدن، وفيما شنت طائرات التحالف العربي غارات على مواقع الحوثيين في صعدة وتعز ومأرب وحجة، وصل المبعوث الأممي إلى العاصمة صنعاء في مسعى للتوصل إلى هدنة إنسانية خلال الفترة المتبقية من شهر رمضان.

وتفصيلاً، أشارت مصادر ميدانية في عدن، كبرى مدن الجنوب، إلى أن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية شن غارات عدة استهدفت عربتين وناقلة جند للمتمردين في ضواحي بئر أحمد، وأدت إلى سقوط ثمانية قتلى في صفوفهم. وواصلت قوات التحالف عملياتها العسكرية للحد من التوسع الحوثي بتنفيذ غارات جوية على تجمعاتهم ومعسكراتهم في معظم المحافظات التي مازالت تتعرض لقصف عشوائي ومتواصل من قبل الميليشيات الحوثية، لا سيما في عدن وتعز.

وقالت مصادر أمنية إن طائرات التحالف استهدفت مواقع لميليشيا الحوثي والمخلوع صالح في مديريات شذا ورازح ومران في محافظة صعدة، كما استهدفت مواقع عدة في جبل هيلان والمخدرة في منطقة صرواح غرب محافظة مأرب، إضافة إلى مواقع عدة للحوثيين في مديرية سفيان بمحافظة عمران.

وأكد مسؤول حكومي أن الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قصفوا بصواريخ الكاتيوشا مناطق سكنية في المنصورة وبئر فضل وحي الإنشاءات، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

وتابع أن ثلاث قذائف استهدفت روضة أطفال في حي الإنشاءات يتخذها النازحون ملاذاً لهم، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص بينهم طفل ووالده وجرح 11 آخرين.

وأكدت مصادر طبية لوكالة فرانس برس حصيلة القتلى المدنيين. والضحايا هم من اللاجئين الصوماليين، وفقاً لمصدر طبي آخر.

وقالت مصادر ميدانية في بئر احمد إن مسلحي «المقاومة الشعبية» حافظوا على مواقعهم في محيط اللواء 31 مدرع وسط اشتباكات عنيفة مع الحوثيين.

وقال شهود عيان إن تعزيزات لـ«المقاومة الشعبية» وصلت إلى جبهة بئر احمد، بقيادة نبيل المشوشي وتمكنت من التصدي للحوثيين في الجهة الغربية من المنطقة.

وفي مديرية دار سعد تركزت المواجهات في قرية مصعبين والبساتين، حيث شهدت حرب شوارع بين الطرفين خلفت قتلى وجرحى من الجانبين، بحسب مصادر في «المقاومة الشعبية».

وأوضحت المصادر أن طيران التحالف شن غارات عدة على الأطراف الشمالية والشرقية لمديرية دار سعد مستهدفاً تجمعات ومركبات عسكرية للحوثيين، مؤكدة أن مسلحي «المقاومة» احرزوا تقدماً في جبهة معسكر سلاح المهندسين.

وأفاد شهود عيان بأن الحوثيين وقوات صالح منعوا المواطنين من الدخول والخروج عند مداخل عدن الثلاثة، كما صادروا مركبات وشاحنات محملة بالبضائع والخضراوات حاولت الدخول إلى المدينة عن طريق التهريب وفي طرق صحراوية وعرة.

وقالت مصادر صحافية في مدينة تعز إن طائرات التحالف شنت ظهر أمس، سبع غارات استهدفت القصر الجمهوري في تعز، ومعسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) في المدينة. وأضافت المصادر أن أعمدة الدخان تصاعدت بكثافة من تلك المواقع عقب تلك الغارات، فيما سُمعت أصوات سيارات الإسعاف تهرع إلى معسكر قوات الأمن الخاصة.

وفي لحج، قتل 19 من الحوثيين وقوات صالح فجر أمس، في اشتباكات مسلحة مع «المقاومة الشعبية» في مناطق متفرقة بالمحافظة، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية موالية للرئيس عبدربه منصور هادي وكالة «فرانس برس».

ويأتي ذلك فيما ارتفعت وتيرة الكمائن والهجمات المسلحة للمقاومة الشعبية ضد أهداف لميليشيات الحوثي في المحافظات التابعة لإقليمي أزال وتهامة شمال غرب اليمن.

وذكرت المصادر نفسها أن هجوماً مباغتاً شنه مسلحو «المقاومة الشعبية» على تجمع للحوثيين في منطقة الوهط، أسفر عن سقوط 11 قتيلاً وعدداً من الجرحى. وأشارت إلى أن مواجهات عنيفة اندلعت في منطقة بلة المطلة على قاعدة العند الجوية بين «المقاومة الشعبية» والحوثيين المدعومين بقوات صالح، حيث تمكن مقاتلو المقاومة الشعبية من استعادة موقعين في المنطقة، ما أسفر عن سقوط ثمانية قتلى وعدد من الجرحى في صفوف الحوثيين وصالح، فيما قتل اثنان من «المقاومة الشعبية» وجرح أربعة.

في غضون ذلك، وصل مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد إلى صنعاء، في مسعى جديد للتوصل إلى هدنة إنسانية خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر رمضان، ما يسمح بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان. وقال المبعوث الأممي «نحن نكثف جهودنا من أجل التوصل إلى حل سلمي لهذه الأزمة التي أصبحت اليوم كارثية بالنسبة إلى الشعب اليمني».

وأضاف في تصريح مقتضب في مطار صنعاء «نبحث في التوصل إلى هدنة إنسانية في أسرع وقت ممكن»، وتكثيف الجهود «للتوصل إلى حل سلمي دائم ويسمح بالرجوع إلى طاولة الحوار».

وأعلنت الأمم المتحدة الأربعاء الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الإنسانية، وهي الأعلى، في اليمن حيث بات أكثر من 21.1 مليون يمني يمثلون 80% من السكان بحاجة إلى مساعدة إنسانية، ويعاني 13 مليوناً منهم نقصاً غذائياً، و9.4 ملايين يعانون شح المياه.

 

 

تويتر